الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2019, 03:12 PM رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ


((( بغداد )))

دار السلام فدخلتها صباح يوم خميس. وانتهيت إلى الجانب الغربي منها، فنمت في دار مسجد هناك فرأيت السيد الكبير مولاي أبا العلمين رضي الله عنه فقال: لي الآن يجيئك إلى هنا رجل لله فيه عناية هو من ذريتي خذ منه إجازة الطريق ليكمل التسلسل فهو واحد من الأبدال مقاماً اسمه (عبد الله) واسم أبيه (أحمد) وهو يفاجئك بالخطاب، فقمت مذعوراً من منامي، وإذا أنا برجل ربعة من القوم، حسن المنظر، لطيف الذات، شديد التواضع أقبل إليّ فسلم وجلس، فقال: السؤال ما هو عيب أنا إسمي عبد الله وأبي إسمه أحمد، ونحن من أهل (راوة) من السادة الرفاعية، فمن أنت؟ وما اسمك؟ وما اسم أبيك؟ ومن أي بلد؟ ومن أي أعمام؟ فعرفته وقلت له: أنا عبد من عبيد الله مسكين إسمي محمد مهدي واسم أبي علي وأصلنا من ( سوق الشيوخ ) من بني عمك السادة الرفاعية، فأخرج من جيبه ورقة الإجازة مكتوبة كلها غير محل الاسم، فقال اكتب اسمك بيدك فإن هذه للإمتثال، وإلا فأنت شيخ الزمان، فاستغفرت ربي وحمدته وشكرته، وكتبت إسمي وأخذت منه الإجازة باصولها المعروفة عند القوم، واشتغلت على يديه بالذكر لتحصل لي بركة السلوك، واعتكفت في الجامع، وهو يعاودني أياماً فأراد بعدها الرجوع إلى (راوة) فودعته وانصرف راشداً مهدياً، وبقيت بعده أياماً ثم أني أمرت بالخروج إلى:

((( سُرَّ مَنْ رَأَى )))


فوصلتها، وزرت الأئمة الأعلام بها، وانتشقت من ثرى أعتابهم مسك القبول، وفي حضرتهم المباركة رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لي: مرحباً بك يا (أبا المكارم) جدد، جدد، جدد. فقلت: عليك أشرف صلوات الله وأتم تسليماته يا رسول الله تأمرني بالتجديد وأمرك المطاع. أتأمرني أن أظهر؟ فقال لي: عليه الصلاة والسلام لا بل قف في تجديدك مع الخفا. التجديد هو: ان تُفرغ هذه الحِكَم المحمدية المفاضة إليك في قلب من يُفْرغها في قالب الزمان، فيهدي الله بنوره من يشاء، ثم أدناني منه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وأمرني بفتح فمي ففتحته ونفخ في فمي وقال حالة النفخ: بسم الله الرحمن الرحيم. فنفخنا فيه من روحنا. بسم الله الرحمن الرحيم. فنفخت فيه من روحي. بسم الله الرحمن الرحيم يا عوالم الله سينشر هذا الطيّ تدبري يا قلوب أهل القبول معاني هذا النشر، وقابليه يا وجوه أهل الوجاهة بالبِشْر. صلى عليك الطيبون، وأحبك المحبوبون، واتبعك الراشدون المهديون. اللهم صل على محمد وآل محمد، فصعدت روحي إلى كل ملأ في عوالم العلا تكنفه حضرة من الحضرات المحمدية، ودليلي نور حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تبدل المشهد فرجعت إليَّ وانقلبت إلى أهلي في عاصمة وجودي مسروراً، وانحدرت إلى (تكريت) ومنها قمت على قدم الغيبوبة عن الكل إلى:

((( راوة )))

فاستقبلني شيخي السيد عبد الله بن السيد أحمد الراوي الرفاعي عطر الله مرقديهما، وصبَّ سجال عفوه ورحمته عليهما، فحنا عليّ حنو الوالد، بل أزيد وبسط لي بساط الانبساط، وفعل كل ما يفعله المحب الخالص لمحبوبه من البر والشفقة، وبعد أسبوع رأيت هناك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: عليه الصلاة والسلام المدينة اشتاقت إليك، فاستيقظت وقد طار قلبي إلى الأرجاء المدنية والأنحاء اليثربية، وقلت:


