عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2015, 07:15 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

واعلم أن الألف هو أشرف حروف المعجم خطراً . وأعظمها أمراً . وأرفعها قدراً . وهو آدم الحروف . والهمزة منه حواء . والمذكر من الكلام ولد . والمؤنث منه بنت . والثمانية والعشرون حرفا متولدة من الألف . كجميع بني آدم من آدم والحروف كلها من الألف . والأصل الألف . قائم منتصب مستو معتدل . ونقطة أصله إشارة لإثبات أولية الوجود . الذي هو ضد العدم . وهو المصطلح عليه عند أرباب أصول الدين بالجوهر الفرد . الذي هو عبارة عن إثبات موجود . فلما أرادت أن تسمى بالألف بعد تسميتها بصفة الوحدة . امتد للتجلي والظهور . ونزلت نزول الأعلى إلى الأدنى . لتعرف وجود ذاتها بنفسها . فصارت ألفاً . وسميت بذلك لتوقف عوالم الحروف فعرف بالألف . فإنه روى أنه أول ما خلق الله تعالى نقطة فنظر إليها بالهيبة فتضعضعت وسالت فسيلها ألفاً . وجعلها مبتدا كتابه . واستفتاح حروفه . فكان أولا استفتاح الحروف به لصدورها عنه . وظهورها به . فكانت النقطة كنزاً لم تعرف . فتجلت ونزلت لتعرف بهم . ويعرفون بها . وينسبون إليها . كما أن آدم عليه السلام خلق استفتاحاً لذريته وأولهم . وعرفوا به . ونسبوا إليه فكانت الحروف أسراراً أودعها الله تعالى وبثها في آدم حين خلقه . ولم يبثها في أحد من الملائكة فجرت الأحرف على لسان آدم بفنون اللغات . وأنواع الكلمات . ولها ظاهر وباطن . وحد ومطلع . فظاهرها أسماؤها وصورها . وباطنها معانيها وأسرارها . وحدها تفصيلها وأحكامها . ومطلعها شهودها وكشفها . فكل تركيب وتولية هو من الألف لتناول الحروف من فوائد أسرار المعاني . على حسب نفخة روح جوامع الكلم . وعجائب الحكم وغرائب العلم . وصورة الألف هو السر الذي تميز به آدم عليه السلام . وتخصص بسببه من تعليم الحق له جميع الأسماء كلها .

وأعلم أنه من كشف له عن معرفة سر الألف وتحقق به فقد خص بمعرفة سر توحيد الوحدانية . وترقى إلى مقام معرفة سر وحدة الأحدية . ومن كشف له عن معرفة سر اللام المنسوب إلى الألف وتحقق فيه . فقد خص بمعرفة سر الرسالة النبوية . وما أحاط بمعرفة أسرار جملة الحروف على الحقيقة والكمال بعد آدم سوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آدم وعلى ما بينهما من جميع النبيين والمرسلين . ولذلك خص بإعطاء جميع حروف المعجم . وما حوته جميع المعاني والعلوم والحكم فقال : ( أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِم ) وقد يتحف الله سبحانه وتعالى من شاء من عباده ويخصه . ويكشف معنى سر حرف واحد أو حرفين أو أكثر . على قدر تخصيصه في الأزل فيتصرف بذلك في كل ما يريد من أمور دينه أو دنياه . وتفعل له الأشياء على حسب تمكنه . وإحاطة علمه . وسعة معرفته . وتكون له خاصية يمتاز بها . وفي حقه كرامة أكرمه الله بها . فإن لكل حرف من الحروف سر عجيب . وعلم غزير نافع مصيب . تكشف به مغلقات الخطوب . وتبلغ به جميع المراد والمطلوب . وتكشف به ملكات بديعة . وتصرف به أمور شريفة . يعرفها الحكماء العقلاء . ويعرفها العلماء النبلاء .

والألف في العدد واحد . والواحد استفتاح لجميع العدد وأوله . وفيه إشارة إلى عمود التوحيد . الذي به قوام كل عالم في الوجود . فكما كان الله سبحانه وتعالى واجب الوجود . الأول الموجود . ولا شئ قبله في الوجود . وسبقت أحديته جميع ما سواه . كذلك الألف سبق واحد الأعداد وما بعده . وليس شئ قبله . فإن ابتداء الألف نقطة واحدة منفردة . وهي عبارة عن مركز قطب دائرة وجود عوالم الحروف . كذلك نقطة وجود وحدة الموجود . الذي صدر عنه وجود العالم بأسره . وبها تستقيم دائرة العدل على القوام . وهي أيضاً عبارة عن إثبات الوجود الذي هو ضد العدم . ويعبر عنها بالجوهر الفرد . الذي لا يجوز عليه الانقسام . ولا حصر العدد . وهي محل قابلية للتهيئ كالهيولي لجميع حروف صور الأشكال المحسوسة . ووضع الدلالة على إدراك تصوير المعاني المعقولة .

