عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2018, 02:02 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

واعلم أنه إنما كانت حكمة خلقه كذلك أنه خلق من لطيف وكثيف، ليكون كامل الخلق، كامل الوصف، خلقه الله تعالى من ضدين: جسماني وروحاني، فجعل جسمانيته وبشريته لملاقاة البشر، ومقايسات الصور، فجعل له قوة يلاقي بها البشر فيمدهم بمادة بشريته، فيكون معهم بهم، فيكون هم لهم " إنما أنا بشر مثلكم "، يجانسهم ويشاكلهم، لأنه لو برز إليهم في هيئة روحانية ملكية نورانية لما أطاقوا مقابلته، وما استطاعوا مقاومته، فلذلك منَّ الله تعالى بقوله: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم "، ثم جعل له قوة وروحانية يقابل بها عالم الروحانيين، وملكوت العلويين، ليكون تام البركة، تام الرحمة، الروحانيون يشهدون جسمانيته.

ثم جعل له وصفا ثالثا خاصا خارجا عن هذين الوصفين، وهو أنه جعل فيه وصفا ربانيا وسرا إلهيا يثبت به عند تجلي صفات الربوبية، ويطيق به مشاهدة الحضرة الإلهية، ويتلقى به أسرار أنوار الفردانية، ويسمع به خطاب الإشارات القدسية، وينشق به عطر النفحات الرحمانية، ويعرج به إلى المقامات العذبة البهية، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " لست كأحد منكم "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لي وقت لا يسعني فيه غير ربي سبحانه "، فهذا المقام ليس يختص به مَلَكٌ مقرب ولا نبيٌّ مرسل، كأس لم يتناوله سواه، عروس ما جليت إلا عليه، وهو هذا المقام المخصوص به، وهو أحد المقامات الأربعة التي ذكرناها، وأما الثلاثة الأخر فإنها كرامات لسائر الخلق، ليتناول كلٌّ منهم ما قسم له من النصيب.






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97