عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2016, 02:41 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

وفي الحقيقة وما ذكر الله إلا الله. ولا عرفه سواه. ولا وحده حقا إلا إياه. أما ذكره لنفسه فقوله [ولذكر الله أكبر] فذكره جل وعلا لنفسه أكبر وأعظم وأكمل وأتم من ذكر غيره له. وأما معرفته به فقوله [وما قدروا الله حق قدره] فهو العارف بكمال ذاته. وعظيم صفاته. وغيره من جميع مخلوقات عاجزون عن أن يحيطوا ببعض مخلوقاته. فكيف بصفة من صفاته. وأما توحيده له فقوله [شهد الله أنه لا إله إلا هو] الآية فهو العالم بتوحيده على الحقيقة والكمال. وما وحده غيره من خلقه إلا بعد ما وحد نفسه. وأفاض من نور توحيده شيئا على ملائكته. وأولى العالم بقدر ما يمله كل صنف منهم. وما سبق لهم من قسمة قسمها في أزلية علمه. فوجوده بنور توحيده. لا بذات نفس توحيده. وكل عارف عاجز عن معرفته. والمعرفة موجودة فيه. لأنها ضرورية وهي غاية المعرفة فان مثل المعرفة الضرورية كالسراج في الشمس وانبساط شعاعها عليه. ولهذا أكمل التوحيد رسوخه في العقل وأقواه سببا في الحجة. وأثبته تبيانا في الذهن. وأحقه تمكينا في اليقين. وأوضحه ظهورا في المحجة. والصفة اتحادا بالقلب ما أخذه الموجد بشاهد من شواهد ضرورات نفسه. وتحققه بنظر سالم ونقد صحيح من أدرك عقله من غير تقليد ولا تشكيك. ولا ظن ولا ترديد فان التقليد في التوحيد. بعيد المزيد. ولا ينفع ولا يفيد. والتقليد هو التزام قول الغير من غير معرفة برهان ولا بيان دليل ولا يرضى به إلا كل غبي الفهم غليظ الطبع بليد الفكر جاهل ذليل. مبعود محجوب. مهمل مسلوب. عصمنا الله وإياكم من حجاب هذه الصفة. وجعلنا من أهل العلم والفهم والتحقيق والمعرفة بمنه.

وروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [القلوب أربعة أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب أسود منكوس فذلك قلب الكافر وقلب أغلف مربوط على غلاف فذلك قلب المنافق وقلب تصفح فيه إيمان ونفاق فمثال الإيمان فيه البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلبت حكم له بها] وفي رواية ذهبت به.

وقال علي كرم الله وجهه ورضي عنه: "القلب الأجرد هو انجراده بالزهد في الدنيا وتجريده من الهوى. وسراجه الذي يزهو فيه هو نور اليقين يبصر به اليقين". قال بعضهم: القلب جرد هو انجراده بالتوحيد عن التشكيك والترديد والتقليد وتجريده عما سوى الله. والقلب المنكوس هو من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم. ونكسه عكس رؤية نور ضرورة علم التوحيد برؤية ظلمة الفكر والإشراك. وفي هذه قال بعض العارفين: أشد الظلم ظلمة العلم وأعظم الجهل جهل التقليد. والقلب الأغلف هو المحجوب بظلمة ظلام جهل التقليد. عن رؤية شمس النبوة والتوحيد.

