الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2019, 07:46 AM رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

حكمة عجيبة :

كان معي في طريق (خراسان) فقير صوفي من رجال التجريد عامر بالله، اسمه (عبد المهيمن)، فكان لا يتكلم إلا قليلاً، وإذا تكلم تأوه، فقال: ( الله ومحمد ). كأنه يجمع حكم الشهادتين، ففي أثناء الطريق، أصابه مرض فمات، فدفناه، وحزنت لأجله حزناً عظيماً.

ففي تلك الليلة رأيته في المنام، فقلت له: بشرني يا أخي، بالله عليك كيف فعل بك؟ فقال: جاءني الملكان فقالا: من ربك؟ ومن نبيك؟ قلت على عادتي: الله ومحمد. فذهبا راضيين، وها أنا في حضرة أنس مع الله، والحمد لله رب العالمين. قلت:


الحظ أيَّده مـن حكـم عادتـه = بمحضر فيه قد يخشى الصناديد

إنَّ المواهب للمحظوظ واصلـة = وإن أرادت تقاصيها المواعيـد


ورأيت بمصر رجلاً مستغرقاً اسمه (صالح)، هبت عليه نسمة الجلال، فأخذته، فهو في قبضتها إلى يوم القيامة، ورأيت رجلاً اسمه (إبراهيم)، طاب قلبه بالذكر، فأورثه زهداً وقناعة بالله وحتى صار مع صحوه كأنه من أهل المحو.

ورأيت رجلا اسمه السيد (أحمد)، فيه من شارقة الذل حالة أخذته عنه، فهو خاشع بطي حاله لا يلتفت إلى حال من الأحوال الغيرية، ونعم الحال!.

ورأيت أناساً غلبهم وهم آبائهم ودورهم وقصورهم، انفكوا عن الخدمة وعلو الهمة، واشتغلوا بالأوهام، فهم في عمى الوهم لا يبصرون، وبتيار بحر الدعاوي يسبحون، وكأنهم بمجرد الأبوة وحكم البنوة واصلون، عارفون، عالمون، عاملون! فلمثل أولئك لا يلتفت العاقل.

نعم يلزم على المحجوب الذي لا يعرف بعلم القلب أحكام المنازلات: أن يحترمهم ولا يهضم مقاديرهم، حرمة لسلفهم الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ورأيت أناساً من العلماء إخواننا، وخصص منهم الأزهرية، منهم من تحقق بظاهر السنة، فطاب حاله، ولكن أورثه ذلك الحال غروراً، فاستصغر غيره، فهذا لا فائدة فيه.

ومنهم من أورثه حاله انكساراً وذلة واستصغاراً لنفسه واستعظاماً لغيره، فهذا من الذين اختارهم الله للحال الصالح، وجعلهم من الموفقين، فإذا وقع أحدهم على العارف، يرتفع في الحال إلى منابر القبول بإذن الله تعالى.

ومنهم من أنهمك بتعلُّم الأحكام التعبيدية والتعامليَّة وقعد بكسله عن العمل فهذا لص الدنيا يروم بشقشقة اللسان صيدها، ولو كان من أهل العقل السليم لانكب على العمل بعد العلم، وكل كلمة ساعده العلم على فهمهما أحكم نورها بالعمل الصالح وصار رجل الدنيا ورجل الآخرة، وهناك يكون هو الرجل الكامل، لما ورد في الخبر (ليس الرجل رجل الدنيا أو رجل الآخرة بل الرجل رجلهما) والقصد من كونه يجمع بين الرجالتين هو أن يكون عالماً بالحكمين , وفي كل ذلك لا تستفزه الدنيا، لأنه رجل الآخرة ولا يطمسه جلال أمر الآخرة عن العلم بأحكام الدنيا مع طرحها كشأن عمر الفاروق الإمام الجليل رضي الله عنه وعمه بتحياته وإكرامه آمين فإنه كان سائساً في أمر الدنيا فوق كل سائس مع الزهد بها فوق كل زاهد بعده إلى يوم القيامة، هذا مع العلم بأمر الآخرة والتحقق بفهم أسرار العلم الإلهي حتى أنه سمع القارئ في صلاته يقرأ (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ) الآية فمرض شهراً، فانظر أيها اللبيب القوم أهل الحضرة الجامعة واعمل بعملهم وخذ من علمهم.

قال شيخنا إمام طوائف أهل الحضرات، شيخ الدوائر الغوث الأكبر السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وعنا به ونفعنا بعلومه:

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97