عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2018, 02:36 PM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

يا محمد إن الملأ الأعلى في انتظارك، والجنان قد فتحت أبوابها، وزخرفت رحابها، وتزينت أترابها، وروق شرابها، كل ذلك فرحا بقدومك، وسرورا بورودك، والليلة ليلتك، والدولة دولتك، وأنا منذ خلقت منتظر هذه الليلة، وقد جعلتك الوسيلة في حاجة، قلَّت فيها حيلتي، وانقطعت وسيلتي، فأنا فيها حائر العقل، ذاهل الفكر، داهش السر، مشغول البال، زائد البلبال، يا محمد؛ حيرتي أوقفتني في ميادين أزله وأبده، فجلت في الميدان الأول فما وجدت له أول، وملت إلى الميدان الآخر، فإذا هو في الآخر أول، فطلبت رفيقا إلى ذلك الرفيق، فتلقاني ميكائيل في الطريق، فقال لي: إلى أين؟ الطريق مسدودة، والأبواب دونه مردودة، لا يوصل إليه بالأزمان المعدودة، ولا يوجد في الأماكن المحدودة، قلت: فما وقوفك في هذا المقام؟ قال: شغلني بمكاييل البحار، وإنزال الأمطار، وإرسالها في سائر الأقطار، فأعرف كم أجاجها مددا، وكم تقذف أمواجها زبدا، ولا أعرف للأحدية أمدا، ولا للفردية عددا.

قلت: فأين إسرافيل؟ قال: أدخل في مكتب التعليم، يصافح بصفحة وجهه اللوح المحفوظ، ويستنسخ منه ما هو مبروم ومنقوض، ثم يقرأ على صبيان التعليم في مثال: " ذلك تقدير العزيز العليم ".

ثم هو في زمن تعلمه لا يرفع رأسه حياءً من معلمه، فطرفه عن النظر مقصور، وقلبه عن الفكر محصور، فهو كذلك إلى يوم ينفخ في الصور.






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97