عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2016, 12:53 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

وروي أن أبا بكر الشبلي رحمه الله تعالى قال : لقيت جارية حبشية مولهة وهي تجيء وتسرع في مسيرها . فقلت لها يا أمة الله رفقاً عليك والطفي بنفسك . فقالت (( هو هو )) فقلت لها من أين أقبلت فقالت من (( هو )) فقلت لها وأين تريدين فقالت إلى (( هو )) فقلت ما تريدين من (( هو )) قالت (( هو )) فقلت لها ما اسمك قالت (( هو )) فقالت لها لهاكم ذكر (( هو )) قالت لا يفتر لساني عن ذكر (( هو )) حتى ألقى (( هو )) ثم قالت :

وَحُرْمَةِ الْوُدِّ مَالِي عَنْكُمُ عَـوَضُ = وَلَيْسَ لِي فِي سِوَاكُمْ بَعْدَكُمْ غَرَضُ

وَمِنْ جُنُونِي بِكُمْ قَالُوا بِهَا مَرَضٌ = فَقُلْتُ لاَ زَالَ عَنِّي ذَلِكَ الْمَـرَضُ


قال الشبلي فقلت لها يا أمة الله ما تعنين بقولك (( هو )) آلله تريدين . قال فلما سمعت بذكر الله شهقت شهقة فاضت منها نفسها . رحمة الله عليها . قال فأردت أن آخذ في تجهيزها ودفنها فنوديت يا شبلي . من هام بحبنا . وتاه في طلبنا . وتوله بذكرنا . ومات باسمنا . اتركه لنا . فديته علينا . قال الشبلي فالتفت أنظر من المتكلم . فسترت عني . وحجبت عنها . فلم أدر أرفعت أم دفنت . عفا الله عنها . قال الشاعر :

وَمَا الْحُبُّ إلاَّ أنْ تَمُوتَ مُوَلَّهـاً = وَتَضْحَى أَصَمَّ الأُذْن عَمَّا بِهِ تَفْنَى

تُشِيرُ إِشَـارَاتٍ بِكُـلِّ كَلامِهـاَ = الَيْهمْ وَقَدْ هَامُوا بغُرَّتَها الْحَسْنَـا


فتأمل وفقك الله هذا الاسم المفرد وجمعه لجميع المعاني بجملة حروفه وتفصيلها . هو الاسم الأعظم . وهو اسم الألوهية الدي تدبرت به جميع المخلوقات . وبسطت به الأرض ورفعت به السموات . وزخرفت لمفرده جنة النعيم . وسعرت لجاحده نار الجحيم . فإن كل مَلِك من الملوك إنما له مُُلك وليس له مَلك وإنما يرث ويورث ملكا خاصا إذا عدم الوارث والموروث وهذا الاسم المفرد هو اسم الذات . وفيه الجمع بين المَلك والمُلك وهاء الإحاطة بالكل . فلماذا كان كلياً ؟

قال الله تعالى : (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) أي موجدها ومظهرها ومنورها بعد عدمها . وقال تعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ )) وقال تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) . إن في كل لفظة من الألفاظ المفصلة من هذا الاسم المفرد أسرار عجيبة . ومعاني وحِكَمًا . وفؤائد وعلوما . ومعارف غريبة . وفي الاسم التام الكامل أعني الله أغرب وأعجب . فابحث وافهم . تجد إن شاء الله تعالى .



يَا طَالِبَ السِّرِّ فِي الأَسْماَءِ مَجْتَهِداً = أُطْلُبْ هُدِيتَ إلَى مَقْصُودِكَ الْحَسَنِ

وَابْحَثْ عَلَيْهِ تَرَى فِي شَكْلِ أَحْرُفِهِ = مَعْنًى عَجِيبًا بِهِ مِنْ أَوْضَحِ السُّنَنِ

سَمَا الْكَمَالُ بِهِ فِي أُفْـقٍ مَعْلُـوَةٍ = بُطُولِ طَوْلٍ يُجَافِي أَرْفَـعَ الْغَبَـنِ

أَصْلٌ جَلِيلٌ سَرَى فِي كُلِّ مَعْرِفَـةٍ = وَاسْمَعْ مَعَانِي لَـهُ بِالْفَـمِّ والأُذُنِ

فَهِيَ الْدِّيَانَةُ فِي التَّوْحِيدِ جَوْهَـرُهُ = بِاسْمٍ عَظِيمِ فَذَا لْلعَـارِفِ الْفَطِـنِ

