الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2015, 02:20 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

ووقع هناك انحجاب، وبعد يسير حصل انكشاف، فقال سيدنا صدرالدين عليّ رضي الله عنه: مُرّ من هنا بصاحبي وخليفتي السيد محمد بن قضيب البان، ودَلَّني على مشهده بالقرب من متكين بالجانب الغربي الشمالي منها، فبعد أن قضيت وطري من ملازمة العتبة الصيادية استأذنت روحه الشريفة بالذهاب، فنهضني منه وارد رفعني في مرتبتي شهوداً عشرين درجة، وأفاض عليَّ فيضاً استحكمت فيه الاستعداد التام للمقام، وأُلقيت عليَّ الخلع النورانية منه ومن ولده الصدر الجليل ومن بقية سكان الرواق رضي الله عنهم، واستغرقت جمعي فيه رضي الله عنه عند إرادتي الانصراف، حتى غبت عن فرقي في منزلة الإستفاضة الشهودية، وأنا بتلك الحالة، وإذا أنا بالخضر عليه السلام، فقال السلام عليكم أهل البيت، فحضرت من جمعي، وانتهضت من حالي وقلت وعليكم السلام أهل حضرة الحق، فقال: ابشرك ان الله فتح عليك، وفتح لك باب الاستئناس به، وأيدك بروح منه، وسينشر الله تعالى طريقة عبده ووليه السيد أحمد الرفاعي - طيب الله روحه - بك وبأهل نيابتك، ويعلي أمرك، ويرفع في الملأ الأعلى ذكرك، ويشرح بنور القرب صدرك، ويبلغ صيتك في طريق الله الشرق والغرب، ويفتح الله لمتبعيك أقفال القلوب، ويقيم لك منبراً في حضرة الكمال، ولا يخزي من تمسك بك، ويديم عليك وعلى محبيك ووارثيك ومريديك الستر والبركة والعناية، وها أنت ونائبك العين بالعين، والخبز من العجين ؛ إنه مجتمّاً من ماء واحد وطين، كأني بك وقد لبست بردة الغوثية، وترقيت فيها عنها تقوم في خفائك كنزاً مطلسماً ينبجس منك ذلك النور الظاهر بنائبك على منصة الظهور بطريقة الله تعالى، والله وليك، وكفى بالله وليَّاً وحده ((أليس بكاف عبده)) ثم قال: افتح فمك، ففتحت فمي، فنفخ فيه نفخة جاءت من روح الله بروحٍ جمعتني في حضرتي على مقام التجريد خلعة، وانصرف عليه السلام، فطبت بحالي ولزمت وقتي، حتى انقطعت عن غيابي في ذوقي، وبرَزَتْ لي من الحضرة الصيادية بارقة الاذن، فوقفت في باب المشهد وقلت:


من رحب متكين إسرائي على عجل=فيه الدليل على تحقيق آمالي

طابت معارج روحي مذ أخذت يداً=من صاحب الرحب أحيا حالها حالي

فأينما كنت فيضي من حضيرته=وفي أريكته القعساء اثقالي

طريقة الجد والتمكين منصرفاً=عن البرية في حط وترحال

طريق حق أبوالعباس وطَّدَهُ=للسالكين فسيري فيه أولى لي


وختمت بالفاتحة وانصرفتُ متوكلاً على الله تعالى، وقصدت مشهد ابن قضيب البان، فلما دخلت المشهد رأيت نوراً ساطعاً كشف لي فيه عن الشيخ فإذا أبيض كوسج وسيع العينين لامع الوجه، فأخذت منه حظي، وأدركت من بركته حالاً من مقامه فحمدت الله تعالى، فقال: من هنا إلى المقام اليونسي بـ ( جب السقا ) وقبله إنزل بمشهد رأس الإمام الحسين السبط عليه السلام، فمرَّيت بالمشهد الحسينيّ، فرأيت الأنوار القدسية تختبط اختباطاً يكاد يخطف بالأبصار، فحفتني ولربي الشكر تلك الأنوار، وألقيت عليَّ خلعة عرفانية ملحقة بالمقام من روح سيدنا الإمام الشهيد عليه السلام نهضت في تلك الحضرة بي فرفعتني أربعين درجة، وطارقني هناك منازلة في مطوي أسرار (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) فقال لي هاتف الحق لا خوف عليهم في الآخرة، ولا هم يحزنون لفراق هذه الدنيا طمعاً بالنظر إلى وجه الله الكريم، وفهمت أن وقوع هذه المنازلة كان من بركة روح الشهيد السبط الحسين عليه السلام فقلت:


أسبط رسول الله ما أنت خائف=إذا خاف أقوام وراعهم الفزع

ولا أنت من فقد الوجود بجازعٍ=وأين على الباقي بمولاه من جزع

وسرت من المشهد الأسعد إلى

((( جب السقا )))

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97