قال الله تعالى: [إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون]. وقال تعالى: [وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا] والقلب المصفح هو المتردد بين هوى النفس ومراءاته بعلمه. مع وجود أمانه وتصريفه. والرياء شرك والشرك محبط للعمل. وأعظم الرياء من راءا بالإيمان. قال الله تعالى [ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام] الآية وقال تعالى [ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى] الآية وقال تعالى [فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون]. وبالجملة أيما كان القلب فهو الموجب لا السالب. وقيل مثل القلب في قوة نوره وتوحيده وضيائه مثل المصباح في القنديل هو القلب. والماء مكان العقل منه. والزيت موضع العلم به وهو روح المصباح. وبكثرة العلم يكون روح اليقين. وأيدهم بروح منه. والفتيلة مكان الإيمان منه. وهو أصله وقوامه الذي يغمر بها. فعلى قدر صفاء القنديل الذي هو القلب المخلص يظهر لون الماء الذي هو العقل المؤيد. وعلى قدر صفاء الزيت ورقته واتساعه الذي هو العلم يضيء نور النور الذي هو مكان الإيمان وعلى قدر قوة الفتيلة وجودة جوهرها يقوى اليقين. وهو مثل الإيمان في قوته بالزهد والخوف والخشية. وبضياء النار تضيء النفس وهو مثل العلم في مواد التقوى والورع والمعرفة وعدم الهوى وشهوة الطبع. فصار العلم مكانا للتوحيد فتمكن الموحد في التوحيد على قدر المكان. والتوكيل عمل القلب. والتوحيد قول القلب. وأرفع المجالس وأشرفها الجلوس مع الفكر في ميدان التوحيد. فكلما اتسع القلب بالعلم زهد في الدنيا وعدم منه الهوى والحرص والأمل وازداد إيمانه وتم توحيده. وقيل مثل القلب كالعرش. والصدر كالكرسي. وإذا اتسع الصدر بعلم الإيمان وانشرح بنور اليقين صار كرسيا وسع علمه ظاهر عالم الملك وباطن عالم الملكوت في ذاته وفي غيره. وصار سيلا متحيزا في معارفه. سالكا معتبرا متخلقا بأخلاق الملأ الأعلى في إصرافه كما روي عن الله تعالى انه قال: [لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به...الحديث].

وإذا امتلأ القلب بالتوحيد كان عرشيا. وتنزهت عن أوصاف البشرية ذاته. وشرفت في الملأ الأعلى صفاته. وعلت وسمت في الملأ الأسفل معرفته. واكتملت بنور اسم الذات بصيرته. وعظمت ما عظم العرش على المخلوقات منزلته. وتخلق بأخلاق الله. وتصير الأسماء الحسنى وصفه وصفته. وصار محققا مستبصرا فانيا في شهود المذكور عن ذكره. مرددا رحمته للخلق داعيا إلى الحق بالحق. كما روي عن الله تعالى انه قال [لا يسعني عرشي ولا كرسي ولا سماي ووسعني قلب عبدي] معنى يسعه توحيدا وإيمانا وعلما ومعرفة وإيقانا ومحبة وإخلاصا فضلا من الله وتخصيصا. لا يسعه مساحة ولا خيالا ولا حلولا ولا حسا ولا حكما وتنزيه الحق سبحانه على ثلاثة أقسام. تنزيه العامة. وتنزيه الخاصة. وتنزيه خاصة الخاصة. فتنزيه العامة تنزيه الحق عن النقائص. وهو تنزيه النفس عن الشرك والضد والند وإفراد الألوهية بالتوحيد للإله الواحد. وتنزيه الخاصة عن حصر ما لا يتناهى من المحامد لان محامد القديم لا تتناهى وحصر ما لا يتناهى محال. وهو تنزيه القلب عن الغفلة والفترة بلزوم الذكر والخشية. ورؤية الفضل والمنة. وتنزيه خاصة الخاصة تنزيه عن رؤية أنفسهم في التنزيه بنفي تأثير فيه وجود البشرية. وتنزيه عن دعوى صدور رؤية الفعلية وهو تنزيه العقل عن تنزيهه عن دعوى صدور رؤية الفعلية وهو تنزيه العقل عن تنزيهه. ومعرفة الحق سبحانه على ثلاثة أوجه. معرفة الوحدانية من طريق الخبر على لسان التوحيد بدليل الكمال والقدم. ومعرفة القدرة من طريق الاجتهاد على بساط الصفا في ميدان الإحسان بدليل الفضل والنعم. ومعرفة المحبة من طريق الكشف على شهود الحضور في ميدان التجلي بدليل الجود والكرم.

واختلف العلماء المعتبرون في معرفة الله تعالى على ثلاثة أصناف:...........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97