يقول رضي الله عنه : وقلت اذكر سر الختمية بحكمتها الطلسمية
مُطَلْسَمُ الْقَوْمِ لاَ تُهْمِلْ مَكَانَتَهُ = فَرُبَّ كَنْزٍ كَثِيرِ الدُّرِّ مَخْتُومُ
كَمْ سَاكِتٍ مِنْ عِباَدِ اللهِ مُهْجَتُهُ = حَرَّاءُ وَالْقَلْبُ بِالأَشْوَاقِ مَهْمُومُ
يُرِيدُ يَنْطِقُ لَمْ تَحْسُنْ عِباَرَتُهُ = لَكِنْ بِأَحْوِالِهِ الْمَقْصُودُ مَنْظُومُ
مَا كُلُّ رَبِّ سُكُوتٍ فِيهِ مَعْرِفَةٌ = أَوْ كُلُّ صَاحِبِ نُطْقٍ فِيْهِ تَرْنيمُ
مَوَاهِبٌ نُقِشَتْ فِي الْغَيْبِ مَظْهَرُهَا = لَدَى أَسَاطِينِ عِلْمِ الْحَالِ مَعْلُومُ
مُطَمْطَمُ الْحَالِ لاَ يَخْفَى بِصَاحِبِهِ = كَأَنَّمَا وَجْهُهُ لِلنَّاسِ تَعْلِيمُ
إِذَا رَأَى الْعَارِفَ الْمُشْتَاقَ مَيَّزَهُ = عَنْ غَيْرِهِ وَأَخُو الأَشْوَاقِ مَوْسُومُ
كَأَنَّمَا شَوْقُهُ فِي طَيِّ مُهْجَتِهِ = سَطْرٌ عَلَى وَجْهِهِ يَا صَاحِ مَرْقُومُ
مَنْ صَادَفَ الشَّيْخَ رَبَّ الْحَالِ وَهْوَعَلى = بُعُدٍ فَذَاكَ بِعِلْمِ الْغَيْبِ مَحْرُومُ
أَلْحَالُ يَعْبُقُ مِسْكاً ضِمْنَ حَامِلِهِ = وَكَيْفَ يَنْشَقُ رِيحَ الْمِسْكِ مَزْكُومُ
الْحَمْدُ للهِ ذَيْلِي بِالْغَرَامِ طَمَى = شُمُّوهُ فَهْوَ لأَهْلِ الْحَالِ مَشْمُومُ
تِرْيَاقُ سَمِّ الأَمَانِي شَمُّ نَفْحَتِهِ = كَمْ مِنْهُ نَالَ الشِّفَاءَ الْمَحْضَ مَسْمُومُ
إِذَا ذُكِرْتُ اطْرَبُوا إِنِّي لأَعْرَفُكُمْ = بِاللهِ قَلْباً وَإَنْ شَارَفْتُكُم قُومُوا
الشَّوْقُ للهِ فَنِّي مِنْ مُطَارَحَتِي = بِهِ الْقُلُوبُ لَهَا فِي السَّيْرِ تَقْوِيمُ
خُذُوا نِظَامِيَ مِعْرَاجاً لِهِمَّتِكُمْ = إِن رَاحَ يُتْلَى وَفِي مَضْمُونِهِ هِيمُوا
قُومُوا أُصَيْحَابَ حَالِي وَاتْبَعُوا أَثَرِي = فَإِنَّمَا صَاحِبُ الْمَرْحُومِ مَرْحُومُ
وَاسْتَكتِمُوا سِرَّكُمْ ألْبَابَكُمْ أَدَباً = فَسِرُّ أَهْلِ الْغَرَامِ الْحَقِّ مَكْتُومُ
وَلِلقَدِيمِ فَطِيرُوا بِالتُّقَى أَبَداً = غَيْرُ الْقَدِيمِ أَلاَ يَا قَوْمُ مَعْدُومُ
حَقٌ يُقَابِلُهُ زُورٌ وَعَيْنُ هُدًى = تُجَاهَهَا خَبَرٌ بَالرَّأْيِ مَوْهُومُ
فَاطْوُوا الْحَوَادِثَ طَياًّ عَنْ مَنَاهِجِكُمْ = وَسَلِّمُوا فَنَجَاحُ الْعَبْدِ تَسْلِيمُ
تِلْكَ الْمَرَاتِبُ لْلأَحْباَبِ قَدْ ذُكِرَتْ = وَسِيرَةُ الأَمْرِ مَنْطُوقٌ وَمَفْهُومُ
خُذُوا الْمَعَانِي وَسِيرُوا فِي حَقَائِقِناَ = واسْتَكْشِفُوا سِرَّ مَا تَطْوِي الْحَوَاميمُ