وهي أيضاً إشارة لاسم وحدة التوحيد . الذي لا يجوز فيه اشتراك مع عقد التقليد . ولهذا كان الانسان الآدمي ألف القوام قائماً معتدلاً منتصباً . حسن القد والقامة على الاستقامة . مخصوصاً بالتشريف والتكريم . ممدوحاً مثنى عليه بقوله تعالى : (( لَقَدْ خَلَقْناَ الانْسَانَ فيِ أَحْسَنِ تَقْويمٍ )) وقد شرف وفضل على أكثر المخلوقات حسبما ذكر الله تعالى في كتابه المبين قوله : (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )) وقال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )) فهو أشرف المخلوقات . وأفضل الموجودات وأكرم المحدثات فمن تشريفه وإكرامه . وتفضيله وإعظامه أن جعله الله تعالى مجمع البحرين . بحراً سفلياً ظلمة الشهوات الحيوانية . وبحراً علوياً نور العقل النوراني وركبه في عالمين . عالم الأمر الروحاني . وعالم الخلق الجثماني . وجمع له في الركعة الواحدة من عمل جميع عبادة الملأ الأعلى من الملائكة أهل السبع سموات . سبع أنواع من العبادات . وجعل ثوابهم عليها عائدة إلى الآدمي بتضعيف الزيادة . فمنهم قائمون أبداً . ومنهم راكعون أبداً . ومنهم ساجدون أبداً . ومنهم جلوس أبداً . ومنهم مهللون أبداً . ومنهم مسبحون أبداً . ومنهم حامدون أبداً . فهم لله عابدون دائماً أبداً لا يفترون . قد خلقوا مطهرين . منزهين . علويين . روحانيين . نور بلا ظلمة . وعقل بلا شهوة . ولطف بلا كثافة . ودوام بلا فترة . ونشاط بلا سآمة . وطاعة بلا مخالفة . وعبادة بلا حظ . وإخلاص بلا عوض . وخدمة بلا علاقة . وجمع بلا تفرقة . وجعل هذا البشر برزخاً قائماً . مستوي الخليقة . بين عالمي النور والظلمة . فأيهما كان الغالب عليه . نسب في الحقيقة إليه . فسبحان من ألف بين الضدين وجمع إليه صفات العالمين في هذا الآدمي الكريم . وجعل محل عقله ومعارفه وتوحيده ومحبته وأسراره قلبه السليم . فهو الصراط المستقيم . والبرزخ المعتدل القويم . بالألف ألفه ووصله وجمعه وفرقه وفصله وقطعه .


ألف كتابه بنقطة . وخلق خلقه من نقطة . ويميتهم بقبضة . ويحييهم بنفخة .

قال الشاعر :

إنَ الأُلَيْـفَ لَـهُ فَضْـلٌ وَتَقْدِمَـةٌ = عَلَى الْحُرُوفِ فَلاَ تَبْغِي بِـهِ بَـدَلاَ

فِيهِ الْعُلُومُ خَفَتْ مِـنْ كُـلِّ مَعْرِفَـةٍ = قَدْ جَلَّ مُنْفَـرداً بِالحَـقِّ وَاعْتَـدَلاَ

هُوَ قَائِمٌ أَبَـداً هُـوَ واحِـدٌ عَـدَداً = شَكْلُ الأُلَيْفِ حَوَى التَّفْصِيلَ والجُمَلاَ

حَرْفٌ وَمَعْنَى هُمَا بِالسِّرِّ قَدْ جَمَعَـا = أَصْلاً وَفَرْعاً بِمَا بِالْوَصْلِ قَدْ وَصَلاَ

فَاعْرَفْ سَرَائِرَهُ إِنْ كُنْـتَ ذَا أَرَبٍ = وَاحْفَظْ دَقَائِقَـهُ تَعْلُـو بِـهِ نُـزُلاَ

وَمِثْلَهُ مَنْ حـوَى طَبْعـاً وَمَعْرِفَـةً = رُوحاً وَجِسْماً لَهُ وَصْفٌ سَمَا فَعَـلاَ

كالْعَقْلِ مِنْ مَلَكٍ وَالطَّبْعِ مِـنْ نَعَـمٍ = يَا حُسْنَ مَنْ عَلِمَا يَا بِئْسَ مَنْ جَهِلاَ


2 - واللام الأول : إشارة إلى لام الملك . هو بعد حذف الألف عن كمال الاسم المفرد صار (( لله )) قال الله تعالى : (( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ )) الآية . وقال تعالى : (( قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )) وقال تعالى : (( قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ )) وقال تعالى : (( وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا )) وقال تعالى : (( أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ )) وقال تعالى : (( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ )) وفي هذه الآيات وأمثالها إشارة وانباء إلى لام الملك .

