عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2016, 03:04 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق عشّاق النبي عليه الصلاة و السّلام
افتراضي

الصلاة الثانية والأربعون: للشوني

لسيدي نور الدين الشوني واسمها مصباح الظلام في الصلاة والسلام على خير الأنام

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ عَدَدَ خَلْقِكَ وَرِضَا نَفْسِكَ وَزِنَةَ عَرْشِكَ
وَمِدَادَ كَلِمَاتِكَ كُلَّمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ وَكُلَّمَا غَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ.
{2} اللَّهُمَّ صَلِّ أَفْضَلَ صَلاَةٍ عَلَى أَفْضَلِ مَخْلُوقَاتِكَ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ عَدَدَ مَعْلُومَاتِكَ وَمِدَادِ كَلِمَاتِكَ كُلَّمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ
وَكُلًمَا غَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ.
{3} اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ عَدَدَ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
وَأَجْرِ لُطْفَكَ فِي أُمُورِنَا وَالْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
{4} اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
عَدَدَ مَا كَانَ وَعَدَدَ مَا يَكُونُ وَعَدَدَ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي عِلْمِ الله.
{5} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى رُوحِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ فِي الأَرْوَاحِ
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى جَسَدِهِ فِي الأَجْسَادِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى قَبْرِهِ فِي الْقُبُورِ
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى اسْمِهِ فِي الأَسْمَاء.
{6} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْعَلاَمَةِ وَالْغَمَامَةِ.
{7} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي هُوَ أَبْهَى مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمرَِ
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَدَدَ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الَّذِي جَمَعْتَ بِهِ شَتَاتَ النُّفُوسِ
وَنَبِيِّكَ الَّذِي جَلَيْتَ بِهِ ظَلاَمَ الْقُلُوبِ وَحَبِيبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ عَلَى كُلِّ حَبِيبٍ.
{9} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي جَاءَ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ
وَأَرْسَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
{10} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمًدٍ النَّبِيِّ الْمَلِيحِ
صَاحِبِ الْمَقَامِ الأَعْلَى وَاللِّسَانِ الْفَصِيحِ.
{11} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا يَنْبَغِي لِشَرَفِ نُبُوَّتِهِ
وَلِعَظِيمِ قَدْرِهِ الْعَظِيمِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمِ
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمِ
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ الْمُطَاعِ الأَمِينِ.
{12} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْحَبِيبِ
وَعَلَى أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَعَلَى أَخِيهِ مُوسَى الْكَلِيمِ وَعَلَى رُوحِ الله عِيسَى الأَمِينِ
وَعَلَى دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعَلَى آلِهِمْ كُلَّمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ
وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِمُ الْغَافِلُونَ.
{13} اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَيْنِ الْعِنَايَةِ وَزَيْنِ الْقِيَامَةِ وَكَنْزِ الْهِدَايَةِ
وَطِرَازِ الْحُلَّةِ وَعَرُوسِ الْمَمْلَكَةِ وَلِسَانِ الْحُجَّةِ وَشَفِيعِ الأُمَّةِ
وَإِمَامِ الْحَضْرَةِ وَنَبِيِّ الرَّحْمَةِ
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَعَلَى أَخِيهِ مُوسَى الْكَلِيمِ
وَعَلَى رُوحِ الله عِيسَى الأَمِينِ وَعَلَى دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى
وَعَلَى آلِهِمْ كُلَّمَا ذَكَرَكَ الذَّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهُمُ الْغَافِلُونَ


