عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2018, 04:49 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

فلما تمهدت الدار، ودار كأس إرادته فاستدار، فأول ما استُحْضِر، إلى ذلك المحضر، إبليس، وهو يرفل في ثياب التسبيح والتقديس، لكنها محشوة بأدغال التدليس، فلما حضر إلى ذلك المحضر، وشاهد جمال ذلك المنظر، ووقف على عرفات المعرفة، فأنكر وأصر على العصيان، وأضمر واستصغر حق هذا الماء والطين واستحقر، فلما قيل له: اسجد في صفاء كاساتك، فأبى واستكبر، فتجاوز الكاس، وفاتته صحبة الأكياس، وبقي في ظلمة الغم والوسواس، وفتش أكياس علمه وعمله، فإذا هي فلوس أكياس، فبقي منقطعا في مفازة القطيعة، قاطعا للشيعة والشريعة، كلما تزايد كربه، وتعاظم عليه ضربه، يستغيث بلسان " فلأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم "، والقدر يقول: لأكتبن لهم منشور الأمان " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ".

فسَألَ المالك الإنظار، فأنظر ليكون قائد الكفار إلى النار، عكازة يعتمد عليها ذوو الذنوب والأوزار، فإذا زل أحدهم قال: " إنما استزلهم الشيطان "، وإن عمل قال: " هذا من عمل الشيطان ".

فلما اقتحم آدم وإبليس عقبة المعصية، هذا يترك ما أمر به، وذاك يفعل ما نهي عنه، جمع بينهما القدر إذ قدر، لأنه تعالى أمر وأراد خلاف ما أمر، فما وهبه الأمر سلبته الإرادة.

فلما تعدياها حكم لإبليس أن لا يتعداها، وطنب الشقي فيها خيامه، وجعل في عرصتها مقامه، وأما آدم فإنه حن إلى دار المقامة، وتذكر لياليه وأيامه، فعاد على نفسه بالملامة، فنادى بين ندماء الندامة: " ربنا ظلمنا أنفسنا "، فتلقى بشير قربته، بتفريج كربته " فتلقى آدم من ربه كلمات ".






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97