عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2018, 07:31 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

البدوي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 16
تم شكره 31 مرة في 28 مشاركة
المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي راتب التحفة السنية–عن سيدنا احمد الرفاعي

راتب التحفة السنية–عن سيدنا احمد الرفاعي
التحفة السنية

كتب سيدنا أحمدclip_image002 لسبطه السيد إبراهيم تحفة يناسب ذكرها بهذا المقام لما فيها من شرف التوسل بالنبي clip_image004 ولما اشتملت عليه من الحكم الرائقة والإرشاد الحسن وهذا ما كتبه له بحروفه :

(( بسم الله الرحمن الرحيم )) الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبة أجمعين من عبد الله الفقير إلى الله أحمد بن أبي الحسن علي الرفاعي الحسيني غفر الله له ولوالديه والمسلمين إلى سبطه ولده أبي أسحق إبراهيم الأعزب فتح الله له أبواب القبول والتوفيق آمين أستدرّ لك فيض الوهب المطلق وأستمطر لك سماء الكرم الأعم المحقق وأسأل الله تعالى لي ولك وللمسلمين حسن البداية والخاتمة بداية المخلصين وخاتمة الناجين وأتحفك أي ولدي تحفة سنية تصلح بها إن شاء الله أمر دينك ودنياك وتكفى بعدتها شر من عاداك وتندرج ببركتها في سلك الخاصة أهل المخدع الذين ارتفعوا عن مخالطة عامة الطائفة سلام الله عليهم فانتهض لحفظ هذه التحفة واعرف قدرها ولا تكتمها عن إخوانك واعمل بها تنجح وتسعد وتربح وتؤيد والله الموفق المعين أي إبراهيم لا تعمل بالهوى وعليك بمتابعة النبي clip_image004[1] في الأقوال والأفعال فان كل طريقة خالفت الشريعة زندقة أي إبراهيم ألفت وجهة قلبك عن غير ربك فإن الأغيار لا يضرون ولا ينفعون وقل {إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}(الأعراف196) وحسبك من النعم الإيمان ومن العطايا العافية ومن التحف العقل ومن الإلهام التقوى وفي الكل ليس لك من الأمر شيء ,إن ربي على ما يشاء قدير, لا تسقط بالتسليم حملة التكليف ولا تنزع بالتكليف ثوب التسيلم ولا تركن إلى الذين ظلموا {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}(الإسراء36) ولا تهرع في مهمات أمورك إلا إلى الله تعالى وأبتغ الوسيلة إليه بعد التقوى أشرف الوسائل حبيبه عليه أفضل الصلاة والسلام وخذ الدعاء درعا والاعتماد على الله حصنا وأتبع ولا تبتدع وروّح قلبك بالحسن من المباحات القولية والفعليه والزم الأدب مع الله وخالق الناس بخلق حسن ولا تقطع حبلك برؤية نفسك فان من رأى نفسه شيئا ليس على شيء ولا تنحرف عن مقام العبودية فان بعده مقام العبدية أجلُّ المقامات قال قوم بعلو مقام المحبوبية عليه وما عرفوه أنه هو لا غيره وظنوا أن مقام المحبوبية مقام أهل التدلل والقول والدعوى العريضة والترفع والتعزز واستدلوا بهذه الأوصاف, كلا لو كان ذلك لا تصف بمثل تلك الأوصاف عبد الله رسولنا سيدنا محمد سيد المحبوبين عليه الصلاة والسلام بلى أن مقام المحبوبية مقام أهل التذلل الذين تحققوا بسر قوله عليه الصلاة والسلام

(( أفلا أكون عبدا شكورا )) فعرفوا عظمة السيد القادر العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ووقفوا على طريق الأدب إن أحسن إليهم شكروه بإحسان العبودية وإن أمتحنهم صبروا وانقطعوا عن الأغيار إليه بخالص العبدية {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(الأنعام90)