هذه الصلاة الشريفة مركبة من ثلاث عشرة صيغة صممتها إلى بعضها وعددتها صلاة واحدة وهي لسيدنا ومولانا الشيخ علي نور الدين الشوني رتب قراءتها بالجامع الأزهر، ثم انتشرت عنه في حياته وبعد مماته في القطر المصري وكثيرة من الأقطار. وقد شرحها تلميذه وخليفته من بعده في مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم العارف بالله تعالى سيدي الشيخ شهاب الدين البلقيني وقد نقلتها من شرحه وقابلتها على نسخ أخرى وهي موجودة في حزب تلميذ المصنف سيدنا ومولانا الإمام الجليل الشيخ بد الوهاب الشعراني وفي أوراد الطريقة العلية السعدية مع اختلافات قليلة قال تلميذه سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه الأخلاق المتبولية ومن مشايخي سيدي وشيخي العابد الزاهد المقبل على عبادة ربه ليلا ونهارا الشيخ نور الدين الشوني منشئ جميع مجالس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصر وقراها واليمن والقدس والشام ومكة والمدينة ومكث في مجلس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجامع الأزهر وفي بلد سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه مدة ثمانين سنة، كما أخبرني عن ذلك في مرض موته. وقال عمري الآن مائة سنة وإحدى عشرة سنة وكان من أصحاب الخطوة وكان يرونه كل سنة في عرفات ولو لم يكن له من المناقب إلا ذكره في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم صباحاً ومساء لكان في ذلك كفاية في علو شأنه فإني لما حججت سنة ثلاث وستين وتسعمائة حضرت مجلس نائبه وتلميذه الشيخ عبد الله اليميني في الروضة الشريفة كلما فرغ من مجلس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى يقول بأعلى صوته الفاتحة للشيخ نور الدين الشوني فيقرؤها الحاضرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع وهذه منقبة ما سمعنا بمثلها لأحد من الأولياء إلى عصرنا هذا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء انتهى. وذكره في طبقات الأولياء وأثنى عليه كثيراً فمما قال فيه هو أطول أشياخي خدمة خدمته خمساً وثلاثين سنة لم يتغير عليّ يوماً واحد أو شوني اسم بلدة بنواحي طنطا بلد سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه ربي بها صغيراً ثم انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأنشأ فيه مجلس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شاب أمرد فاجتمع في ذلك المجلس خلق كثير وكانوا يجلسون فيه من بعد صلاة المغرب ليلة الجمعة إلى أن يسلم على المنارة لصلاة الجمعة ثم أنشأ في الجامع الأزهر مجلس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام سبع وتسعين وثمانمائة وأخبرني رضي الله عنه قال من حين كنت صغيراً أرعى البهائم في شوني وأنا أحب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أدفع غدائي إلى الصغار وأقول لهم كلوه وصلوا أنا وإياكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا نقطع غالب النهار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت مرة قائلاً يقول في شوارع مصر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الشيخ نور الدين الشوني رضي الله عنه فمن أراد الاجتماع به فليذهب إلى مدرسة السيوفية فمضيت إليها فوجدت السيد أبا هريرة رضي الله عنه على بابها الأول فسلمت عليه ثم وجدت المقداد ابن الأسود رضي الله عنه على بابها الثاني فسلمت عليه ثم وجدت شخصاً لا أعرفه على بابها الثالث فلما وقفت على باب خلوة الشيخ وجدت الشيخ ولم أجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده فبهت في وجه الشيخ فأمعنت النظر فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء أبيض شفافاً يجري من جبهته إلى أقدامه فغاب جسم الشيخ وظهر جسم النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه ورحب بي وأوصاني بأمور وردت في سنته فأكد عليَّ فيها ثم استيقظت فلما أخبرت الشيخ رضي الله عنه بذلك قال والله ما سررت في عمري كله كسروري بهذا وصار يبكي حتى بلّ لحيته رضي الله عنه وتفرعت عنه سائر مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي على وجه الأرض الآن في الحجاز والشام ومصر والصعيد والمحلة الكبرى وإسكندرية وبلاد الغرب وبلاد التكرور وذلك لم يعهد لا حد قبله إنما كان الناس لهم أوراد في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرادى في أنفسهم وأما اجتماع الناس على هذه الهيئة فلم يبلغنا وقوعه من أحد من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصره رضي الله عنه ورأيته بعد موته فقلت يا سيدي ايش حالكم فقال جعلوني بواب البرزخ فلا يدخل البرزخ عمل حتى يعرض عليّ وما رأيت أضوأ ولا أنور من عمل أصحابنا يعني من قراءة قل هو الله أحد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورأيته بعد سنتين ونصف من وفاته وهو يقول لي غطني بالملاية فإني عريان فلم أعرف ما المراد بذلك فمات ولدي محمد تلك الليلة فنزلنا به ندفنه بجانبه في الفسقية فرأيته عرياناً على الرمل لم يبق من كفنه ولا خيط واحد ووجدته طرياً يخر ظهره دماً مثلما دفناه سواء لم يتغير من جسده شيء فغطيته بالملاية وقلت له إذا قمت وكسوك أرسل لي ملايتي وهذا من أدل دليل على أنه من شهداء المحبة فإن الأرض لم تأكل من جسده شيئاً بعد سنتين ونصف ولا انتفخ ولا نتن له لحم وإنما وجدنا الدم يخر من ظهره طرياً لأنه لما مرض لم يستطع أحد أن يقلبه مدة سبع وخمسين يوماً فذاب لحم ظهره فضممناه بالقطن وورق الموز ولم يتأوه قط ولم يئن في ذلك المرض انتهى. قال الأستاذ العدوى في شرح البردة الذي نقلت منه عبارة الشعراني الأولى المنقولة عن الأخلاق المتبولية نص العارف الشعراني على أن العارف الشوني ممن كان يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة كالخوّاص والمتبولي والسيوطي ا.ه.

