عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2018, 12:22 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

فلما ظهر هذا الغصن المحمدي وسما، أورق عوده ونما، وانهل عليه سحاب القبول وهمى، وتباشر بظهوره الحدثان، وبشر بوجوده الثقلان، وتعطرت بقدومه الأكوان، وانتكست بمولده الأوثان، ونسخت بمبعثه الأديان، ونزل بتصديقه القرآن، واهتزت طربا شجرة الأكوان، وتحرك ما فيها من الألوان والعيدان، وكان من أغصان هذه الشجرة من أخذ ذات الشمال، ومال يهوى الضلال، فلما أرسلت رياح الإرسال، برسالة " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، استنشقها من سبقت لهم منا الحسنى، فمال إليها متعطفا، وأما من كان مزكوما، أو خلع القبول محروما، فإنه عصفت به عواصف القدرة فأصبح بعد نضارته يابسا، ووجه سعادته عابسا، وراح من رجاء فلاحه قانطا آيسا.

وكان سر هذا الغصن لقاح شجرة الجود، ودرة صدفة الوجود، وكان من روح روحانيته روح " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا *وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا "، فهو مصباح ظلمة الكون، وروح جسد الوجود، لأن الله تعالى لما خاطب السموات والأرض وقال لهما: " ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين "، فأجابه موضع الكعبة من الأرض ومن السماء ما يحاذيه، فكانت تربة بقعة الكعبة، وكان محل الإيمان من الأرض.






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97