بسم الله الرحمن الرحيم
___________________
فتوجهت بكلي للمرقد الزاهر ، فانكشف لي الغطاء عن صاحب الجناب الصيادي،
فقال لي رضي الله عنه :
أتدري ما السماحة ؟ قلت : لا .
قال : جودك بالشيء عن قلّة .
ثم قال : وما الصدق ؟ قلت : لا أدري .
قال : إطمئنانك له في الشدة أكثر من زمن الرخاء .
ثم قال : وما المريدية ؟ قلت : لا أدري .
قال : التجرد أمام المشيخة من الإرادة .
ثم قال : وما الوفاء ؟ قلت : لا أدري .
قال : انبساط القلب للمبالغة بأداء ما وجب .
ثم قال : وما المحبة ؟ قلت : لا أدري .
قال : عمى العين عن غير المحبوب واسقاط ما سواه من القلب .
ثم قال : وما التصوف ؟ قلت : لا أدري .
قال : التصافي من كل ذميمة ، والتحلي بعدها بكل كريمة .
ثم قال : وما العلم ؟ قلت : لا أدري .
قال : الوقوف عند الحكم وردّ غيره .
ثم قال : وما العرفان ؟ قلت : لا أدري .
قال : التسلق إلى كشف رموزات المعاني بلسان طلق ، وفهم غير ممنوع عن الحقيقة .
ثم قال : وما الرضا ؟ قلت : لا أدري .
قال : استلذاذ كل ما يجيء منه تعالى .
ثم قال ما الانابة ؟ قلت : لا أدري .
قال : نهزة ركب الهمة عن الأكوان إليه تعالى بلا رجوع عنه .
ثم قال : وما البيعة ؟ قلت : لا أدري .
قال : الارتباط بالحبل المتين على شرط عدم الانفكاك عنه إلى يوم اللقا .
ثم قال : وما الذكر ؟ قلت : لا أدري .
قال : شهود المذكور من حيث عظمته، واضمحلالك بذكره .
ثم قال : وما العشق ؟ قلت : لا أدري .
قال : القلق المتواصل .
ثم قال : وما الاشارة ؟ قلت : لا أدري .
قال : سقوط نكنة في القلب تدل على معنىً مقبول .
ثم قال : وما الرمز ؟ قلت : لا أدري .
قال : اضمار سرٍّ في جملة ، أو إبطان حال في عزيمة .
ثم قال : ومن الشيخ ؟ قلت : لا أدري .
قال : ربّ حال مسعف أو قالٍ مشرّف ، أو جمع بين الأمرين العائدين إلى الله .
ثم قال : ومن السالك ؟ قلت : لا أدري .
قال : من انسلك في الزاهدين ، وانقطع عن حظوظاته ، وهرع بكليته إلى الله .
ثم قال : ومن العارف ؟ قلت : لا أدري .
قال من استصغر نفسه فمحاها , وتحقق بطلب ربه .
ثم قال : ومن الزاهد ؟ قلت : لا أدري .
قال : من لم ينس الموت .
ثم قال : وأين السعادة ؟ قلت : لا أدري .
قال : بتوفيق الله تعالى .
ثم قال : وما التوفيق ؟ قلت : لا أدري .
قال : أن يقيّد عبده بما فيه رضاه .
ووقع هناك انحجاب ، وبعد يسير حصل انكشاف ..................
يتبع إن شاء الله تعالى