عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2018, 12:19 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

فأول من عمل حوالي هذه الشجرة إلى أصل حبة ( كن ) فاعتصر صفوة عنصرها، ومَخَضَهَا حتى بدت زُبْدَتُهَا، ثم صفاها بمصفاة الصفوة حتى زال وَخَمُهَا، ثم ألقى عليها من نور هدايته حتى ظهر جوهرها، ثم غمسها في بحر الرحمة حتى عمت بركتها، ثم خلق منها نور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم زين بنور الملأ الأعلى حتى أضاء وعلا، ثم جعل ذلك النور أصلا لكل نور، فهو أولهم في المسطور، وآخرهم في الظهور، وقائدهم في النشور، ومُبَشَّرُهُمْ بالسرور، ومتَوَّجُهُمْ بالحبور، فهو مستودع في ديوان الإنس، مستقر في رياض الأنس، وحضرة الأنس، ستر معنى روحانيته بستر جسمانيته، وغطى عالم شهوده بعالم وجوده، فهو مستخْرَجٌ في الكون، مستنبَطٌ لأجله الكون.

وذلك أن الله تعالى كون الأكوان اقتدارا عليها لا افتقارا إليها، وكمال حكمته في التكوين، لإظهار شرف الماء والطين، فإنه أوجد ما أوجد ولم يقل في شيء من ذلك: " إني جاعل في الأرض خليفةً "، وكان وجود الآدمي، فكانت حكمته في وجود الآدمي لإظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه حكمة الأجساد لاستخراج كاف الكنزية " كنت كنزا مخفيا لا أعرف "، فكان المقصود في الوجود معرفة موجدهم سبحانه، وكان المخصوص بأتم المعارف قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأم معارف الكل كانت تصديقا وإيمانا، ومعرفته صلى الله عليه وسلم مشاهدة وعيانا، وبنور معرفته صلى الله عليه وسلم تعرفوا، وبفضله عليهم اعترفوا، فاستخرجه من لباب حبة ( كن ) " كزرع أخرج شطأه فآزره " بصحابته " فاستغلظ " بقرابته " فاستوى على سوقه " بصحة ذوقه، وقوة توقه وشوقه.






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97