الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2018, 07:17 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((( عنتاب )))

وهي بلدة أخرى من بلاد الترك، فانتبهت لما ظهر لي من شهود طارق الأرواح الطالعة في معاريج حضرة البلدة، وسبحان الله ! فيها حجب وراء حجب، ومطارقات في منازلات النفوس والقلوب، وأهلها ينجذبون إلى أهل الزِّيِّ بخرقـة، وينجذبون عنهم بكلمة، وفيهم بركة الميل إلى خدام باب الله، وبهذا يرجى لهم الخير.

وقد حاضرتني في تلك البلدة روح سيدنا سعد بن عبادة الأنصاري - رضي الله عنه -، فما كدت أتزحزح طرفة عين إلا وأنا في مقام محاضرتها، وأقمت فيها يومين وليلتين.

وصباح اليوم الثالث، قمت على البركة من طـريق المزار إلى ((( نزيب ))) ومنها إلى ((( البيرة )))، وأنا بسكرة محاضرة الروح الطاهرة السعدية.

ففي ((( البيرة ))) شارفتني بارقة من بوارق القدس، صعدت معها روحي إلى فج من فجاج الملأ الأعلى، واغترفتني طالعة من طوالع الإفاضة الإدريسية أترعت كأس قلبي ذوقاً، فانجمعت بعد فرقي، وانسلخت عني بالكلية، وتجردت لي روحي تجردا لطيفاً، فانطلقت كالفارس المسـرع تخب في فضاء الملكوت؛ ثم ترقت في نهضة عزمها فطارت، ثم تحكمت في مطارها فكرّت نوراً فعّالاً مستوعباً صفحات الوجودات؛ ثم انقلبت بواردات علوم سماوية والله يعلم متقلبها ومثواها (( بسم الله مجريها ومرساها )) وانتظم بعد عقدها بخيط الجسم , فرجع المجرد إلى غمده بعد تجرده اللطيف الغير منفصل.

وهناك زرت المقابر في ((( البيرة ))) فنوديت من أطراف المقبرة: هات ما عندك يا ولي الله. فقلت بعد السلام الشرعي: عندي حجاب وجود، صد عن مطالعات سطور الطي بعد النشر، وبردة ملك منعت مستحكم النظر عن كل ما صرتم إليه، لولا أن تداركني الله بلطفه وكرمه، فشهدت بإشـهاده سـبحانه نص: (( كل شيء هالك إلا وجهه )).

فأنا وأنتم الآن على بساط واحد من طراز حكم: (( إنك ميت وإنهم ميتون )). سـبق ولحوق، وغاية واحدة من طريق الإمامة، وبعدها حالان بارزان في ساحة الحكم؛ كل حال يأخذ بسـلطانه ما أبرز له و (( إلى الله تصير الأمور )) فقيل من الجبانة: هذا عبد الله الموفق، العـارف الذي سـيميط حجب هذه الفانيات عن بصـائر القلوب، ويأخذ بالهمم إلى الله تعالى من طريق رسوله - صلى الله عليه وسلم.

فرجعت مستبشراً بما أجراه الله تعالى على ألسن طائفة هم في ساحة الحضور البحت، (( والحمد لله رب العالمين )).

وفي صبح ذلك اليوم، مشيت مسروراً بما أنعم الله به عليّ، وطرقت الطريق إلى مدينة الرُّهَا فلما واجهت ((( الرُّهَا )))، وظاهرت البيرة انفتح لي سرداب ملكوتي، وفرش لي فيه سجاجيد، وصف لي على حافتي الطريق أواني موائد القبول، وزج بي في نور إبراهيمي خطفني من كلـي، فبهت ناظـر حسـي، وانقطعت عن اتصالات نفسي، رأيت كل قدم نقلته مني آخذا بي إلى فسيح ساحة من ساحات الرسالة الخليلية المحضة، مستقبلاً من ذلك الجناب المهاب بالبشـر الدال على ظهور السـر. ولازال ثوب علم القبول الخليلي يخفق على رأسي وأنا تحت ظلال نفحته النبوية حتى طلعنا إلى ((( الرُّهَا ))) وجاء بي السرداب إلى باب حضرة دار الميلاد الإبراهيمي، واتصل السرداب بالحضرة، فتزاحمت مواكب الأنوار، وصار ليل الكون كالنهار.

