عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2015, 12:35 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

البدوي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 16
تم شكره 32 مرة في 29 مشاركة
كاتب الموضوع : البدوي المنتدى : رواق القرآن الكريم
افتراضي

وقال أبو سعيد الخراز في كتاب درجات المريدين : ومنهم من جاوز نسيان حظوظ نفسه ، فوقع في نسيان حظه من الله ونسيان حاجته إلى الله فهو يقول : لا أوركها أريد وما أقواه وما أنا ومن أين أنا ، ضاع اسمي فلا اسم لي ، وجهلت فلا علم لي ، وضللت فلا جهل لي ، وأسوق إلى من يعرف أقول فيساعدني فيما أقول ، وإذا قيل لأحدهم ما تريد قال : الله وما تقول الله قال وما علمت قال : الله فلو تكلمت جوارحه لقالت : الله وأعضاؤه ومفاصله ممتلئة من نور الله المخزون عنده ، ثم يصيرون في القرب إلى غاية لا يقدر أحد منهم أن يقول الله ؛ لأنه ورد في الحقيقة على الحقيقة ومن الله على الله ولا حيرة ، ومعناه لا حيرة فيما فيه الحيرة . وسُئل الحسين بن منصور هل ذكره أحد على الحقيقة فقال : كيف يذكر على الحقيقة من لا أمد لكونه ولا علة لفعله ليس له كدُّك ، ولا لغيبه هدَّك له من الأسماء معناها والحروف مجراها إذ الحروف مبدوعة والأنفاس مصنوعة ، والحروف قول القائل تنزغن ذلك من الأحوال خلقة ، رجع الوصف في الموصف ، وعمى العقل عن الفهم ، والفهم عن الدرك ، والدرك عن الاستنباط ، ودار المُلكُ في الملِك ، وانتهى المخلوق إلى مثله ، عدا قدره الظن ، ودها نوره الغيبة . وقيل : إن الألف الأول من اسمه الله ابتداؤه ، واللام الأول لام المعرفة ، واللام الثاني لام الآلاء والنعماء والسطر الذي بين اللامين معاني مخاطبات الأمر والنهي ، والهاء نهاية مما تكن العبادة عنه من الحقيقة لا غير . وقيل : إن الألف آلاء الله ، واللام لطف الله واللام الثاني لقاء الله والهاء هيبة بآلاء الله فَوَلِهَ به المحبون والمشتاقون حين عجزوا عن علم شيء منه . وحكى أن أبا الحسين النوري بقي في منزله سبعة أيام لم يأكل ولم ينم ولم يشرب ، ويقول في ولهه ودهشه : الله الله ، وهو قائم يدور فأُخبر الجنيد بذلك فقال : انظروا أمحفوظ عليه أوقاته أم لا ؟ فقيل : إنه يصلي الفرائض فقال : الحمد لله الذي لم يجعل للشيطان عليه سبيلاً ثم قال : قوموا حتى نزوره إما نستفيد منه أو نفيده فدخل عليه وهو في ولهه قال : يا أبا الحسين ما الذي دهاك ؟ قال : أقول : الله الله زيدوا علي فقال له الجنيد : انظر هل قولك الله الله أم قولك قولك إن كنت القائل الله فالله ولست القائل له وإن كنت تقوله بنفسك فأنت مع نفسك فما معنى الوله فقال : نعم الود فسكنت وسكن عن ولهه فكان الشبلي يقول : الله فقيل له لم لا يقول لا إله إلا الله ؟ فقال : لا أنفي به ضداً . وقيل في قوله : الله هو المانع الذي يمنع الوصول إليه لما امتنع هذا الاسم عن الوصول إليه حقيقة كانت اللذات أشد امتناعاً لعجزهم في إظهار اسم الله ، ليعلموا بذلك عجزهم عن ذكر ذاته . وقيل في قوله الله : الألف إشارة إلى الوحدانية واللام إشارة إلى محو الإشارة ، واللام الثاني إشارة إلى محو المحو في كشف الهاء . وقيل : إن الإشارة في الألف هو قيام الحق بنفسه وانفصاله عن جميع خلقه ولا اتصال له بشيء من خلقه كامتناع الألف أن يتصل بشيء من الحروف ابتداء بل تتصل الحروف به على حد الاحتياج إليه واستغنائه عنها . وقيل : إنه ليس من أسماء الله عز وجل اسم يبقى على إسقاط كل حرف منه اسم الله إلا الله فإنه الله ، فإذا أسقطت منه الألف يكون ' لله ' فإذا أسقطت إحدى لاميه يكون ' له ' فإذا أسقطت اللامين بقي ' الهاء ' وهو غاية الإشارات . وأما وَلَهِ الخلق في تولهم فمنهم من وَلِهَ سره في عظمة جلاله ، ومنهم من وَلِهَ قلبه في وجوه معرفته ، ومنهم من وَلِهَ لسانه بدوام ذكره . وحكي عن ابن الشبلي قال في تجلي الجنيد في ولهه : الله فقال له الجنيد : يا أبا بكر الغيبة حرام أي أن ذكر الغائب غيبة فإن كنت غائباً فالذكر غيبه وإن كنت تذكره عن مشاهدة فهو ترك الحرمة .








رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97