الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2018, 11:39 PM رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

( ومن تحف الموانسة )

انفتاق سرّ طالع من سماء الشهود كوكبهُ، مربوط بيافوخ المراقبة من سدرة الإتصال الأجمع طنبُه يقول قائله:

الوقت مائدة من موائد الرحمن تُمد على غير ميعاد، فمن فاته لذيذ تلك المائدة، وانصرف عنها بغش نفسه إلى الكسل فهو من البطالين، وكلما تجدد الزمن، وانبسط بساط الوقت يجتمع عليه العاقل بالهمة الفعّالة، فلا يفوته شأن من شؤنات الوقت. أعني الشؤنات التي تعود إلى الله، وتعول في كلها على الله، وفي الشؤنات من المجانسات بالشكل. والمخالفات بالنوع قسمان. قسم يُعول عليه، وقسم لا يلتفت إليه.

أ ( فمما لا يلتفت إليه )

طارق خاطر يقود إلى عزيمة لم تكن شرعية يجمع الهمة عليها بمعنى أنها مقربة إلى الله تعالى.

ب ( ومما لا يلتفت إليه )

مشارفة طور إطلاقي شكله. مقيَّد نوعه على مادة من مواد الغيب لا يستند شارف ذلك الطور إلى علم النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى هدي من الله تعالى يرجع تحقيقه لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى الكتاب المنير المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.

ج ( ومما لا يلتفت إليه )

انفتاق روزنة خيالية تقيم لعيان الوهم منابر صعود، فيها درجات ارتقاء إلى حدّ تقصر عنه همة السالك، فإن روازن الخيال تنفتق من طريق الوهمة الكثيرة التفكّر بما لا يسوق إليه الشرع إذ رُبَّ ذاكر يذكر الله تعالى وفكرة واهمة حالة ذكره تسوق إلى كثرة الذكر ليصير بذلك مكاشفاً، ويطلع على الأسرار الغيبية، والمحاضرات السماوية.

وفي تلك الحالة تنفتق روزنة خيالية فيرى بعين الوهم أسراراً وآثاراً وكلها رد لا حقيقة لها، وإلى الله تصير الأمور.

د ( ومما لا يلتفت إليه )

محادثات ترنُّ في الخاطر ألقى بها إليه مجرد بقايا الآثار التي في زوايا النفس أو طوارق السمع المنصرفة إليه من ألْسُنِ أرباب الأغراض الخسيسة، فيظنها الواهم من الإلهام الحق ويسبح معها، وهي في صقع لا يدني من آثار حقيقة، والأخذ بها جهل، في موارد الإلهام، وردها والاعراض عنها من أحكام الفقه الإلهي، وكذلك حال من وفقه الله تعالى.

هـ ( ومما لا يلتفت إليه )

الرؤيا التي لا يؤيدها عمل صالح، وحال موافق لحكم الشرع عَظُمت أو حَقُرت فإن الرؤيا الصادقة الصالحة وحي المؤمن، والمؤمن من أحكمت منار إيمانه التقوى كما أن المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، فإن أيد الرؤيا عمل صالح، وحال موافق لحكم الشرع هناك تعبِّر بحكمها، وبما سيق فيها من تنزلات أسرار الغيب، ويجب الإيمان بها. عملاً بمضمون قوله تعالى: (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق )) وقوله سبحانه: (( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )) فقد لحق الإيمان بالغيب إقامة الصلاة والإنفاق مما رزق الله سبحانه للعبد في سبيله تعالت قدرته وجلت عظمته، وفي ذلك سر يفيد حسن التوكل على الله، وصدق الثقة به عزَّ شأنه، وجلَّ سلطانه، وإلا فالرؤيا التي لا يؤيدها العمل الصالح، والحال الموافق لحكم الشرع تكون من نتائج أعمال الوالدين إن كانا من الصالحين أو نتاج من أحوال المشايخ إن كانوا من الواصلين أو من بركة صدقة وقعت موقعاً مقبولاً، أو من رفع القدم إلى زيارة وليّ من الأموات أو الأحياء نشأ عن إخلاص، أو من انتصار لعبد من عباد الله المقربين بظهر الغيب، أو من رأفة قلب بشأن فقير من فقراء المسلمين، أو من تعظيم يطرق القلب لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه، وظهور آثارها في الرائي تحصل بنسبة سببها، وكلما ازداد حال طوره او طور حاله ارتقاءً في معراج الصلاح وطرق الفلاح تقدم لظهور آثار رؤياه فيه، وتقدمت الآثار بظهورها فيه إليه، وكذلك الأمر، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإلا فإذا لم يزداد حال طور الرائي أو طور حاله ترقياً في معاريج التقوى، والتقرب بالعمل الصالح إلى الله تعالى، فرؤياه عبارة عن إِرائة أسرار الملكوت ليعتبر بحكمها في مقامه، فإن الطالح قد يرى مرائي الصالحين، والمحجوب قد يرى مرائي الصديقين، ولكن يبقى منتظراً بروز الآثار من دون اهتمام بالعمل الصالح، والإنسلاك بالطريق الرابح الناجح، فلا تبرز تلك الآثار التي ظن بروزها، فتبقى مرائيه حسرات في نفسه.

و ( ولا يلتفت )

أيضاً إلى الرؤيا التي تنشأ عن عمل صالح، وفيها إشارة تفتر الهمة عن السعي والقيام بخدمة الله تعالى، ومن علامات الفلاح عدم الاغترار بالمنامات، ونهضة العزم بها للإكثار من الأعمال الصالحة، والأخذ بالتجارة الرابحة قال ربي وهو أصدق القائلين (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْر الزَّاد التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب )).

ز ( ومما لا يلتفت إليه )..................

يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 08-31-2018 في 11:43 PM.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97