خذونـي إلـى أرض المدينـة اننـي = جعلـت إليهـا غدوتـي ورواحــي

وإن قلتمـوا وفَّـى الركـاب فإنـنـي = أطيـر علـى وجهـي بغيـر جنـاحِ

غبوقي إذا الحادي حدى العيس بإسم من = بيثـرب أنـي والصَّبـوح نـواحـي

وروحي رواحـي للضواحـي بطيبـة = أُردد فيـهـا بكـرتـي وصبـاحـي

وتذكار تلك الأرض رحـي وراحتـي = وبغيـة قلبـي وانـبـلاج نجـاحـي

وقـرة عينـي وابتهاجـي وشجوتـي = وتجويـد فرقانـي ونـور صلاحـي

أهيم بسكـري صاحيـاً عنـد ذكرهـم = فلسـت بسكـرانٍ ولسـت بصاحـي


وودعت شيخي ( السيد عبد الله ) فبكى بكاءً كثيراً، وقال قدس الله سرّه ونوَّرَ قبره:


ودَّعت من أهوى وعز الملتقى = يا عجباً من بعدها متى اللقا؟

فأخذ قلبي مني، وغَيَّبَني عني، وكدت أذوب كمداً، وحزناً لما شارفني من حال قلبه طيب الله مرقده وأنار سموات القرب عند فرقده آمين.

وخرجت من راوة، حتى إذا بعدت عنها أكثر من ساعة هب نسيم مستشرق يستشمل فتذكرت قول شيخ مشايخنا ( الإمام سراج الدين الرفاعي ) ثم المخزومي رضي الله عنه يوم ودَّع شيخه القطب السيد جمال الدين السليمي الرفاعي رضي الله عنه، فخاطبت به النسيم ممتثلاً أقول:


يا نهلة الراح بل يا نسمـة الريـح = روحاً فروحي إلى من عندهم روحي

وان تريحي على أعتابهـم سحـراً = فروحيهـا بريـح مـن تباريحـي


وبكيت بكاءً زائداً، ووجدت وجداً عظيماً وطرقني حزن غيَّبَني ثم حضرت فقلت:


أشـكــو إلــى الله تـبـاريــح الـهــوى = ومـا طـواه الـقـلــب مــن آهِ الـنــوى

أُحَـمِّــل الـريــح سـلامــاً طـيِّــبــاً = لـجـيـرة الــوادي بـشـرقــي الـلــوى

هـب الـنـسـيــم فـطــوى بـنـشــره = تـذكـارهـم فـيـا بـروحـي مــا طــوى

الـحـب مـحـمـول عـلـى الـقـصـد بـه = وإنـمــا لـلـمــرء حـقّــاً مــا نــوى

يــا قــوم لـلــه طـويـنــا حـبـكــم = عـلـى قـلـوب طـبـعـهـا تـرك الـسـوى

فـعـامـلــوهــا كــرمــاً بــرأفــة = تـصـونـهـا مـن أجِّ نـيــران الـجــوى

بـالانـكـســار قَـرَعَــتْ أبـوابــكــم = والانـكـســارُ دأب أصـحــاب الـهــوى


وجلست مستقبلاً (راوة) اشم نسيم الأحباب، وإذا بالخضر عليه السلام فقمت لقدومه، فبدأ بالسلام فرددت عليه السلام وقبلت كُمَّ ثوبه، فقال سلام الله عليه، بارك الله بك عملت بحال الصديقين وأديت العهد حقه، لا يفلح مريد لا تكون له مع شيخه هكذا رابطة، وأنا (الحمد لله) شيخي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدمت إليه وقلت: أي سيدي هو صلى الله عليه وسلم شيخ كل مسلم، فقال صدقت، ولكن تلك الطريقة العامة، والتي أنا أشرت إليها الخاصة وغاب عني فقمتُ أسوقُ مطيةَ العزمِ بعصا العزيمة أترقى وأتسافل، وأتسافل وأترقّى، ومعي إلى المدينة زفرات أشواق برّحَت بي وكذلك إلى أن أتيتُ إلى الديار الخابورية ودخلت:


((( الدير )))


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97