{فائدة} من جملة صيغ هذه الصلاة الشريفة اللهم صل وسلم على سيدنا محمد الذي هو أبهى من الشمس والقمر وصل وسلم على سيدنا محمد عدد حسنات أبي بكر وعمر وصل وسلم على سيدنا محمد عدد نبات الأرض وأوراق الشجر وجد على هامش النسخة المنقولة عنها نقلاً عن العلامة الشيخ عبد المعطي السملاّوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام صف لي حسنات عمر فقال له لو كانت البحار مداداً والشجر أقلاماً لما حصرتها فقال صف لي حسنات أبي بكر فقال عمر حسنة من حسنات أبي بكر وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في المنن الكبرى ومما منّ الله تبارك وتعالى به عليّ انشراح صدري من منذ وعيت على نفسي لكثرة ذكر الله تعالى وكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك من سنة أربع عشرة وتسعمائة عام بلوغي فسألت الله تعالى أن يرزقني ذلك بين الباب والركن وفي مقام أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحت الميزاب ولم يكن شيء أحب في تلك الحجة من سؤالي الله عز وجل أن يرزقني ذلك إلهاماً منه تبارك وتعالى فمن جعل الذكر والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله فاز في الدارين بفضل الله ورحمته لأنم الله تبارك وتعالى هو السيد الأعظم وليس عنده أحد من الوسائط أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يردّ تعالى له سؤالاً في شيء سأله فيه لأحد من أمته وإذا علم الإنسان أن السلطان لا يردّ كلام الوزير الأعظم عنده فمن العقل أن طالب الحاجة لا يبرح عن باب الوزير ليقضي له حوائجه في الدنيا والآخرة. وقد روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت حمزة وجعفراً وكان بين أيدهما طبق كله نبق كالزبرجد يأكلان منه فقلت لهما ما وجدتما من أفضل الأعمال والأقوال فقالا لا إله إلا الله قلت ثم ماذا قالا الصلاة عليك يا رسول الله قلت ثم ماذا قالا حب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما انتهى. فكما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واسطة لنا عند الله تبارك وتعالى فكذلك أبو بكر وعمر واسطة لنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأدب إذا كان لنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة أن نسألهما ليسألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وذلك أقرب إلى قضائها وأكثر أدباً من سؤالنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير واسطتهما فإياك يا أخي أن تطلب حاجة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير واسطة أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فتخطئ طريق الأدب معهما وإياك أن تستبعد سماعهما صوتك إذا توجهت إليهم بقلبك من غير تلفظ فإنهما أعظم مقاماً بيقين من جميع أشياخ الطريق وقد صرحوا بأن من شرط الشيخ أن يسمع نداء مريده له ولو كان بينهما مسيرة ألف عام فتأمله وقد جربنا الوزير إذا كان يحب إنساناً يقضي حاجته بسهولة بخلاف ما إذا كان يكرهه فاخدم يا أخي الوسائط وحبهم المحبة الخالصة إن أردت سهولة قضاء حوائجك في الدنيا والآخرة فافهم ذلك واعمل على التخلق به والله تبارك وتعالى يتولى هداك وهو يتولى الصالحين والحمد لله رب العالمين انتهت عبارة المنن رضي الله عن مؤلفها.