أي إبراهيم خذ مني هذه التحفة الجامعة بين الشكر والانقطاع إلى الله تعالى وأعلم إن الفتح ميزاب ماؤه هاطل لا ينقطع أبدا ولا واسطة لأخذه من مقرة والوقوف على سره إلا نبيك سيدنا وسيد العالمين عليه أكمل الصلوات والتسليمات أي إبراهيم إذا لازمت الباب بهذه التحفة أتقنت طريقَي الشكر والالتجاء ولكلا الشأنين سر لا يتم شأنه إلا للمخلص

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}(الزمر3) فإذا حفتك عوارف النعم فوق ما أنت فيه فلا تطغى فتشتغل بالنعمة عن المنعم بل ذلل النفس وتململ على الباب وقف في خلوة الأدب على بساط الشكر بصحة التمكن والتخلي عن شوائب لذة النعمة متلذذا بأنعام المنعم أن وجّه إليك نعمته بلا حول منك ولاقوه ولا قدرة ولا استحقاق فصل لله تعالى ركعتين شكرا وباشر قراءة هذه التحفة المباركة فإني لا أشك بأن النعم تزيد لك بشكرك بشاهد قوله تعالى{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}( إبراهيم 7) وتصير بإذن الله موقرا مهابا محبوبا مجابا نافذ الكلمة محفوظ الحرمة إن شاء الله وإذا طرقك طارق البلاء فقف في خلوة الانكسار على بساط الاضطرار سالكا سبيل الاعتذار متدرعا درع الافتقار متوكئا على عصا الاستغفار متمكناً في مشهد التوكل عليه تعالى تمكن القوم الذين يؤمنون به ويشهدون الكل منه ولاينقطعون عنه {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(لقمان5) وباشر بعد هذا التجرد قراءة هذه التحفة فإني لا أشك أن الله يدفع عنك البلاء والمحن ويصرف عنك المصائب والإحن ويكفيك هم النازلات ويردّ عنك سهام الحادثات وينتصر لك لتوكلك عليه حتى لا تحتاج إلى نصرة نفسك بشاهد قوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(الطلاق3) وأعلم أي إبراهيم أن من النعمة ابتلاء ومن النقمة ابتلاء وكلاهما ينزل بالأحباب والأعداء وهما من الله تعالى فإن أنعم على عبده وأهمل قدر النعمة بالغفلة عنه والالتفات إلى الأسباب وصرف النعمة لغير ما شرطت له فتلك ابتلاء لتتصرف به الإرادة الأزلية على وجه الحكمة الغامضة كما يريد لا كما يريد العبد وأن وجه نقمة على عبده فخشع لها وخضع وصبر واضطر وذل واعتذر وتنبه وتاب وآب فتلك النقمة ابتلاء لتتصرف به الإرادة على الحكمة كما يرضى الله تعالى لا كما يرضى العبد وظاهر التصرفين التأديب بتقليل النعمة كي يضطر العبد بطبعه إلى الرجوع إلى ربه غاضا طرفه عن الأغيار استحقارا لها وعلما بعجزها ومقهوريتها تحت أحكام القضاء والقدر في كل حالة فإذا أنكشف له هذا الحجاب وتحقق ما تضمنه الكتاب أفاض عليه بره وأحسانه وجودة وامتنانه وكفاه وصمة الاحتياج بالكلية هذا في الأول وأما في التصرف الثاني فهو الإرشاد بوارد المحنه والنقمة وتقريبه إليه من طريق جلاله في كنف جماله فحينئذ تنقشع عنه ظلمة الاكدار وثقلة الأقدار وتَرِدُ عليه عوارف الكرم فيلذ لها قلبه ويطيب لها لبه وتنتعش لها روحه ويعظم بها فتوحه {إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}(غافر44) فخذ الأدب في الحالين ذريعة والرضا حصنا والالتجاء درعا {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً}(الفرقان58) والحمد لله رب العالمين







رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ البدوي على المشاركة المفيدة:
 (01-31-2019)
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97