الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2019, 06:28 PM رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وقد رأيت في بعض منازلاتي عجزاً عن القيام بعبء ما برز لي من وراء خدر الغيب، فقام مني حال وقال لي: ثبت قلبك. وقد أزعجني خوف القطيعة، وثقل علي همي، فتوسلت بصادرة روحي بالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فقواني الله على أمري، وشرح لي صدري، وبلغني مقصدي، وقد كنت خاطبت حالي يوم برز لي وقال: ثَبِّتْ قلبك بهذه الأبيات:


بحقك ماذا يصنـع القلـب حيلـة = ولازال في جمـر الغضـا يتقلـبُ

وأنـى لـه مـن قـوة يستعدهـا = وصبر وبرق الصبر في الوهم خلبُ

عسى الله من إحسانه يبعث الرضا = ويصرف هَمّاً منه في القلب موكبُ

فـإن بلطـف الله ينقلـب القضـا = رضاء ويجلى كل ما بات يُرْهَـبُ

وإن الرسـول الهاشمـي وسيـلـة = إلى الله فيه الخيـر يدنـو ويقـرب


ولا يصد عن التوسل بكلمات الله وأسمائه وأنبيائه وأوليائه إلا من أراد الله صده، وحقق عنه بعده.

واني رأيت في محفل الشهود الحفل المبارك الإمام الكرار، ابن عم المختار، عليّ المرتضى، كرم الله وجهه وعليه السلام، فقال: ومني خذ وقل:

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله. أودعت نفسي وأهلي وجميع ما أعطاني ربي، وجميع من تحويه شفقة قلبي في دار مشيدة ذات أركان شديدة؛ محمد رسول الله سقفها،ووزيره عليّ المرتضى بابها، وبنته فاطمة الزهراء، والحسن والحسين والأئمة من أبنائهم الطاهرين حيطانها وملائكة الله حراسها. ((والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)) حسبنا الله عدة. في كل نازلة وشدة حسبنا الله وحده. ((أليس الله بكافٍ عبده)). ((فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقد جَرَّبْتُ المداومة على هذا الحزب المبارك فرأيتها من أوثق عُرى الإعتصام بالله تعالى، وبخاصة عباده المصطفى، وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام، وقد تقدم القلب إلى حال من أحوال السماء فطاف بالحضرة وآب إليها من طريق قلب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتهى (والحمد لله) إلى مراتب الصديقين بنص البشارة الصادرة من سيد المرسلين، وقد أيد الله القلب بباصرة شهودية، طبعت فيه ألواح الأسرار لَوْحاً لَوْحاً، وسارت به نهضة رسولية في مفازات الطمس والبروز، والغيب والحضور، وتحققت في كل حضرة, بسرِّها وطيِّها ونشرها، ورأيت بعد ذلك حبيبي صلى الله عليه وسلم فقال: الآن كمل استعدادك للتحقق في مقامات الولاية كلها.

فحمدت الله واشتغلت بتلاوة كتاب الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم تدرَّجَتْ روحي فتحلت بحلية كل ولي لله تعالى له خلعة نبوية، وتحققت في حلية سيد القوم شيخ الطوائف السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه، وسقاني ساقي الحضرة بكأس انكساره خمرة القبول، فطرت بجناح همته إلى باب الرسول.

والعناية المحمدية حفت بي من كل جهة، وفي كل ليلة إذا نمت قبل أن استيقظ أحس ببرودة الكف الطاهر النبوي على وجهي؛ فأستيقظ بلامس رأفته وعنايته عليه الصلاة والسلام.

وكان في (المدينة المنورة) رجل يعرف: بابن بالي. فيه ميل للتصوف وأهله، ذو شكيمة وعلو ، وكان يتقرب إليّ، ويتودد لي، ويرغِّبني بطريقة الطائفة المباركة الشاذلية» فقلت له يوماً:

ما دواء القلب عندكم؟ فقال: خلاء البطن، وقيام الليل. فقلت: أحسن منه تحقق القلب بالذكر الخالص، بشاهد قوله تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)). وهذه الطمأنينة تدفع لمة الشيطان من القلب، فقد ورد: (إن في قلب ابن آدم لمتين، لمة من الشيطان، ولمة من الملك) ولتحكم الذكر في القلب أسباب، منها: قراءة القرآن بالتدبر، والمحافظة على السنة، ومجالسة الصالحين.

