عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2016, 02:35 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

ثم الناس في الذكر على ثلاثة أقسام:

عامة مفادون. وخاصة مجتهدون. وخاصة الخاصة مهتدون.

فذكر العامة بداية للتطهير.

وذكر الخاصة وسط للتقدير.

وذكر خاصة الخاصة نهاية للتبصير.

فذكر العامة بين نفي وإثبات. وذكر الخاصة إثبات في إثبات. وذكر خاصة الخاصة حق بحق إثبات الإثبات.

من غير روية واسعة ولا التفات. فذكر الخائفين على وعيده. وذكر الراجين على وعده. وذكر الموحدين بتوحيده. وذكر المحبين على مشاهدته وذكر العارفين ذكره له لا بهم ولا لهم. فالعارف يذكر الله تشريفا وتعظيما. والعالم يذكر الله تنزيها وتمجيدا. والعابد يذكر الله خائفا وراجيا. والمحب يذكر الله ولها. والموحد يذكر الله هيبة وإجلالا. والعامة تذكر الله عادة جارية. والعبد مقهور وللذكر مذكور. والمكلف غير معذور..

وكيفية الذكر على ثلاثة أحوال ذكر البداية للحياة واليقظة. وذكر التوسط للتنزيه والطهارة. وذكر النهاية للوصلة والمعرفة. فذكر الحياة واليقظة بعد التلبس بشروطه الإكثار من ذكر [يا حي يا قيوم لا اله أنت]. وذكر التطهير والتنزيه بعد التلبس بشروطه الإكثار من [حسبي الله الحي القيوم].

وللذكر ثلاث مراتب

منها:

- ذكر الغفلة وجزاؤه الطرد واللعن.

- وذكر الحضور قرب وزيادة وفضل.

- وذكر الاستغراق محبة ومشاهدة ووصل كما قيل:

ما إن ذكرتك إلا وهـم يقلقنـي = فكري وذكري وسري عند ذكراكا

حتى كأن رقيبا منك يهتف بـي = إيـاك ويحـك والتذكـار إياكـا

اجعل شهودك في لقياك تذكـرة = فالحـق تذكـاره إيـاك لقياكـا

أما ترى الحق قد لاحت شواهـده = وواصل الكل من معناه معناكـا

فامنن بذكر صفا عن كل مشتبـه = وارحم عبيدا عسى بالقلب يرعاكا


واعلم أن الذكر لا يخلو من ثلاثة أشياء:

إما ذكر اللسان بقرع باب الملك وهو كفارة ودرجات.

وإما ذكر القلب بإذن مخاطبة الملك وهو زلفا وقربات.

وإما ذكر باللسان والقلب غافل هو ذكر العادة العاري عن الزيادة. والذكر باللسان والقلب خاطر هو ذكر العبادة المخصوص بالإفادة. والذكر بكل اللسان وملء القلب هو الكشف والمشاهدة. ولا يعلم قدره إلا الله تعالى.

وروى: [أن من أكثر في بدايته من قراءة قل هو الله أحد، نور الله قلبه وقوى توحيده].

وروى البزار عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

[من قرأ قل هو الله أحد مائة ألف مرة فقد اشترى بها نفسه من الله تعالى ونادى مناد من قبل الله تعالى في سمواته وفي أرضه ألا إن فلانا عتيق الله فمن له قبله تبعة فليأخذ من الله عز وجل].

وروى: [أنه من أكثر من الاستغفار عمر الله قلبه وكثر رزقه وغفر ذنبه ورزقه من حيث لا يحتسب وجعل له من كل ضيق فرجا ومخرجا ويؤتيه الدنيا وهي راغمة ولكل شيء عقوبة وعقوبة العارف الغفلة عن الحضور في الذكر].

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [لكل شيء مصقلة ومصقلة القلب الذكر وأفضل الذكر لا إله إلا الله ].

وجلاء القلب وبياضه وتنويره بالذكر. وباب الفكر. فان أرفع المجالس وأشرفها الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد والتوكل عمل القلب. والتوحيد قوله. وباب الذكر الفكر. وباب الفكر اليقظة. وباب اليقظة الزهد. وباب الزهد القناعة. وباب القناعة طلب الآخرة. وباب الآخرة التقوى وباب التقوى الدنيا. وباب الدنيا الهوى. وباب الهوى الحرص. وباب الحرص الأمل. والأمل هو الداء العضال الذي لا يبرأ. واصل الأمل حب الدنيا. وباب حب الدنيا الغفلة. والغفلة هي غلاف على باطن القلب يتولد. والتوحيد هو الإكسير الذي لا يضر مع اسمه شيء. كما قيل [بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم] وأعظم التوحيد ولبه وقلبه وجوهره توحيد هذا الاسم المفرد وإفراده ومعرفته.

وذكر أن بعض العارفين المحققين سئل عن اسم الله الأعظم فقال هو أن تقول الله. وأنت لا تكون هناك. فان من قال الله من الخلق قاله بحظ. وما تدرك الحقائق بالحظوظ. ومن قال الله بالحروف فانه لم يقل الله ولا ذكره حقيقة. لأنه خارج عن الحظوظ والحروف والإفهام والمحسوس والرسوم والخيالات والأوهام لكن ربنا بفضله رضي منا بذلك وأثابنا عليه لأنه لا سبيل إلى ذكره وتوحيده من حيث لا حال ولا مقال إلا بها في استطاعة البشر من قوله بإدراكه. وأصل التخصيص والعناية من العارفين والعلماء أهل التمكين لا يرضى ذكره منهم بذلك كما قال [وما منا إلا له مقام معلوم] ومن أحسن أن يقول الله ويذكره بتوفيقه له. وتخصيصه إياه. تحققت له الأسماء الحسنى بقوله وذكر الله ويذكر اسم من أسمائه فكان قوله الاسم مثل كن تكن له الكائنات. ويتصرف به في الموجودات. فمن قال الله حقا بحق لا عن على ولا بعلة. بل عن علم قام به وبمعرفته وتعظيم له وإجلال كامل. وتنزيه محض. ورؤية منه. فقد أجل الله وذكره وعظمه وعرف قدره. فان ذكر الله وتوحيده هو رضاه لهم به كما يستحقه هو سبحانه. والمعرفة رؤية لا علم. وعين لا خبر. ومشاهدة لا وصف. وكشف لا حجاب. ما هم هم. ولا هم بإياهم كما قال تعالى [إن هو إلا عبد أنعمنا عليه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا].

كيف السبيل إليه وهو منـزه = عن مهنة الكلـي والأبعـاض

لفنا وجودهم بـذات وجـوده = متنزه عن جوهر الإعـراض

لا شيء يشبهه فأين وكيف ما = فمتى سؤال عن حدود ماضي

ومن العجائب أن يكون وجوده = فوق الظهر وغاية الإغماض


وفي الحقيقة وما ذكر الله إلا الله. ولا عرفه سواه. ولا وحده حقا إلا إياه..........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97