الصلاة الثالثة والأربعون: المشيشية

لسيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ مِنْهُ انْشَقَّتِ الأسْرَارُ. وَانْفَلَقَتِ الأنْوَارُ.
وَفِيهِ ارْتَقَتِ الْحَقَائِقُ. وَتَنَزَّلَتْ عُلُومُ آدَمَ فَأعْجَزَ الْخَلاَئِقِ. وَلَهُ تَضَاءَلَتِ الْفُهُومُ
فَلَمْ يُدْرِكْهُ مِنَّا سَابِقٌ وَلاَ لاَحِقٌ. فَرِيَاضُ الْمَلَكُوتِ بِزَهْرِ جَمَالِهِ مُونِقَةٌ.
وَحِيَاضُ الْجَبَرُوتِ بِفَيْضِ أنْوَارِهِ مُتَدَفِّقَةٌ. وَلاَ شَيْءَ إِلاً وَهُوَ بِهِ مَنُوطٌ.
إِذ لَوْلاَ الْوَاسِطَةُ لَذَهَبَ كَمَا قِيلَ الْمَوْسُوطُ. صَلاَةً تَلِيقُ بِكَ مِنْكَ إِلَيْهِ كَمَا هُوَ أهْلُهُ
اللَّهُمَّ إِنَّهُ سِرُّكَ الْجَامِعُ الدَّالُ عَلَيْكَ. وَحِجَابُكَ الأعْظَمُ الْقَائِمُ لَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ.
اللَّهُمَّ ألْحِقْنِي بِنَسَبِهِ. وَحَقِّقْنِي بِحَسَبِهِ. وَعَرِّفْنِي إِيَّاهُ مَعْرِفَةً أسْلَمُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْجَهْلِ.
وَأكْرَعُ بِهَا مِنْ مَوَارِدِ الْفَضْلِ. وَاحْمِلْنِي عَلَى سَبِيلِهِ إِلَى حَضْرَتِكَ. حَمْلاً مَحْفُوفاً بِنُصْرَتِكَ.
وَاقْذِفْ بِيَ عَلَى الْبَاطِلِ فَأدْمَغَهُ وَزُجَّ بِي فِي بِحَارِ الأحَدِيَّةِ وَانْشُلْنِي مِنْ أوْحَالِ التِّوْحِيدِ
وَأغْرِقْنِي فِي عَيْنِ بَحْرِ الْوَحْدَةِ حَتَّى لاَ أرَى وَلاَ أسْمَعَ وَلاَ أجِدَ وَلاَ أُحِسَّ إِلاً بِهَا
وَاجْعَلِ الْحِجَابَ الأعْظَمَ حَيَاةَ رُوحِي وَرُوحِهِ سِرَّ حَقِيقَتِي وَحَقِيقَتِهِ جَامِعَ عَوَالِمِي
بِتَحْقِيقِ الْحَقِّ الأوَّلِ يَا أوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ اسْمَعْ نِدَائِي
بِمَا سَمِعْتَ نِدَاءَ عَبْدِكَ زَكَرِيَّا وَانْصُرْنِي بَِك لَكَ وَأيِّدْنِي بِكَ لَكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ
وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ غَيْرِكَ الله الله الله
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادِ
رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وهيئ لَنَا مِنْ أمْرِنَا رَشَداً
إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.

هذه صلاة سيدي عبد السلام بن مشيش وهي من أفضل الصيغ المشهورة ذات الفضل العظيم. قال العلامة السيد محمد عابدين صاحب حاشية الدر في ثبته صلاة الشيخ الإمام القطب العارف بالله تعالى والدال عليه ذي الطريقة السنية المستقيمة والأحوال السنية العظيمة شريف النسب وأصيل الحسب سيدنا ومولانا السيد الشريف عبد السلام بن بشيش يقال بالباء في أوله وبالميم الحسني المغربي التي أولها اللهم صلى على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار الخ قد أوردها الشهاب أحمد النخلي وتلميذه الشهاب المنيني في ثبتيهما وذكر النخلي أنه أخذها عن الشيخ أحمد البابلي والشيخ عيسى الثعالبي قال وأمراني أن أقرأها بعد صلاة الصبح مرة وبعد صلاة المغرب مرة قال ورأيت في بعض التعاليق تقرأ ثلاث مرات بعد الصبح وبعد المغرب وبعد العشاء وفي قراءتها من الأسرار ومن الأنوار ما لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى وبقراءتها المدد الإلهي والفتح البراني ولم يزل قارئها بصدق وإخلاص مشروح الصدر ميسر الأمر محفوظا بحفظ الله تعالى من جميع الآفات والبليات والأمراض الظاهرة والباطنة منصوراً على جميع الأعداء مؤيداً بتأييد الله العظيم في جميع أموره ملحوظاً بعين عناية الله الكريم الوهاب وعناية رسوله صلى الله تعالى عليه وعلى الآل والأصحاب وتظهر فائدتها بالمداومة عليها مع الصدق والإخلاص والتقوى ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ا.ه. وقد زاد بعض أكابر العارفين من مشايخ الطريقة الشاذلية فيها زيادات شريفة مزجها بها وجعلها وظيفة يقرؤها أهل طريقته العلية صباحاً ومساء نفعنا الله بهم.



