بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ
وهو أيضاً أول الأسماء الحسنى وآخرها . وبه كمال المائة اسم فإنه مضمر مستتر في نفس الهاء المكتوبة أعني (( الله )) فإن بـ ( الهاء ) يتم ذكر الله . فأول الاسم المفرد ألف . وآخره الهاء . وبه كماله ومفهوم بيانه وتمامه . وبه يستفتح الدعاء والذكر وهو أول الأسماء الحسنى وآخرها . فأولها يا (( الله )) وآخرها يا (( هو )) . فهذا الاسم هو (( الأول )) وهو (( الآخر )) بدأ به وختم .
وقد ذكره سبحانه وتعالى في جملة آيات من كتابه فقال تعالى : (( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلهَ إلَّا هُوَ )) وقال تعالى : (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) وقال تعالى : (( وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ )) وقال تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ )) الآية وقال تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) .
هُوَ أَوَّلٌ هُوَ آخـرٌ = هُوَ بَاطنٌ هُوَ ظاهرُ
هُوَ واحدٌ هُوَ مالكٌ = هُوَ عالمٌ هُوَ قـادِرُ
هُوَ خالقٌ هُوَ رازقٌ = هُوَ عَادِلٌ هُوَ آمِـرُ
هُوَ حاكِمٌ هُوَ صَادِقٌ = هُوَ مُخْبِرٌ هُوَ ذاكِرُ
هُوَ مُحْسِنٌ مُتَفَضِّلٌ = هُوَ رَاحِمٌ هُوَ غَافِرُ
وذكر عن بعض الأئمة العارفين أنه كان لا يدعو إلا به ولا يسأل الله شيئاً إلا به . فيقول يا هو يا هو . يا من يعلم ما هو إلا هو . أسألك كذا وكذا .
وروي أن أبا القاسم الجنيد رحمه الله تعالى قال لبعض خواص أصحابه : إن اسم الله الأعظم هو (( هو )) لأن الله تعالى أظهره أولاً في اسمه (( الله )) وأخفاه آخراً في ( هاء ) اسمه (( الله )) . فهو (( هو )) . فمن شدة ظهوره استتر وخفى حتى لم يعرف . ومن كثرة ذكره ظهر ونسى ولم يوصف .
ولقد ذكر بعض العلماء بالله . المحققين في معرفة هذا الاسم المفرد . أن من ذكر الله سبحانه ولم يحقق إظهار ( الهاء ) منه بتمكين حركة ضبطها فليس بذاكر لله . ولا ذكر الله قط . وجعل إظهار ( الهاء ) شرطاً واجباً لازماً في ذكر الله في حالة الذكر والتكبير في الصلاة في الأذان . والتلاوة . وكان بعض الشيوخ ممن يقتدى به في علم الشريعة . وفي علم الحقيقة ظاهراً وباطناً . يقول لأصحابه : من أصابته منكم شدة . أو صدمته محنة . فليقل (( الله الحي القيوم )) فإنه الاسم الأعظم .
وروي أن أهل التوحيد أربعة أصناف في ذكر التوحيد الواحد .
الصنف الأول : قالوا (( لا إله إلاّ الله )) بين النفي والإثبات . نفي الأوهام عن الأفهام . وإثبات الواحد عن الضد والند .
الصنف الثاني : قالوا (( الله )) اقتصروا على ذكر الاسم المفرد من غير نفي وإثبات . ورأوا أن الاثبات بعد النفي وحشة وجفاء .
الصنف الثالث : قالوا (( هو هو )) حق بحق إثبات الإثبات . وهو الذكر الدائم الخفي عن اللسان . وهو ذكر القلب .
الصنف الرابع : خرسوا فلم ينطقوا . وفنوا به عنهم . وغابوا على ذكر التوحيد بمشاهدة المذكور الواحد . فكان ذكر توحيدهم عياناً لا لساناً .
وذُكِرَ أن أهل المعرفة في هذا الاسم على أربعة أصناف أيضاً :
فعارف قال الله .
وعارف قال هو .
وعارف قال أنت .
وعارف بهت .
يتبع إن شاء الله تعالى