وقيل : إن الباء في ' بسم الله ' إلينا وصلهم إلى ' بسم الله ' . سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم الإسكندراني يقول : سمعت أبا جعفر الملطي يذكر عن علي بن القاسم موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : ' بسم ' الباء بقاؤه والسين أسماؤه والميم ملكه ، فإيمان المؤمن ذكره ببقائه وخدمة المريد ذكره بأسمائه ، والعارف عن المملكة بالمالك لها . وقال أيضاً : ' بسم ' ثلاثة أحرف : باء وسين وميم فالباء باب النبوة ، والسين سر النبوة الذي أسر بها النبي صلى الله عليه وسلم به إلى خواص أمته ، والميم مملكة الدين الذي أنعم به للأبيض والأسود ، وأما ' الله ' فإن محمد بن موسى الواسطي قال : ما دعى الله أحد باسم من أسمائه ، إلا ولنفسه في ذلك نصيب إلا قوله ' الله ' ، فإن هذا الاسم يدعوه إلى الوحدانية وليس للنقص فيه نصيب ، وقيل : كل أسمائه تقتضي عوضاً عند الدعاء إلا ' الله ' ، فإنه اسم تفرد الحق به . وقيل : كل من قال : ' الله ' فمن عادة قالها إلا من غيب عن شاهده ، وقام الحق بتوليته عنه ، عند ذاك زالت العيوب والزلل . وقال الحسين : بسم الله منك منزلة ' كن ' منه فإذا أحسنت أن تقول : ' بسم الله '
وأنكرت فيه فضل من الله أن تقول الله وأنتم عند الغفلة والحيرة تحققت الأشياء بقولك ' بسم الله ' كما يتحقق له كن . وحُكي عن الشبلي أنه قال : ما قال الله أحد سوى الله ، فإن كل من قاله قاله بحظ وأنى يدرك الحقائق الحظوظ .