الرابعة والأربعون: النور الذاتي للشاذلي

صلاة النور الذاتي لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النُّورِ الذَّاتِي وَالسِّرِّ السَّارِي
فِي سَائِرِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.

قال سيدي أحمد الصاوي هذه صلاة النور الذاتي لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه ونفعنا به وهي بمثابة ألف صلاة وعدتها خمسمائة لتفريج الكرب وذكرها ابن عابدين في ثبته نقلاً عن ثبت الشراباتي فقال كيفية صلاة جليلة أخذتها سابقاً عن شيخنا العارف بالله السيد أحمد البغدادي القادري ونسبها لبعض العارفين وهي اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي الساري في جميع الآثار والأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم وأفاد سيدي الشيخ أحمد الملوي في صلوات له أنها للإمام الشاذلي وأنها بمائة ألف صلاة وأنها لفك الكرب ولكنها بزيادة ونقص على ما تقدم وهذه صورتها اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في جميع الأسماء والصفات وذكرها شيخنا الشيخ محمد عقيلة في صلوات له بلفظ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد النور الذاتي والسر الساري سره في جميع الآثار والأسماء والصفات وسلم تسليماً ا.ه.
الصلاة الخامسة والأربعون : للنووي
للإمام النووي رضي الله عنه

السَّلاَمَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الله. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خِيرَةَ الله
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ خَلْقِ الله. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَذِيرُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَشِيرُ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا طُهْرُ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا طَاهِرُ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الرَّحْمَةِ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أبَا الْقَاسِمِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ الْخَلاَئِقِ أجْمَعِينَ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَأهْلِ بَيْتِكَ وَأزْوَاجِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَأصْحَابِكَ أجْمَعِينَ.
السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَجَمِيعِ عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ.
جَزَاكَ الله يَا رَسُولَ الله عَنَّ أفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا وَرَسُولاً عَنْ أُمَّتِهِ
وَصَلَّى الله عَلَيْكَ كُلَّمَا ذَكَرَكَ ذَاكِرٌ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِكَ غَافِلٌ
أفْضَلَ وَأكْمَلَ وَأطْيَبَ مَا صَلَّى عَلَى أحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ أجْمَعِينَ.
أشْهَدُ أنْ لاَ إِلِهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ
وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَأدَّيْتَ الأَمَانَةَ وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ وَجَاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ.
اللَّهُمَّ وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ وَآتِهِ نِهَايَةَ مَا يَنْبَغِي أنْ يَسْألَهُ السَّائِلُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَأزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.


هذه الصلاة الشريفة المشتملة على كيفية السلام والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند زيارته ذكرها الإمام محيي الدين النووي في مناسكه قال رضي الله عنه بعد كلام ويقف أي الزائر ناظراً إلى أسفل ما يستقبله من جدار القبر غاض الطرف في مقام الهيبة والإجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مستحضراً في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته ثم يسلم ولا يرفع صوته بل يقتصد فيقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله إلى آخرها. ثم قال بعد ذكره هذه الكيفية بأجمعها ومن عجز عن حفظ هذا أو ضاق وقته عنه اقتصر على بعضه وأقله السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم. ثم قال رضي الله عنه ومن أحسن ما يقول ما حكاه أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابيّ فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي فداء لقبر أنت ساكنه *** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته *** على الصراط إذا ما زلت القدم
وصاحباك فلا أنساهما أبداً *** مني السلام عليكم ما جرى القلم

قال ثم انصرف فغلبتني عيناي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي وبشّره بأن الله تعالى قد غفر له انتهى. قال العلامة ابن حجر المكي في حاشيته على هذه المناسك.
{فائدة} مما يدل لطلب التوسل به صلى الله عليه وسلم وأن ذلك هو سيرة السلف الصالح الأنبياء والأولياء وغيرهم ما أخرجه الحاكم وصححه أنه صلى الله عليه وسلم قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي فقال يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه قال يا رب إنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لت تضف لاسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إليّ وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد لما خلقتك وأخرج النسائي والترمذي وصححه أن رجلاً ضرير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافيني قال إن شئتَ دعوتُ وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك فقال فادع فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيدعو بهذا الدعاء اللهم إِني أتوجه بك إِلى ربي في حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه فيّ وصححه البيهقي وزاد فقام وقد أبصر وروى الطبراني بسند جيد أنه صل الله عليه وسلم ذكر في دعائه بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ولا فرق بين ذكر التوسل والاستغاثة والتشفع والتوجه به صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء ثم قال واستحسن بعضهم أنه يضم للسلام الذي ذكره المصنف قراءة آية أن الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ثم صلى الله عليك يا محمد سبعين مرة لقول بعض القدماء بلغنا أنه يناديه ملك صلى الله عليك يا فلان لم تسقط لك اليوم حاجة والصواب أن يقول يا رسول الله لحرمة ندائه صلى الله عليه وسلم باسمه وقول بعضهم محل الحرمة في نداء لم يقترن به صلاة وسلام مردود نقلاً وبحثاً ولا يرد ما مرَّ في الحديث لأن ذلك مستثنى لتصريحه صلى الله عليه وسلم بالإذن فيه انتهى.