فسكت ووقع في نفسه مني شيء، وبقي بعد ذلك أياما يعرض عني إذا رآني ويدبر، فتواشكنا في طريق يوماً فأدبر عني، فوكزته وقلت له: قال صاحب هذا المقام الأسعد عليه أفضل الصلاة والسلام: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك). هذا ما جاء عن معلم الخير، عليه الصلاة والسلام، فما هذا الإعراض منك؟.

فقال: لأمرين ، لعدم قبولك نصحي، ولردِّك عليّ قولي.

فقلت: أما نصحك، فإني مختار بقبوله وعدم قبوله.

وأما رد قولك، فإنما هو ببيان مأخذ لي، لا رداً عليك؛ فإن مأخذك أن دواء القلب خلاء البطن، وقيام الليل، ومأخذي الذي ذكـرته لك. فاحكم على نفسك واغلبها وسـلم للمسـلمين في مآخذهم التي يقبلها الشرع ولا يردها عليهم، فتبسم وانصرف.

فرأيت بعد انصرافه الخضر عليه السلام.

فقال: طب نفساً، والذي صورك، لأنت إمام طائفة الحق، وسيد العارفين اليوم، والسيف الفصال الفارق بين الحق والباطل.

فحمدت الله وشكرته، وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم، وألهمت في مطارحات روحانيات ومعارضات كونيات، وقلت من طارقة أحكامها على ميزان نكاتها، بلسان الإلهام، من ذي الجلال والإكرام، أخاطب نفس من انحطت همة نظره عن الاستدلالات بالإبرازات الربانيات:


