الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2018, 11:17 AM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وقد حفتني لوامـع الحنـان والعنايات من مـراقد السـادة بني الصـياد، وقمت أميس بِخِلَع القبول، وخرجت ولي نفحة خاصة من نفحات الصدق، بتحققي في مرتبة الحب للجناب الرفاعي وورّاثه ـ رضي الله عنه وعنهم ـ كادت تعطّر الأرجاء التي أمر عليها بعطر همته الفعالة، ونشر مسك روحه الجوالة. وحمدت ربي أن وفقني للحب في الله، وللزيارة في الله.

قال معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبـارك وتعـالى: (( وجبت محبتـي للمتحـابين فيّ، وللمتجالسـين فيّ، وللمتزاورين فيّ، وللمتباذلين فيّ )). والحديث صحيح، رواه مالك وابن حبان.

وقد غلبتني نفحة الحب للسيد الكبير ـ رضي الله عنه ـ حتى كنت ـ والحمد لله تعالى ـ أخشع لذكره إعظاماً لله تعالى الذي مَنَّ عليه.

والخشوع لكلام الله حين يتلى، ولاسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وللنبيين والمرسلين، والأولياء والصديقين والصالحين حين تذكر أسماؤهم، أو يحضر في محاضرهم، إنما هو لله تعالى، الذي انتقاهم واصطفاهم، واتخذهم معادن الحكم ومخازن الأسرار.

قال أبو الدرداء: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشخص بصره إلى السماء ثم قال: هذا أوان يختلس العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء.

فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟! فوَ الله لنقرأنَّه ولنُقرأَنَّه نساءنا وأبناءنا.

فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنتُ لأعدك من فقهاء أهل المدينة! هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم؟

قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟! فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء، قال : صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجامع فلا ترى فيه رجلا خاشعاً.

وقد علم من كلام الشارع العظيم سر سرارة الأزل - صلى الله عليه وسلم -: أن قراءة القرآن لم تكن بنافعة ما لم تكن مع الخشوع لله تعالى. والجنيد إمام مذهب التصوف ـ رضي الله عنه ـ يقول: من لم يخشع بحضرات القوم، فهو كذاب، ومن لم يطمئن لهم فهو منافق، ومن لم يعرف حرمة الحق بأهله فهو مردود، ومن لم يسمع من صرير الباب، فهو والحمار واحد.

وقال شيخنا بركة الوجود، ثالث عشر الأئمة، الإمام الرفاعي رضي الله عنه: أيها الولد الصالح، إن سلكت الطريق فالزم آدابه، وعظم أصحابه، ولتعلم أن لهم طريقا ولك طريقا، فإما أن تلزم طريقهم وتترك طريقك لتحسب منهم، وإما أن تعرف أنك في وهدة غفلتك، فيقظ نفسك ولا تقطع عنهم.

آيات الله في أرضه الأولياء، وشموس هذه الآيات التي تضيء بها الأنبياء، وشمسهم التي تطلع لهم في حضرات محاضرتهم نبينا المصطفى العظيم، صلى الله عليـه وعليهم وسلم، وكلهم طريقهم واحد، ومنهاجهم واحد، وقصدهم واحد، وقد جمع سيرهم وخيرهم وفوائدهم ومقصدهم طريق النبي عليه الصلاة والسلام.

وهو ـ عليه من الله أكمل الصلوات وأزكى التسليمات ـ طريقه الخشوع والخضوع، والأدب والذل لله تعالى والانكسار له، وعلمه بربه وقربه منه سبحانه وتعالى أورث له خوفا منه جلت عظمته، وتعالت قدرته، حالة كونه الأمين المأمون؛ باب عوالم الوجودات إلى الله تعالى ؛ وقد كان أصحابه ـ عليهم من الله الرضوان والتحية ـ إذا جلسوا معه يجلسون وكأن على رؤوسـهم الطير، لما يشـارف قلوبهم من الخشـوع والخشية لله تعالى بشأنه - صلى الله عليه وسلم -.

وتلك سنة الله في عباده أهل النيابة المحمدية، وأصحابهم الخالصين الموفقين، ومن لم يلازم آدابهم ويشرب مشاربهم، فهو فيهم دخيل، ونصيبه منهم على قدر أدبه معهم، والعلم بعرفانهم يقضي بالأدب معهم لمن وفقه الله.

فإن عرفان العارف وفقهه في كلمة من منازلات السر وحاضرة من محاضرات الفتوح السماوي، أعظم من ألف كرامة، وأجل من ألف خارقة تحدث لغيره من غير أهل العرفان.

وسر الله المستودع في العارفين، من عين سر الله المستودع في النبيين والمرسلين، عليهم أجمعين صلوات رب العالمين. انتهى كلامه بنصه.

قلت:


علم الولـي بربـه يقضـي لـه = بالخـوف منـه لعـزه وجلالـه

والعلم من قبـل المريـد بناطـق = من شيخه يقضي بصون كمالـه

ومن ارتقى سدد السلوك مواظبـا = قلباً عن التقـوى يفـوز بحالـه

والجاهل المبعـود يسقـط نفسـه = بثقيـل حملتـه وقبـح خصالـه

وطريق كل الأنبياء ومـن أتـى = من بعدهم فسرى علـى منوالـه

لا شك يجمعـه طريـق محمـد = صلى عليـه ذو الجـلال وآلـه

فـإذا أردت الله فاتبـع نهـجـه = واجعـل فعالـك كلهـا كفعالـه

والزم خشوع الصالحيـن فإنهـم = حملوا النصوص البيض من أقواله

وتمسكوا بجنابـه سيـرا علـى = آدابـه فيضـا عـلـى أذيـالـه

هذا شعاع طريقهـم فانهـج بـه = أو خذ وقيت القطع ! طور رجاله

إن لم تكن منهم فصر شبها لهـم = فالشيء محمـول علـى أمثالـه


وفي مشاهدي هذه رأيت عبداً من عبيد الله الأحياء............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97