عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2018, 07:53 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي شجرة الكون لسيدي الشيخ محي الدين إبن عربي رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدّنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


" ضَرَبَ اللهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وفَرْعُهَا في السَّمَاءِ" صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للهِ الأحدي الذات، الفردي الصفات، الذي تقدس وجهه عن الجهات، وقدسه عن المحدثات، وقدمه عن الجهات، ويده عن الحركات، وعينه عن اللحظات، واستواؤه عن الاتصالات، وقدرته عن الهفوات، وإرادته عن الشهوات، الذي لا تعدد لصفاته بتعدد الموصوفات، ولا تختلف إرادته باختلاف المرادات، وكون بكلمة ( كن ) جميع الكائنات، وأوجد بها جميع الموجودات، فلا موجود إلا مستخرج من كنهها المكنون، ولا مكنون إلا مستخرج من سرِّها المصون، قال الله تعالى: " إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ".

وبعد: فإني نظرت إلى الكون وتكوينه، وإلى المكنون وتدوينه، فرأيت الكون كله شجرة، وأصل نَوْرِها من حبة ( كن )، قد لقحت كاف الكنتية بلقاح حبة " نحن خلقناكم "، فانعقد من ذلك البزر ثمرة " إنا كل شيء خلقناه بقدرٍ "، وظهر من هذا غصنان مختلفان أصلهما واحدٌ، وهو الإرادة، وفرعها القدرة، فظهر عن جوهر الكاف معنيان مختلفان كاف الكمالية " اليوم أكملت لكم دينكم "، وكاف الكفرية " فمنهم من آمن ومنهم من كفر " وظهر جوهر النون: نون النكرة ونون المعرفة، فلما أبرزهم من كن العدم على حكم مراد القدم رش عليهم من نوره، فأما من أصابه ذلك النور فحدق إلى تمثال " كنتم خير أمة "، واتضح له في شرح نونها " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ".






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97