زعمـت نفسـك أنـي جـاهـل = وحريـص مـال قلبـاً للعـرض

أو كأقوام غـروراً جهلـوا الـسـ = ـر حتى جعلـوا النفـس عـرض

أو كمن طـاش لشـأن عـارض = ورمى الصدق وأغـواه الغـرض

أو كمن عقـد حبـل القـوم بـالـ = ـقوم حتـى قـام جافـا وقـرض

أو كمـن سـر لـه رق الخـفـا = فلوهـم مـزَّق الختـم وفــض

أو كمـن قـام بعـزم مـن يــد = فبسكـر النفـس عـالاهـا ورض

أو كمـن عاهـد مـولاه عـلـى = حالـة النـفس وخلـى ونـقـض

أو كمن شُدَّت لـه حـزم الرضـا = فرآهـا حزمـه حتـى انبـهـض

أو كمـن مـدت لـه مـائـدة الـ = ـغيب من كـف وبالغـي رفـض

أو كمـن مَـسَّ علـى جبهـتـه = عـارف ردَّ لكفـيـه وعــض

أو كمن نـوديَ: أقبـل وانظـرن = نورنا. أغمـض عينيـه وغـض

أو كمن قيـل لـه: اقعـد معنـا = نحن في الأمن. وعن عجب نهض

أو كمـن شمَّـر للسـنَّـة عــن = ساعـد الجِـدِّ وخلـى المفتـرض

أو كمن صيح لـه: قـف بالهنـا = فعصى الآمر واختـار المضـض

أو كمـن حُـطَّ علـى مـئـزره = جوهـر ألقـاه عـنـه ونـفض

أو كمن مَـدَّ إلـى الأخـرى يـداً = وبـه مـن ألـم الدنيـا مـرض

أو كمـن بالبسـط جـروه لـهـم = فمـن البسـط تعالـى وانقبـض

قسمـاً بالغـر مـن أهـل العبـا = وبـمـن وُدَّهُــم الله فــرض

أنـا مـن قـوم بمولاهـم علـو = وافق الحاسـد أو فيهـا اعتـرض

ومـن الراضيـن عـن خالقهـم = إن أحب الجـار يومـاً أو بغـض

ومـن القـوم الذيـن انتـهـزوا = فرصة الإخلاص في ترك الغرض

ومـن الحـزب الذيـن اشتغلـوا = بحبيب مـا لهـم عنـه عـوض

تركـوا الأغيـار عـن خاطرهـم = ترك ذي عزم على المطلوب حض


وفي الصباح جاءني (ابن بالي) الذي مرّ ذكره خاشعاً، وجثى أمامي متواضعاً، وقال: أي سيدي، لا تؤاخذني، رأيت الليلة جماعة فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد رفع يده وأشار إليك، وقال: هذا الشريف شيخ العارفين بالله اليوم. ففهمت (ولله الحمد) فقه كلام الإمام الفاروق رضي الله عنه.

وطلب مني (ابن بالي) تلقين الذكر، فلقنته على سبيل التبرك، وطلبت منه الدعاء.

وبعد ذهابه جاءني صاحبنا السيد أسعد الأحمدي العنصر الذي تمرغن وسبق ذكره فقال: هذه أول ليلة من رمضان، فاجعل عشاءك عندنا .

فقبلت وذهبنا، وكان في بيته امرأة عليلة، فطلب مني أن أقرأ لها ما تيسـر على ماء بنية الشفاء، ففعلت، وأنا في تلك المحاضرة فانجلى لي طالع شأن في ذلك البيت، فغبت عني وحضرت، فقلت:


يا نسمـة الحضـور إذ تعللـي = هاتي برفَّـاف شميـم الصنـدلِ

وأخبرينا عـن شـؤون أحمـد = أبي العريجـا السيـد المسلسـلِ

قد قال إضمـاراً لمـن بشـره = بـأن سـر بيـتـه سينجـلـي

وقـال سـر أنـت لا تعرفـه = يجلو نهـاراً بعـد ليـل ألْيـل

يبرز من سمـك العمـا هلالـه = من بعد طمس لذرى البرج الجلي

يقـوم فـي منبرهـا خطيـبـه = بعـد قعـود صادحـاً كالبلبـل

بعَلَـم يُنـشـر بـعـد طـيـه = رغمـا لكـل جاحـد مُــؤَوّل

نيطـة سـر سابـق وصولـة = تمـد بالبـاع الكريـم الأطـول

يـا عجبـاً لأحمـدي حـائـد = ممرغن وهو الصميـم العبدلـي

يا نفحـة البشـرى ألا فَقَرّبـي = نشر نصوص أحمـد وعجلـي

وأوضحي رقراق مرط الانطوى = بأصغر أو أكبـر أو مـن يلـي

وحققي الرمـز الـذي رصعـه = بقولـه وأطـرفـي وسلسـلـي

ليعـرف الأقـوام أن جـدّهـم = مُقدَّم المجـد علـى كـل ولـي

ولتـري الأنـوار بعـد طيهـا = تبرق في وجه السِّماك الأعـزلِ


فما فهم صاحب المنزل الذي عنيته من همهمتي شيئا، وله أخ دون العشرين كان معه في حفلتنا، ويا سبحان الله! إنهم لأهل بيت يحبون خدمة الضيف بطبع أحمدي أرق من الطيف، وقد قبض أخوه الصغير يدي حين أردت الخروج من بيتهم بلهفة إخلاص وطلب مني الدعاء، فلما استحضرت أمر الدعاء له، رأيته بكشفي نائماً، واليد الأحمدية ترفع به إلى أرائك المعالي وهو لا يشعر، فوكزته بعد التبحبح بظهوره فاستيقظ من سِنَتِه ورجع إلى سُنَّته، وإني لأرجو فيه بروز شأن طرازي من سابقة المدد يكون هو المقصود، والمعني بالإشارات المنطوية في البشارات التي دلت على نشر العلم الأحمدي في بيتهم، ولو بعد حين.

وقد قامت همتي على ساق عزمي ببث أسـرار الله تعالى المضمرة ............


يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 01-22-2019 في 11:29 PM.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97