عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2017, 02:01 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
المنتدى : رواق الشعر والنثر
افتراضي كتبَ الظَّلامُ على الوُجودِ سُطورا والفجرُ أطلْعَ في البَرِيَّةِ نورَا

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة لسيدي وشيخي السيد محمد مهدي بهاء الدين الصيادي الرفاعي الحسيني الشهير بـ( الرواس ) رضي الله عنه وأرضاه


كتبَ الظَّلامُ على الوُجودِ سُطورا = والفجرُ أطلْعَ في البَرِيَّةِ نورَا

خطُّ الظَّلامِ أَفادَنا برُموزِهِ = أَنَّ المعاصي تُظلِمُ المَنْشورَا

والفجرُ أَفهَمَنا بريقُ ضِيائِهِ = أَنَّ الصَّلاحَ يُنَوِّرُ المَسْطُورَا

فاجعَلْ لقلبِكَ بالشُّهودِ رُقايَةً = ليكونَ دوماً ضاحِكاً مَسْرُورَا

واحْفَظْهُ من طمسِ الغَوايَةِ إنَّها = تدَعُ الفُؤادَ منكَّداً مَقْهُورَا

الوِزْرُ يهدِمُهُ ويَخْرِبُ رُكْنَهُ = والبِرُّ يجعَلُ حِصْنَهُ مَعْمُورَا

فاجْعلهُ منتَبِهاً بربِّكَ عامِراً = ليُريكَ من غيبِ الأَمورِ أُمُورَا

وأَذِبْهُ وألْبِسْهُ الخُشوعَ ومِرْطَهُ = وشِّحْهُ ذِكراً غيبَةً وحُضُورَا

وأطِرْهُ في حَضَراتِ حالٍ خالِصٍ = ليكون فيها سعيَهُ مَشْكُورَا

حقِّقْهُ بالإخْلاصِ واصْلِحْ شأنَهُ = بالذِّكرِ يغدو في العُلى مَذْكُورَا

فالعارِفونَ مرامُهُمْ مَذْكورُهُمْ = إنْ رامَ قومٌ جنَّةً وقُصُورَا

نهَضَتْ إلى مَقْصودِهِمْ هِمَّاتُهُمْ = وعليه أعواماً طوَتْ وشُهُورَا

عملُ المُحِبِّ أَغاثَهُ الإخْلاصُ بال = إِقْبالِ حتَّى أنْ غَدا مَبْرُورَا

فاخْلصْ بحبِّكَ والقَ حبَّكَ طيِّباً = إن رُمْتَ منه عنايَةً وظُهُورَا

وامْحَقْ صُنوفَ الحادِثاتِ لأجلِهِ = لتقومَ عنه بسِرِّهِ مَنْصُورَا

وبنيَّ إيَّاكَ القُنوط فكم وكم = نشَرَ الكَريمُ على العَديمِ سُتُورَا

ولكَمْ يُرى ذنْبُ الحَقيرِ لدى العَظيـ = ـمِ تعَزُّزاً بجَلالِهِ مغْفُورَا

وقُمِ الدُّجى في خلوَةٍ متبَتِّلاً = لتُعَدَّ عبداً للإلهِ شَكُورَا

ودعِ الحَسودَ وما افْتراهُ وكنْ على = عزمٍ يَروحُ بخِزْيِهِ مَحْقُورَا

واصبِرْ على البلوى اتِّباعاً إنَّه = كان النَّبيُّ على البَلاءِ صَبُورَا

واستَجْلِ من رُفُفِ الغُيوبِ مسرَّةً = تدَعُ الكَسيرَ بلُطْفِها مَجْبُورَا

ولَكَمْ طمى حزنٌ بعتْمٍ طامِسٍ = وعليه قدْ رشَّ الكَريمُ النُّورا

إيَّاكَ والدُّنيا فَجانِبْها فقدْ = قامتْ مَتاعاً للبَصيرِ غُرُورَا

إنْ أَقبلَتْ خُذْها ولا تعبأْ بها = أو أدبَرَتْ دعْها ونَمْ مَسْرُورَا

آياتُ حكمَتِهِ وحكمُ جَنابِهِ = والكلُّ كانَ بلوحِهِ مَسْطُورَا

واسْلَمْ بتسليمٍ شُموسُ نِظامِهِ = شرَحَتْ لأَرْبابِ القُلُوبِ صُدُورَا

وغَرِ الزَّمانَ على الحَبيبِ فقد ترَى = أنَّ المحِبَّ على الحَبيبِ غَيُورَا

وارقُبْ بِشاراتِ السَّماءِ فإنَّها = نقَشَتْ على صُحُفِ القُلُوبِ سُطُورَا

تَفْتَرُّ عن حالٍ خفِيٍّ مُبْهَمٍ = وتَراهُ ضمنَ خِلالِها مَنْظُورَا

فلْيَغْشَ منكَ الطَّوقَ حُبًّا باللِّقا = وتَذَكَّرَنْ إذْ حلَّ موسى الطُّورا

واجْهَدْ فإنْ ما مُتَّ في طُرُقِ الهَوَى = قدْ متَّ مَعْذوراً بها مأجُورَا

المصدر: ديوان مشكاة اليقين ومحجة المتقين صفحة 147 + 148 + 149






آخر تعديل الرفاعي يوم 04-14-2018 في 07:54 PM.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97