السادسة والأربعون لأبي المواهب الشاذلي

سيدي الشيخ محمد أبي المواهب الشاذلي رضي الله عنه


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى هَذِهِ الحَضْرَةِ النَّبَوِيَّةِ. الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ الرُسُلِيَّةِ.
بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ التَّامَّاتِ. صَلاَةً تَسْتَغْرِقُ جَمِيعَ الْعُلُومِ بِالْمَعْلُومَاتِ.
بَلْ صَلاَةً لاَ نِهَايَةَ لَهَا فِي آمَادِهَا. وَلاَ انْقِطَاعَ لإمْدَادِهَا. وَسَلِّمْ كَذَلِكَ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ
يَا سَيِّدَنَا يَا رَسُولَ الله أنْتَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْوُجُودِ. وَأنْتَ سَيِّدُ كُلِّ وَالِدٍ وَمَوْلُودٍ.
وَأنْتَ الْجَوْهَرَةُ الْيَتِيمَةُ الَّتِي دَارَتْ عَلَيْهَا أصْنَافُ الْمُكَوَّنَاتِ.
وَأنْتَ النُّورُ الَّذِي مَلأَ إِشْرَاقُهُ الأَرْضِينَ وَالسَّمَوَاتِ. بَرَكَاتُكَ لاَ تُحْصَى.
وَمُعْجِزَاتُكَ لاَ يَحُدُّهَا الْعَدَدُ فَتُسْتَقْصَى. الأَحْجَارُ وَالأَشْجَارُ سَلَّمَتْ عَلَيْكَ.
وَالْحَيَوَانَاتُ الصَّامِتَةُ نَطَقَتْ بَيْنَ يَدَيْكَ. وَالْمَاءُ تَفَجَّرَ وَجَرَى مِنْ بَيْنِ أُصْبُعَيْكَ.
وَالْجِذْعُ عِنْدَ فِرَاقِكَ حَنَّ إِلَيْكَ. وَالْبِئْرُ الْمَالِحَةُ حَلَتْ بِتَفْلَةٍ مِنْ بَيْنِ شَفَتَيْكَ.
بِبِعْثَتِكَ الْمُبَارَكَةِ أمِنَّا الْمَسْخَ وَالْخَسْفَ وَالْعَذَابَ. وَبِرَحْمَتِكَ الشًامِلَةِ شَمِلَتْنَا الأَلْطَافُ
وَنَرْجُو رَفْعَ الْحِجَابِ يَا طَهُورُ يَا مُطَهَّرُ يَا طَاهِرُ. يَا أوَّلُ يَا آخِرُ يَا بَاطِنُ يَا ظَاهِرُ.
شَرِيعَتُكَ مُقَدَّسَةٌ طَاهِرَةٌ. وَمُعْجِزَاتُكَ بَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ. أنْتَ الأَوَّلُ فِي النِّظَامِ.
وَالآخِرُ فِي الْخِتَامِ. وَالْبَاطِنُ بِالأَسْرَارِ. وَالظَّاهِرُ بِالأَنْوَارِ.
أنْتَ جَامِعُ الْفَضْلِ. وَخَطِيبُ الْوَصْلِ. وَإِمَامُ أهْلِ الْكَمَالِ. وَصَاحِبُ الْجَمَالِ وَالْجَلاَلِ.
وَالْمَخْصُوصُ بِالشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى. وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الْعَلِيِّ الأَسْمَى.
وَبِلِوَاءِ الْحَمْدِ الْمَعْقُودِ. وَالْكَرَمِ وَالْفُتُوَّةِ وَالْجُودِ. فَيَا سَيِّداً سَادَ الأَسْيَادَ.
وَيَا سَنَداً اسْتَنَدَ إِلَيْهِ الْعِبَادُ. عَبِيدُ مَوْلَوِيَّتِكَ الْعُصَاةُ. يَتَوَسَّلُونَ بِكَ فِي غُفْرَانِ السَّيِّئَاتِ.
وَسَتْرِ الْعَوْرَاتِ وَقَضَاءِ الْحَاجَاتِ. فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَعِنْدَ انْقِضَاءِ الأَجَلِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.
يَا رَبَّنَا بِجَاهِهِ عِنْدَكَ تَقَبَّلْ مِنَّا الدَّعَوَاتِ. وَارْفَعْ لَنَا الدَّرَجَاتِ. وَاقْضِ عَنَّا التَّبَعَاتِ.
وأسْكِنَّا أعْلَى الْجَنَّاتِ. وَأبِحْنَا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فِي حَضَرَاتِ الْمُشَاهَدَاتِ.
وَاجْعَلْنَا مَعَهُ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ أهْلِ الْمُعْجِزَاتِ وَأرْبَابِ الْكَرَامَاتِ. وَهَبْ لَنَا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ مَعَ اللُّطْفِ فِي الْقَضَاءِ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَا أكْرَمَكَ عَلَى الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَا خَابَ مَنْ تَوَسَّلَ بِكَ إِلَى الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. ألأَمْلاَكُ تَشَفَّعَتْ بِكَ عِنْدَ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ
