خاطب بروحك من تبغي الخطاب له=وارجع إليه فعقد الكرب محلولُ
للروح سر عظيم حبل حضرته=بحضرة القدس لو حققت موصولُ
وفي غمائدها سيف متى اتجهت=لله فالسيف في الأعداء مسلول
قل للأذلاء ممن طمهم حسـد=نحن مع الله مهما شئتموا قولوا
لقد عرفتم لنا شأنا فهاج بكم=وشأنكم عندنا يا قوم مجهول
وحزبنا بطراز الحق متسق=وحزبكم بغطاء الخزي مخذول
انا جبلنا على دين ومعرفة=وطوركم بالضلال البحت مجمول
العقل والنقل يرضى سـر سيرتنا=وعقلكم عن غوى الشيطان منقول
جرى لنا دمع عرفان فطهرنـا=وذيلكم بسحاب الـوزر مبلول
صلنا ببأس رسول الله عـن ادب=ألا ببهتانكم بيـن الملا صولوا
للحق نور ووجه الزور في ظلـم=كلاهما ستـره للرأي مسبول
فمن تنور رأيا رد مسبله=ولألأ الحق والبهتان مملول
فعزم اهل الهدى ما فل ساعده=وعزم أهل الضلال البحت مفلول
يا زمرة البغي رحتم في سقامتكم=ذراعكم بسهام الحق مشلول
لم يمسك العقل من اقوالكم اثـرا=إلا كما يمسـك الماء الغرابيل
عرقوب انفسكـم بالوعـد عللها=ومـا مواعـيـده إلا الأباطيل
ضاءت لنا برسـول الله طالعة=لها جناب بكف العون محمول
(إن الرسول لنور يستضـاء بـه=مهند مـن سيـوف الله مسلول)
طالت بكم مدة الأوهام وانفسحت=وقلبكم بسهام الشك معلول
نصبتموا لكم من زعمكم هبلا=وكلكم يا دعـاة الـزور مهبول
لنا نظام جـلا القرآن حكمته=لم تنفع الخب فـي ذاك الأقاويل
طريقتنا سنة قامت دعامتها=عن النبي الذي وافاه جبريل
منه المضامين بالنص الصراح أتت=حكى معانيه تـوراة وإنجيل
ومـا طنينكم فـي ذم منهجنا=إلا بما افـرغ الشيطـان تسويل
فيل المعاني مشى في بيد مسلكنا=وما رأينا ذبابا خافه الفيل
خذوا لكم أمدا واسترقبوا زمنا=هي الليالي وذاك الوعـد ممطول
ما زادكم في معاني زعمكم أمد=إلا وخامره عي وتضليل
ولا ثبتم على زور ومفسـدة =إلا وقال لكم خلاقكم زولوا
نسجتموا درعكم زورا وقام به= من شؤمكم يا سقام الرأي تهويل
ونحـن بالله هـذا درع شيمتنا= من نسج داوود بالقرآن مجـدول
أعلى الإمام ابو العباس دعمتنا= ووقتنا كله ذكر وتهليل
موتوا بغيظكم انا على شـرف= على شرافاته البرهـان مسـدول
وسرنا في رياض القدس منطلق= وفودكم بقيد الزور مكبول
وقد أمنا فلا غل يخامرنا= وقلبكم بغليل الغل مغلول
رمتم مظاهرنـا والله واهبهـا= ما بين نور وداجي الطمس تمثيل
لنا جناب الى العلياء مرتفع= ووجهنا في مقام القدس مقبول
وقدرة الله قـد شـادت مفاخرنا= وهـل لقدرته بالوهـم تعطيـل
لنا مـن المجد أعـلاه وأكمله=وفوقنا من طراز الصـدق اكليل
متى رفعنا الآيادي للإله على= آرابنا ما عدانا قـط مسـؤول
سربالنا العلم والتقوى وإنكم= من سوء حالكم فيكم سرابيل
ونحن آساد غيب قط ما هجعت=إلا ومنها فؤاد الخصـم مذهـول
لقد شربنا من الحال القديم على ال=ايمان كأسا ونعم الكأس معسول
بطـي اقوالنا نشـر به حكم= لها بنص فتوح الغيب ترتيل
من مازج الدين والإنصاف حكمته=فنحن في طوره للقلب مأمـول
ردوا شكيمتكم فالعز شيمتكم= وأمرنا دائـما لله مـوكول