ووقفت هناك شاخصاً ببصري إلى سماء ذلك المحضر الأنور، (( ولذكر الله أكبر ))، فتجلى جمال عروس المحضر الإبراهيمي على سرير من خشب الزيتون؛ ولله أسرار في كل ما أبرز من الآثار.

فانجلى بهيكل الشأن الذي ولد عليه، ثم ألقيت عليه بردة من أكسية الجمال وانكشفت، فانجلى بهيكل الشأن الذي شب عليه، ولازال يطوي باهر جمال هيكله ببردة، ثم ينشر بكشفها عن هيكل آخر، ذاته تلك الذات، وصفاته من حيث النمو، ونظام حال الوجود غير تلك الصفـات، إلى أن انتهـى إلى مرتبة هيكـل الجمـع الأخـص في حضـرة الشـروق الأتم.

فقام على منبر الكمال المطلسم بناطقة الرسالة المعظمة الجامعة، ومنَّ بالالتفات إليَّ، فنظرت طالعة وجهه السعيد ـ عليه بعد ولده سيد الكل نبينا العظيم القدر أفضل الصلاة وأعم السـلام ـ فرأيت من جميع مشارق أنوارها لوامع الحنان والرأفة، فزدت جمعاً بعد فرق، وحضوراً بعد غياب، واجتماعاً بعد شتات، وتمكيناً بعد تلوين، وتعيُّناً بعد طمس، وصرت مترقباً بكل ذراتي سماع ما يلقيه إليَّ، ويفيضه عليَّ، فقال صلوات الله تعالى وتسليماته:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل لسان العرب خزانة الحكم، وفضل آل إبراهيم بمحمدهم على العرب والعجم، واختاره من أكرم الشعوب والقبائل، وجعل أمته خير الأمم، وبيته أشرف البيوت، وفصيلته أعظم الفصائل (( وسلام على المرسلين )).

أما بعد، فهذه حظيرة من حظائر التقديس، فيها باب حطة، من دخله كان آمناً (( رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )).

دعوة لحقتها إجابة، أنت من بني أيها المخاطب، المنظور بالعين المحمدية نظر الرأفة والرفق , المنظور بالعين الإبراهيمية نظر الإسعاف والحب، صانك الله أن تعبد صنماً من أصنام الحادثات، فحققك بمقام المعرفة، ونصبك نائباً عن النبوة، هادياً في طرق الأكوان لمن ضل عن صراط الشريعة. أنت هو المعني المقصـود بالذات في هذه الأيام (( ختامه مسك ))، كأس يفوح، شرابه الطهور بطيب: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

ثم رفع لي صحيفة بيضاء بيده الكريمة المباركة، فيها ما صورته:





وقال: اقرأ الخط الذي خط في مصحف العلم (( وكن من الشاكرين )) فجمعني تمكين من سباح إفاضة الروح الطاهرة الإبراهيمية، فانطبع فيَّ فهم ما كتب في الصحيفة، فقرأتها وفهمت مضمون سرها (( والحمد لله رب العالمين )).

((( فائدة )))

ومما جربه أهل الحضرة: أن من أثقلته همومه، وحارت به فكرته، فكتب بيده، أو كُتِبَ له في رقعة السطرين الآتيين، ومحاهما بالماء وشربه، يشرح الله صدره، ويكشف بقدرته همه وهما:



((( تحفة )))

قال شيخ مشائخ الإسلام: حجة الله على اوليائه الاعلام.............

يتبع إن شاء الله تعالى






الصور المرفقة

تحذير : يتوجب عليك فحص الملفات للتأكد من خلوها من الفيروسات والمنتدى غير مسؤول عن أي ضرر ينتج عن إستخدام هذا المرفق .

تحميل الملف
إسم الملف : محمد 1.jpg‏
نوع الملف: jpg
حجم الملف : 13.8 كيلوبايت
المشاهدات : 14

تحذير : يتوجب عليك فحص الملفات للتأكد من خلوها من الفيروسات والمنتدى غير مسؤول عن أي ضرر ينتج عن إستخدام هذا المرفق .

تحميل الملف
إسم الملف : محمد 2.jpg‏
نوع الملف: jpg
حجم الملف : 11.8 كيلوبايت
المشاهدات : 14
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97