الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2015, 01:12 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((( كفر سجنا ))


ودخلت دار الشيخ رجب، فرأيته رجلاً قام بخلعة المحبوبية رحب الرحاب، ريّض الجناب، مبارك السريرة، سهل الخليقة، صافي الخاطر، محفوظاً من لمة النفس، مصوناً من نزغ الشيطان أمياً، لا يقرأ، ولا يكتب؛ راق له كأس القرب في حانة الفتح، فشرب من شراب الأُنس، حتى روي يكاد رائيه يرى بمشهده حال الإمام أبي العلمين - رضي الله عنه - لما عنده من الصفا والرضا والسخا والتواضع، وحسن السريرة الطاهرة، والعزم المبارك، وله كشف صريح، وتسلق إلى الخواطر، وعزيمة قوية في طريق الله، وتوكل ولسان عذب، ورحاب وسيع، كثير الخوارق، وإنه لذو مددٍ فياض، ومقام رفيع، وبركة مشهودة، وملاحظات رشيقة، وأسرار دقيقة، وهمة رفيعة، وجلالة قدر، وبصيرة حاذقة، ووجه جميل، ومشهد محبوب، وإستقامة على قدم واحد، ومراتبه كلها مقامات، فسبحان الوهاب الذي يرزق من يشاء بغير حساب!.

وإني لما دخلت نهض لي قائماً، واستقبلني إلى باب بيته وصافحني، واخذني بيده فاجلسني مكانه، وامر لي بطعام، ورحّبَ بي وأكثر، وأحسن القرى، وقال لجماعته: هذا ما هو ضيف. هذا منا هذا أظن رفاعي صلباً من بلاد بغداد اسمه - محمد - البارحة رأيته في نومي بالرؤيا، وهو عالم يعرف أشياء كثيرة ما هو مثلي أنا مسكين: لا أعرف شيئاً. وبقيت كل ذلك اليوم، وأنا استجلي من مشربه كشوفات عجيبة، وخوارق غريبة، وكانت ليلة جمعة، فبعد العشاء دقت النوبة الأحمدية، وقام بعدها الذكر، فرأيت في تلك الحضرة لذلك السيد من صولة الحال، وعزة المقام ما يدهش الألباب، ورأيت حبلاً نوريّاً متصلاً منه بحضرة جده الكبير السيد أحمد الرفاعي - سلام الله عليه ورضوانه - وظهر لي في منازلة مشاهدتي حسن النظر من عين السيد الرفاعي - رضي الله عنه - للسيد المذكور بل ورأيت له منزلة عظيمة في قلوب أهل الديوان، وله جاه عريض في الحضرة، وفي أثناء حاله ومنازلاته جاء إليّ ودفعني إلى وسط الحلقة، وقال: ادخل شرف حلقتنا، أنت عالم هذا البيت شيخ هذا البيت وشيخ الكل، وقال لي في اذني: الطينة واحدة، والشرف للجميع، والذي بشروك به الجماعة يعود لنا جميعاً، فدخلت الحلقة وتبركت بها، ورجعت.

ففي الليل بعد ذهاب جماعته بقينا وحدنا، فقال لي: الحمد لله. ظهرت الشجرة والأيام الأحمدية تجددت أقطابُ الحضرة كلهم قالوا لي: بضيفك هذا تتجدد الأوقات الأحمدية، وإنك أنت الباب لظهور هذا السرّ، فقلت ببركة دعائك، فقال: مرّيت بطريقك على ولدي - الشيخ حسن - قلت: نعم. قال: هذا الغالي العزيز السرّهناك، والمدد في ذلك البيت اقتسمنا التجارة الأب لي، والولد لك، والصحيح الكل لنا، ونحن للكل، فطربت لكلامه وقلت: هكذا والله، وبقينا في محاضرة روحانية، ومنازلات نورانية إلى الصباح، وصلينا صلاة الصبح، واكلنا الطعام، وودعته، وعندي من حاله شمة سرور لا تكيف، وسرت إلى:

((( معرة النعمان )))

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97