الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2018, 11:41 AM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وفي مشاهدي هذه رأيت عبداً من عبيد الله الأحياء ولهاناً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فانيا فيه عليه الصلاة والسلام، يقول وهو يمشي بصوت مخفوت رفيع: محمد محمد وهكذا، وهو أعرابي من بادية دير الخابور، اسمه علي، ولقبه عردوك، عليه خلعة من خلع البدلية، وله حال عظيم، وبركة ونور.

فوقفت أتفكر في ولهه، أستعذب حاله، فضحك وجاء إليّ وقال: الكل محمد، ومن غير محمد؟ اللهم صلِّ على محمد. وغاب عن نفسه.

فطربت له وأخذت حصة من حكم وارده، ومشيت فاستقبلني رجل مجذوب اسمه علي أيضا، حلبي الدار والمولد، وهو من أصحاب النوبة، فصاح: هذا حرامي، هذا حرامي. يعني بأني لص أريد سرقة أحوالهم، وضرب نفسه، فتخافيت عنه لغلبة حاله وعدم اقتداره على دفع منازلاته، وعذرته.

وأنا في بانقوسا، محل بحلب، فمرت بي امرأة وزحمتني وقالت: يا سيد، والله في النساء وليّات، وهن يعرفن الأولياء المختفين مثلك. فتركتها ومضيت إلى سبيلي.

ولم أزل هكذا أطوف كل يوم في المشاهدة السعيدة والأماكن الطاهرة، وارجع بعد العشاء على الغالب إلى دار الراغب، عشرة أيام؛ وفي اليوم الحادي عشـر، فرشت خدي بباب منبع الفيض الأول في الشهباء، ومن له بها عليّ حتى القيامة اليد البيضاء، سيدنا زكريا عليه الصلاة والسلام، واستأذنت من روحه الشريفة، وطلبت المسـير على بركات الله.

فانكشـف الحجاب عن ذلك الجناب، وبرز بعروس جماله على منصة جلال حاله، واجتذب بمغناطيسية روحه القدسية كل أرواح رجال الحمى، من صحابي وصديق وولي عارف وعبد محبب، فاجتُذبتُ، وأفرغ حكم الإفاضة إليّ، فأفاض كلهم فيوض العناية عليّ، وهناك أقول:


ذي جـمـلـة تـفـصـيـلـهـا فـيـه مـن = سـر الـمـعـانـي نـصّ حـال طـويــل

فـالـحـمـد لـلــه عـلــى فـضـلــه = وحـسـبـنــاالله ونـعــم الـوكــيــل


وفي أثناء إقامتي بحلب، رأيت فيها من الأحياء كل من لله فيه عناية من رجال البلدة، أعانهم الله تعالى.

منهم رجال الخرقة البدوية الأحمدية، الشيخ محمود أبو جدائل، هو رجل لزم الخلوة، وعليه سكينة، وله حال، وفيه صدق وعرفان، وحاله غلب عليه، وله من طوره كشف صحيح.

ومنهم رجل يقال له الفتياني. له شمة من طالعة الذكر، ورجل يقال له: الفاني. له نهضة من طريق الإخلاص، ورجل اسمه الشيخ طه، ويعرف: بابن البطيخ. فيه نفحة من وارد الصدق تامة، ورجل اشتهر: بابن القرلقي. فيه غلبة وجد.

ورجل يقال له: علي. وشهرته الحداد، فيه طارقة هيبة أخذته عن كله، ورجل يقال له : الشيخ محمد الطيار. من آل الكيال، فيه طارقة توكل، معها فرح بالله تعالى، ورجل رأيته بحلب، وهو من قراها ونواحيها الشمالية، اسمه الشيخ حسون، من آل البطائحي، وهم ذرية القطب الأعظم الشـيخ السـيد منصور البطائحي الرباني، خال سيدنا ومولانا الإمام الرفاعي رضي الله عنهما، فيه جذبة من جذبات الرحمن.

ورجل يقال له: الشيخ علي. من أهل التجريد، نسيج وحده، ورجل يقال له: عبد الحنان. غائب عن شـهود وجوده، من أهل النوبة، ورجل يقال له الشـيخ بكران. قطب جهة، وله تصرف بمقامه، ورجل اسمه الشيخ محمد، يعرف بالبابلي، ولهان، اطلع على حضرة فغابت عنه، إذا تذكرتها روحه هاج وماج حتى ينكشـف له منها طرف فيسكن.

ورجل بدوي من أعراب بادية حلب، رأيته بها، اسمه الشيخ عيسى، من أهل النوبة الخالصين، ورجل من العلماء اسمه الشيخ أحمد، فيه صدق، أحكم له من أسرار الأسماء نصيبا عظيما، ورجل من الشرطة بباب الحكومة اسمه علي، من أهل النوبة، له قوة إيمان وحال، ورجل من العلماء والمشايخ اسمه الشيخ وفا، له جزم صالح واعتقاد مليـح، وفيه بركـة حال. ورجل من قرى حلب، من بني الشـيخ نعسـان الحسيني الأحمدي الخرقة، اسمه الشيخ حمام، فيه زهد، وله إخلاص، رأيته بحلب، ورجل علاف اسمه الشيخ محمد، أحمدي الخرقة، له طور حسن وجاذبة حال.

ورجل من آل الحلوى، اسمه الشيخ محمد، أحمدي الخرقة، له حال غالب وصدق، ورجل من كتاب ديوان حلب، اسمه شريف، جذبته محبة رجل من عرفاء الأحمدية له، فأوقفته بإزاء الباب، وكأنه دخل بعداد القوم.

ومنهم رجل من التجار اسمه وفا، له يد من الصدق، وعليه طراز الشـرف، ورجل اسمه أبو بكر، سعدي الخرقة، له حال صادق، ورجل من بقايا الجنيد رضي الله عنه، من قرى حلب، اسمه الشيخ سليمان، رأيته بها، بدوي الطراز، فيه قوة حال، وبركة ظاهرة وغيرهم، نفع الله بهم .


الأوليـاء العـارفـون بربـهـم = أخفاهـم للسـر تحـت قبابه

هاموا به وتنزهوا عـن غيره = فأعزهـم سبحـانـه بجنـابـه

هجروا جميع الكائنـات لأجله = وتململـوا ذلاً علـى أعتابه

قعدوا عن الأغراض لا عن حِطّة = لكنهم صدقـوا الوقـوف بابه

طاروا لساحـة قدسـه بعزائم = قامت بقـول رسولـه وكتابه

وهم الذيـن إذا الأنـام تعرفـوا = يوم الحساب يقال مـن أحبابـه

ما خاب من سلك الطريق بإثرهم = والله لا يخزيـه حيـن حسابـه

والاتصـال بربـه مـن حظـه = إن كان أهـل الله مـن أسبابـه

أرضاهـم مـولاهـم بجميـلـه = وجماله وحسـوا لذيـذ شرابـه

فهم من الطهر الرسول عصابـة = من وارثيه أجـل ومـن نوابـه

محرابهم لم ينحرف عـن ربهـم = وقلوبهـم مطروحـة برحـابـه

أخذوا الطريق إليه هدي محمـد = وهل الوصول إلى ربنا إلا به؟!

صلـى عليـه الله جـل جلالـه = وعلى بنيـه وحزبـه وصحابـه


وقمت في اليوم الحادي عشر من حلب إلى الطريق الشمالي منها...............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97