مَمْدُودُونَ مِنْ مَدَدِكَ الَّذِي خُصِصْتَ بِهِ مِنَ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الأَوْلِيَاءُ
أنْتَ الَّذِي وَالَيْتَهُمْ فِي عَالَمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ حَتَّى تَوَلاَّهُمُ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَنْ سَلَكَ فِي مَحَجَّتِكَ وَقَامَ بِحُجَّتِكَ أيَّدَهُ الله
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الْمَخْذُولُ مَنْ أعْرَضَ عَنِ الإِقْتِدَاءِ بِكَ إِي وَالله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَنْ أطَاعَكَ فَقَدْ أطَاعَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ
يَا رَسُولَ الله. مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَى الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ أتَى لِبَابِكَ مُتَوَسِّلاً قَبِلَهُ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ حَطَّ رَحْلَ ذُنُوبِهِ فِي عَتَبَاتِكَ غَفَرَ لَهُ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ دَخَلَ حَرَمَكَ خَائِفاً أمَّنَهُ الله الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ لاَذَ بِجَنَابِكَ وَعَلِقَ بِأذْيَالِ جَاهِكَ أعَزَّهُ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ أمَّ لَكَ وَأمَّلَكَ لَمْ يَخِبْ مِنْ فَضْلِكَ لاَ وَالله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
أمَّلْنَا لِشَفَاعَتِكَ وَجِوَارِكَ عِنْدَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
تَوَسَّلْنَا بِكَ فِي الْقَبُولِ عَسَى وَلَعَلَّ نَكُونُ مِمَّنْ تَوَلاَّهُ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله
بِكَ نَرْجُو بُلُوغَ الأَمَلِ وَلاَ نَخَافُ الْعَطَشَ حَاشَا وَالله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.مُحِبُّوكَ مِنْ أُمَّتِكَ وَاقِفُونَ بِبَابِكَ يَا أكْرَمَ خَلْقِ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. قَصَدْنَاكَ وَقَدْ فَارَقْنَا سِوَاكَ يَا رَسُولَ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الْعَرَبُ يَحْمُونَ التَّنْزِيلَ وَيُجِيرُونَ الدَّخِيلَ
وَأنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ يَا رَسُولَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
قَدْ نَزَلْنَا بِحَيِّكَ وَاسْتَجَرْنَا بِجَنَابِكَ وَأقْسَمْنَا بِحَيَاتِكَ عَلَى الله.
أنْتَ الْغِيَاثُ وَأنْتَ الْمَلاَذُ فَأغِثْنَا بِجَاهِكَ الْوَجِيهِ الَّذِي لاَ يَرُدُّهُ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا دَامَتْ دَيْمُومِيَّةُ الله.
صَلاَةً وَسَلاَماً تَرْضَاهُمَا وَتَرْضَى بِهِمَا عَنَّا يَا سَيِّدَنَا يَا مَوْلاَنَا يَا الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى سَائِرِ الْمَلاَئِكَةِ أجْمَعِينَ.
اللِّهُمَّ وَارْضَ عَنْ ضَجِيعَيْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِي وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أجْمَعِينَ.
وَتَابِعِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ
ثلاث مرات 3
وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ
آمين.

