عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2016, 02:28 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

والناس في التوحيد وذكره ثلاثة أصناف:

- صنف منهم عموما لأهل البداية. وهو التوحيد باللسان نطقا ومقالا واعتقادا وإخلاصا

بأنوار شهادة التوحيد [لا اله إلا الله محمد رسول الله] وهو الإسلام.

- وصنف خصوص وسط. وهو توحيد القلب تصريفا وصرفا واعتقادا وإخلاصا وهو الإيمان.

- وصنف خصوص الخصوص وهو توحيد العقل عيانا أو يقينا ومشاهدة وهو الإحسان.

للذكر ثلاثة مقامات

ذكر باللسان: وهو ذكر عامة الخلق.

وذكر بالقلب: وهو ذكر خواص المؤمنين.

وذكر بالروح: وهو لخاصة الخاصة، وهو ذكر العارفين بفنائهم عن ذكرهم وشهودهم إلى ذاكرهم، ومنته عليهم.

ولذاكر هذا الاسم المفرد أعني [ الله ] حالات:

حالة الوله والفناء. وحالة الحياة والبقاء. وحالة النعم والرضا.

فأما الحالة الأولى من الوله والفنا:

وهو الذي يقتصر على ذكره ولا خاصة في بدايته دون غيره من الأسماء. ويجعله نجيا. ويحقق ذكر الهاء فيه حين يذكره. فمن داوم على ذلك محا ظاهره وأمحق باطنه. فكان في ظاهره كالمجنون والموله الممحق عقله عنه لا يقبل عليه أحد ويفر الخلق منه ولا يسكن إليه. لأجل ثبوت الوله الذي كسا ظاهره. وسر الاسم الذي هو ذاكره. فان ذكر صفة الألوهية لا يقدر أحد أن يتصف بشيء منها. ولا يستقيم ثباتا أن يتلقاه نفسا يصدر عنها فصار ذاكره بين الخلق كما قال تعالى: [فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون] وكان في باطنه كالميت الفاني لسكون ذاته وصفاته. وسكونه عن مألوفاته وعاداته. وخضوع جوارحه وهمود فؤاده وخشوعه. كما قال تعالى [إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا] وقال تعالى: [وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج].

وأما الحالة الثانية من الحياة والبقاء:

فإنه إذا تحقق ذاكر هذا الاسم فيه وثبت عليه وألِفَهُ امتحت منه رسومه وأوصافه. ونفخ فيه روح الرضا بعد موت اختياراته وإرادته. وفني عن حظوظ عاداته وشهواته. وخرج عن مذموم صفاته. وانتقل من حالة الوله والفناء. إلى حالة الحياة والبقاء. وكانت له هيبة وسطوة في الموجودات. خافه وعظمه وذل له وتبرك به كل شيء من المحدثات.

وأما الحالة الثالثة من حالة النعيم والرضا:

فإن ذاكر هذا الاسم إذا عظم أمر الله. وأشفق على خلق الله. ولم يتغالى بالادعاء في دين الله. وانبسط من نفسه بالله لله. واتسع بسعة رحمة الله ولم تؤثر فيه مخلوقات الله. ولم يبق لأحد ولا لشيء عليه سبيل بإذن الله. انتقل من حالة الحياة والبقاء إلى حالة النعيم والرضا وعاش عيشة منعمة دائمة كريمة هنيئة مرضية. لا كدر فيها ولا غير . سليمة مستقيمة وتمكن في حاله. وأمن فاطمأن. وثبت وكان بين الخلق كغيث المطر حيثما حل أخصب وأنبت واقتات جميع الأشياء منه. وحصل له التنعم والرضا بالله. ورضي الله عنه. قال الله تعالى: [ثم أنشأنا خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين].

وروي أن فقيرا في مجلس الشبلي رضي الله عنه صاح: الله. فقال له الشبلي يا هذا إن كنت صادقا فقد اشتهرت. وان كنت كاذبا فقد هلكت.

وصاح رجل عند أبي القاسم الجنيد رحمه الله. فقال له الجنيد يا أخي إن كان من ذكرته شاهدا لك وأنت حاضر معه. فقد هتكت الستر والاحترام والغيرة من شيم أوصاف المحب المستهام. وان كنت ذكرته وأنت غائب عنه فذكر الغيبة غيبة والغيبة حرام.