هُوَ الْعَزِيزُ الَّذِي عَزَّ الْوُجُود بِـهِ = عُلْوًا وَسُفْلاً سَعَى لَوْلاهُ لَـمْ يَكُـنِ

سِرُّ الأُلَيْفِ سَرَى فِي الْهَاءِ مُسْتَتِرًا = وَفَهْمُهُ مِنَنٌ مِـنْ أَعْظَـمِ الْمِنَـنِ

فِي حَرْفِ أَوَّلِهِ عُظْمَى جَوَاهِـرِهِ = فِي حَرْفِ آخِرِهِ رُوحٌ بِـلاَ بَـدَنِ

حُرُوفُهُ أَرْبَـعٌ فَـادْرِكْ مَعَانِيَهَـا = تَحْظَى بِحِكْمَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَـنِ

هُوَ الأُلَيْفُ الَّذِي اللاَّمَـانِ تَعْقُبُـهُ = مِنْ قَبْلِ هَاءٍ لَهَا حُكْمٌ عَلَى الزَّمَـنِ

فَاللهُ أَعْنِيهِ إِسْـمُ الـذَّاتِ مُنْفَـرِدًا = فَاعْرِفْ حَقِيقَتَهُ يَاخَيْـرَ مُؤْتَمَـنِ

وَانْطِقْ بِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْـتَ ذَا هِمَـمِ = وَاعْلَمْ بِهِ أَدَبًا تُكْفَى مِـنَ الْمُـؤَنِ

وَارْفَعْ بِهِ حُجُبًا وَاشْفِي بِهِ عِلَـلاً = وَاكْشِفْ بِهِ كُرَباً عَنْ كُلِّ مُمْتَحَـنِ

وَاخْرُجْ بِهِ لُؤْلُؤًا مِنْ بَحْرِ مَعْرِفَـةٍ = وَاعْلُو بِهِ دَرَجًا تَرْقَى إِلَى الْوَطَـنِ

وَابْذُلْ لَهُ نَفَسًا فِـي كُـلِّ مَوْهِبَـةٍ = واحْفَظْ سَرائِرَهُ مِنْ كُلِّ مُفْتَتَـنِ

مَنْ لَمْ يَنَلْهُ فَقَـدْ خَابَـتْ مَدَارِكُـهُ = دُنْيَا وَأُخْرَى مَعًا مِنْ حَسْرَةِ الْغَبَنِ

وَمَـنْ تَفَهَّمَـهُ نَـارَتْ شَوَاهِـدُهُ = كَالصُّبْحِ تُشْرِقُ بالآيَاتِ وَالسُّنَـنِ

إَنَّ الْجَوَاهِـرَ لاَ تَغْلُـو لِطَالِبِهَـا = وَلَوْ تَطَالـبَ فِيِهَـا بَالِـغَ الثَّمَـنِ

فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ لاَ يَرْقَـى لِرُتْبَتِـهِ = تَأْبَى الْمَعَانِي بِهِ فِي جَوْهَرِ الْحَسَنِ

لاَ زِلْتَ فِي حِفْظِ رَبٍّ صَائِنٍ لَكُـمُ = مَا فَادَتِ الرّيح وَالأَمْوَاج وَالسُّفُـنِ


وسيأتي إن شاء الله تعالى بقية ما أدركنا فهمه بعقولنا وما سمعنا وقيدنا واستفدنا من شيوخنا تغمدهم الله برحمته ورضوانه ونفعهم بالقسم الثاني من علم هذا الاسم المفرد . ومعرفة معانيه . فليتأمله السالك ويجعله من أعظم معانيه . لأن فيه معاني لطيفة . وفوائد وأسرار وحِكَمًا شريفة . يقع الانتفاع إن شاء الله بها . لمن أنعم عليه بفتح أبوابها . فاطلب تجد . وافهم تفد . بحول الله تعالى .

كمل القسم الأول والحمد لله على جميع نعمه . وصلى الله على سيدنا محمد خاتم أنبيائه . يتلوه إن شاء الله تعالى الفسم الثاني بفوائده وحكمه . والله المعين على ذلك . ولا قوة إلا بالله .

يتبع إن شاء الله

مع القسم الثاني: في معرفة فضله وشرف قدره وشرح معاني أسراره واختصاص فوائده وذكره بحول الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97