بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ
وهناك وأنا أمام باب القلعة بحلب، وإذا به عليه السلام، فقلت له: عليك السلام. أفتني؟ وذكرت القصة.
فتبسم وقال: الله تعالى يقول: (( ومن نعمره ننكسه في الخلق )).
يريد أن التفسير في هذه الآية: من نعمره عندنا، ونعليه في حضرة قربنا، نجعله عند الخلق منكسا. ثم قال: أنت ذكرت أنهم أكثر القوم أولياء، وأشهرهم رجالا، وأعمهم فتحا، ومنزلتهم في الديوان معلومة كما رأيت. قلت: نعم.
قال: وهذا غاية التعمير عند الله. فحمدت الله تعالى وقلت:
إن البراهيـن وأطوارهـا = تحدث للعارف أخبارهـا
تكشف من طي إشارتهـا = لصاحب الإذعان أسرارها
يجعل ربي عز من فاعل = صغارها في الباب كبارها
أكرم بالباقي كبار الحمـى = وصد بالمعـدوم فجارهـا
يقطع بالتقـوى أساتيذهـا = والصبر والعرفان أعمارها
ومن به زاغ طريق الهوى = يعشق من دنيـاه آثارهـا
يترك أخراه ومن حمقـه = ينفخ في دنياه مزمارهـا
وما درى أن البلا موثـق = بأسره بالموت أحرارهـا
ويتجلى الأمر بكشف الغطا = ويحمل اللاهون أوزارهـا
فسمع كل قولي وقال عليه السلام: أنت موفق بارك الله بك؛
وقال:
لا بـارك الله بهـا إنـهـا = تصرع دون الناس أنصارها
فقبلت يده، ودعا بخير.
وانصرفت أطلب مراقد بني الصياد في دائرة السيد العرابي، فوصلت وبتلك الروضة دخلت، فكأني ـ ولربي الحمد والمنة ـ أختال في روضة من رياض الجنة.
وانكشف لي هناك الحجاب عن سكان ذلك الرحاب................
يتبع إن شاء الله تعالى