وهو أيضاً لام لوح العقل والفهم لمن شرح الله صدره . وخص قلبه وسره . ونور معرفته بنور اليقين في تحقيق مشاهدته . وهو أيضاً لام لوح النبوة والرسالة لاتساع الصدر وشرحه . وتنويره بمعرفة أسرار الوحي وحمل أعباء حكم التنزيل وأحكامه .

3 - واللام الثاني : هي إشارة إلى لا الْمُلْكْ وذلك بعد حذف اللام الأولى صار (( له )) قال الله تعالى : (( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )) وقال تعالى : (( وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ )) وقال تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) وقال تعالى : (( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ )) وقال تعالى : (( إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّموَاتِ والأَرْضِ )) وقال تعالى : (( لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) وقال تعالى : (( قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ )) وفي هذه الآيات وأمثالها إشارة وانباء إلى لام المُلْكْ . فهو المَلِكْ . والمالك . وله مُلْكُ السموات والأرض . وما بينهما وما فيهما من العوالم كلها . علويها وسفليها .

قال الشاعر :

سرُّ الأُلَيْف سَرَى فِي اللاَّم مُتَّحـداً = فافحصْ عليْهِ وَلاَ تَنْظُرْ إلى الصُّوَرِ

سرُّ الْمَعَارف في اللاَّمَيْنِ مُجْتَمعـاً = كالشَّمْسِ طالعةً والفَجرِ في سحَـرِ

واللاَّمُ تُخْبِرُ أنَّ الخَلْقَ في طَـرَفٍ = مِنَ الأُليفِ بـلا رَيْـبٍ ولا نُكُـرِ

فاطلُبْ وجيزَةَ ما في اللامَّ مِنْ حِكَمٍ = وافْهمْ مَعَانِيهَـا إنْ كُنْـتَ ذَا نَظَـرِ

تجِدْ حَقيقَةَ مَا قَـدْ كَـانَ مُسْتَتِـراً = كَنْزًا عَظيماً خَفَى عَنْ سَائِرِ الْبَشَـرِ


4 - والهاء : هي ( هاء ) الإشارة إلى مطلق وجود الحق . وإثبات وحدانيته . وإحاطته بجميع الأشياء كلها علماً وإرادة وقدرة وملكا وملكا . وهي من ( هاء ) هيبة البهاء . وعظمة الالوهية . وذلك بعد حذف الألف واللامين بقى (( ه )) قال الله تعالى : (( هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ )) وقال تعالى : (( إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ )) وقال تعالى : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) وقال تعالى : (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) وقال تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) وقال تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ )) الآية وقال تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ )) الآية وفي هذه الآيات وأمثالها إشارة وانباء إلى ( هاء ) الوترية . وإفراد الالوهية . وإلى اسم مضمر يبينه ما بعده عند أهل الظاهر . لاحتياجه إلى صلة تعقبه . ليكون الكلام الذي أفادهم عندهم . وأما عند أهل التحقيق فالمضمر لا يظهر لأنه أعرف المعارف . لاستقرار العلم به في القلب على الحقيقة على ما هو حقا من صفاته . فإن ذكر (( هو )) عندهم لم يسبق منه إلى فهمهم غير ذكر الحق فيكتفون به عن كل بيان يتلوه . وذلك لتمكن معرفتهم . وسعتهم علمهم . وقوة إدراك فهمهم . واستكمالهم في حقائق القرب . واختصاصهم بصفاء ضمائر القلب واستيلاء ذكر الحق على أسرارهم . واستغراقهم بإفراد الاسم المفرد في أذكارهم . فإن هجاء (( هـُ )) إذا مكنت الضمة من الهاء حرفان . ( هاء ) و ( واو ) . فالهاء تخرج من أقصى الحلق . وهي من حروفه . والواو تخرج من الشفة . فهو مجموع بين ابتداء أول المخارج وانتهاء آخرها . وفي ذلك إشارة إلى إثبات وجود موجود معلوم . الذي هو ضد النفي المعدوم . وتنبيه إلى ابتداء كل حادث منه . وانتهائه إليه . وليس له هو ابتداء . والهاء هي من حروف الحلق . التي لا تنطبق عليها اللهوات ولا تنضم عليها الشفتان .


وهو أيضاً أول الأسماء الحسنى وآخرها .............................


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97