وحكي عن أبي الحسن الثوري رحمه الله أنه بقي في منزله سبعة أيام لم يأكل ولم يشرب ولم ينم وهو يقول الله الله. وأخبر أبو القاسم الجنيد بحاله فقال: أمحفوظ عليه أوقاته؟ قيل له: إنه يصلي الصلاة لوقتها. فقال: الحمد لله الذي حفظه ولم يجعل للشيطان عليه سبيلا. ثم قال لأصحابه قوموا بنا حتى نزوره فإما نفيده أو نستفيد منه. قيل فلما دخل عليه الجنيد قال يا أبا الحسن هو قولك الله الله، بالله أم بنفسك، فإن كنت القائل بالله فلست القائل له، فإنه المتكلم على لسان عبده، الذاكر نفسه بنفسه. وإن كنت القائل بنفسك فأنت مع نفسك فما معنى الوله. قال له الثوري نعم المؤدب أنت يا أستاذ فسكن ولهه:

ولهت بكم ذكـرا وحقـا لصبكـم = يصيب بذكراكم ويفنى بكـم عشقـا

فمن لم يجد شوقا إلى الحب غالبـا = على العقل من وجد لعمري لقد يشقى

وما الذكـر إلا أن يغيـب بذكـره = عن الذكر في المذكور ومن له يلقى

ومن كان ذا عقل فليس لـه ذكـر = ومن غاب عن ذكر فحق له يرقـى


واعلم إن الذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان بمداومة حضور القلب وإخلاص ذكر اللسان. مع رؤيته منه. السيد يجري إطلاق الذكر على لسان العبد. وقيل الذكر هو الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة. على استيلاء الخوف وشدة لمحبة وهيجان الشوق وقلة الغلبة. وحقيقة الذكر إفراد المذكور بغيبة الذاكر عن ذكره. وفنائه في المشاهدة والحضور لم يغيب بمشاهدته في مشاهدته. فيشهد حقا بحق فيكون الله هو الذاكر والمذكور. فمن حيث جريان الذكر على لسان العبد كان ذاكرة له. ومن حيث تيسيره له وتسهيله على لسانه هو ذاكر لعبده فما به ذكره. ومن حيث بعث الخاطر ابتدأ منه كان ذاكرا لنفسه على لسان عبده كما روي في الحديث الصحيح أنه قال تعالى: [كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به...الحديث]. وفي رواية أخرى: [كنت له سمعا وبصرا ولسانا ويدا ومؤيدا...الحديث].

والذكر تختلف أنواعه وتتعدد والمذكور واحد لا يتعدد ولا يتحدد، وأهل الذكر هم أحباب الحق من حيث اللوازم،

وهو على ثلاثة أقسام:

ذكر جلي.

وذكر خفي.

وذكر حقيقي.

فالذكر الجلي: لأهل البداية وهو ذكر اللسان يصرف الشكر والثناء والحمد بتعظيم النعم والآلاء ورعي العهد وحسنته بعشرة إلى سبعين.

والذكر الباطن الخفي: لأهل الولاية وهو ذكر سر القلب بالخلاص من الفترة. والبقاء مع المشاهدة بلزوم مشاهدة الحضرة وحسنته بسبعين إلى سبعمائة.

والذكر الكامل الحقيقي: لأهل النهاية. وهو ذكر الروح بشهود الحق إلى العبد. والتخلص من شهود ذكره ببقائه بالرسم والحكم وحسنته بسبعمائة إلى ما لا نهاية له بالتضعيف لأن المشاهدة فناء لا لذة فيها والروح له ذكر الذات.

والقلب له ذكر الصفات. واللسان له ذكر العادة للتعرضات. فإذا صح ذكر الروح مكث القلب عن ذكره ذلك وذكر هيبة الذات. وفيه إشارة إلى التحقيق بالفناء. وإشعار بالقرب. وإذا صح ذكر القلب سكت اللسان وفتر عن ذكره وذلك ذكر الآلاء ونعمها اثر الصفات. وفيه إشارة إلى استدعاء وجود بقية دون فناء وإشعار تضعيف القبول. فإذا غفل القلب عن الذكر أقبل اللسان على الذكر عادة وتعرضا. ولكل واحد من هذه الأذكار آفة. فآفة ذكر الروح اطلاع سر القلب عليه وآفة ذكر القلب إطلاع النفس عليه. وآفة ذكر النفس التعرض للعلات. وآفة ذكر اللسان الغفلة والفتور .

وفي ذلك قال الشاعر:

هو الله فاذكره وسبح بحمـده = فلا ينبغي التسبيح إلا لمجـده

عظيم له حق المحامـد كلهـا = فماذا عسى تقضيه أذكار عبده

لو البحر أضحى والبحار تمده = مدادا ومحصي البحر عاد كمده

وأجهرت الأشجار تكتب حمده = لإنفاد ما تحمده من دون عـدة

لزاد تسمى بالحميـد وخلقـه = تسبح ما دام الوجـود لمجـده


ثم الناس في الذكر على ثلاثة أقسام:...................

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97