رأت رفرف الاكوان هند فولت = إليه ومنها في طواه تدلت
وأوهمها من بارزات صنوفه = جلاجل آثار فصاحت وغنت
وظنت بما تبغي البقاء تخبطا = فكذبها الشيء الذي فيه ظنت
وضنت بتلك الفانيات تقاعدا = عن الدائم الباقي فبالوهم ضنت
ألا فاندبيها يا هذيم فإنها = تدلت الى الفاني الحقير فذلت
ولو انها طورا تخلت عن الذي = يبيد بدرع الباقيات تحلت
تجلت لها الأنوار من كل جانب = فلم ترها للطيش يوما تجلت
فيا بصرأً قد زاغ بالميل للسوى = ويا همة هامت وبالغير همت
خيالٌ لرائيك انجلى وهو كاذبٌ = شرابَ سرابٍ فانتبه وتثبت
تصدر شأن الغير في قلبك الذي = انقلبت به يا هند بتيه وافلتي
وروحي بروح القدس واستبدلي التي = دنت وانطوت في مهمه العجز بالتي
خذي العيش ما بين المحصب والصفا = واطراف هاتيك الشعاب ومروة
وإن بت بين الذروتين بفرجتي = خراسان خل العين منك بمكة
فلله في الأطلال سر مطلسمٌ = على كل قلب يستدير ومقلة
يفيض شؤون الله جل بخلقه = فتأخذ منها النفس ما قد اكنت
ولا تلفتي عزم الفؤاد بكله = ولو رمش عين عن رحاب المدينة
هنالك سر الله والحضرة التي = قد اختارها الباري على كل حضرة
سرادق علم الله ينبوع فضله = ومهبط مجلى قدسه في البرية
مطاف قلوب الوالهين بحبهم = وفيفاء تلك القبضة الأزلية
ونكتة ياسين السرارة في العما = ومعنى نظام الدولة الأبدية
محمد علم الله ناسوت سره = وأحمد أهل الحضرة الصمدية
أقام بحم الحقائق صولة = لها اندهش الأملاك لما تبدت
نعم وله الأملاك عنه بربهم = ولكن به قاموا بكل حقيقة
ولولاه ما كانوا وإن سجودهم = لآدم مغن عن طوال الأدلة
على كل هام من معاليه رفرف = يشير له بالرفعة الأقدسية
وفي كل لب من معانيه وارد = يجلجل أحكام الغيوب الخفية
فيأخذها الفاني بمولاه عارفا = ويأخذها المردود حسب الطوية
سقى الله من ارجاء طيبة طيبا = من القاع فيه نقطة الأولوية
مقام إمام المرسلين عظيمهم = وسيدهم في كل علم وحكمة
ألا وهو الماء الذي في عيونهم = تدلى بنور عم كل سريرة
ورقرقة الفهم الذي في عقولهم = تجلى على تلك القلوب بنفحة
هزبر الوحا كشاف كل عجاجة = تنمق فيها نسج كل مهمة
وسلطان ملك الله باد وطامس = ومنشور حكم او مصان بطية
تبدى به الألوان بعد انطماسها = ولولاه لم ترمق بعين بصيرة
فكان هو النور المجلى لعينها = بمبطن معنى نسجة المظهرية
له العلم الخفاق والكون ساكن = وآدم في سرادب ماء وطينة
له العيلم المواج والأرض والسما = هباء وهذا الكل في جزء نقطة
له المعجزات الساريات ومن سنا = مطالعها آيات أهل الحقيقة
له الدولة الكبرى بكل دقيقة = له الجولة العظمى بكل طريقة
له صين علم الغيب فاللوح عنه قد = تلقى كنوز العلم من كل شكلة
فما القلم الخطاط إلا لأجله = بدا من طوى طمس انشقاق الأكنة
فلولاه لم يكتب ولولاه لم يكن = على اللوح مكتوبا يجر بجملة
أجل هو نور الله يجلى لخلقه = وما ضره جحد العيون العمية
بفرقانه قد فرق الله بين من = هداه وبين الجاحد المتعنت
بدت منه للحظ القديم محجة = تدل على أهليه أي محجة
فشرعته نافت على كل شرعة = وحجته قامت على كل حجة
جلى الله للأكوان من أهل بيته = مصابيح سر حققوا بالوصية
فقاموا عن الزهراء أسباط مرسل = سما المرسلين الزهر في كل خلة
رووا من طريق الله للقوم ما خفا = عن العارفين الشعث غبر السرية
وجاء لنا اصحابه الغر بالذي = به قد قضى عدلا بأقوم سنة
وكل له فيما انتحاه مزية = شريفة عنوان وأي مزية
ولم نر يوما في جميع دروبهم = وأنحائها غير الهدى والشريعة
على إثر روح العالمين تزاحمت = جنائبهم في السير من كل وجهة
وجاء رجال الله في الله بعدهم = على إثرهم يا خير إثر وعصبة
يرومون وجه الله جل جلاله = قل الله أو خل الحوادث واصمت