هذه الصلاة لسيدنا الولي الكبير العارف الشهير أبي المواهب الشاذلي رضي الله عنه ألفها ليقرأها الزائرون أمام الحضرة النبوية عند زيارتهم ولا مانع من قراءتها في كل زمان ومكان ويستحضر القارئ أنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبه بما فيها من الخطابات فإن صيغة السلام في تحيات الصلاة وهي قول المصلي السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هي من هذا القبيل خطاب له صلى الله عليه وسلم وقد افتتحها رضي الله عنه بعد البسملة بقوله الحمد لله الذي أرسل إلينا فاتح الدورة الكلية الربانية الإلهية القدسية. بالخاتمة العنبرية الندية المسكية الخاصة العامة المحمدية الكاملة المكملة الأحمدية. اللهم فصل على هذه الحضرة النبوية الخ. فينبغي لمن قرأها أن يضم لها هذه الحمدلة وإنما حذفتها من أولها لتكون هذه الصلوات على نسق واحد ولا بأس بذكر نبذة من أحوال مؤلفها ليعرف قدرها بمعرفة قدره مع أن جميع ما أذكره عنه لا يخرج عن مقصود هذا الكتاب من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما يناسبها. قال سيدنا ومولانا الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاته ومنهم سيدي الشيخ محمد أبي المواهب الشاذلي رضي الله تعالى عنه كان من الظرفاء الأجلاء الأخيار والعلماء الراسخين الأبرار أعطي رضي الله عنه ناطقة سيدي علي أبي الوفاء وعمل الموشحات الربانية وألّف الكتب الفائقة اللدنية وله كتاب القانون في علوم الطائفة وهو كتاب بديع لم يولف مثله يشهد لصاحبه بالذوق الكامل في الطريق وذكر له حكماً كثيرة ومعارف غزيرة تدل على علو مقامه ثم قال. وكان رضي الله عنه كثير الرؤيا بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان يقول قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً هذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب رضي الله تعالى عنه. وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سطح الجامع الأزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة فوضع يده على قلبي وقال يا ولدي الغيبة حرام ألم تسمع قول الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضاً وكان قد دلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس ثم قال لي صلى الله عليه وسلم فإن كان ولا بد من سماعتك غيبة الناس فاقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين وأهد ثوابها للمغتاب فإن الغيبة والثواب يتوافقان. وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي قل عند النوم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم خمساً بسم الله الرحمن الرحيم خمساً ثم قال اللهم بحق محمد أرني وجه محمد حالاً ومآلاً فإذا قلتها عند النوم فإني آتي إليك ولا أتخلف عنك أصلاً ثم قال وما أحسنها من رقية ومن معنى لمن آمن به هذا منقول من لفظه رضي الله عنه. وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لا تدعني فقال لا ندعك حتى ترد عليّ الكوثر وتشرب منه لأَنك تقرأ سورة الكوثر وتصلي عليّ أما ثواب الصلاة فقد وهبته لك وأما ثواب الكوثر فأبقه لك ثم قال ولا تدع أن تقول استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة إنه هو التواب الرحيم مهما رأيت عملك أو وقع خلل في كلامك هذا منقول من لفظه رضي الله عنه. وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أنت تشفع لمائة ألف قلت له بم استوجبت ذلك يا رسول الله قال بإعطائك لي ثواب الصلاة عليّ. وكان رضي الله عنه يقول استعجبت مرة في صلاتي عليه صلى الله عليه وسلم لأكمل وردي وكان ألفاً فقال لي صلى الله عليه وسلم أما علمت أن العجلة من الشيطان ثم قال قل اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد بتمهل وترتيل إلا إذا ضاق الوقت فما عليك إذا عجلت ثم قال وهذا الذي ذكرته لك على جهة الأفضل وإلا فكيفما صليت فهي صلاة والأحسن أن تبتدىء بالصلاة التامة أول صلاتك ولو مرة واحدة وكذلك في آخرها تختم بها قال لي صلى الله عليه وسلم والصلاة التامة هي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هذا منقول من لفظه رضي الله عنه. وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي إن شيخك أبا سعيد الصفروي يصلي عليّ الصلاة التامة ويكثر منها وقل له إذا ختم الصلاة أن يحمد الله عز وجل.


الصلاة السابعة والأربعون: للبكري

لسيدي محمد ابن أبي الحسن البكري رضي الله عنهما وعن أسلافهما وأعقابهما

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نُورِكَ الأَسْنَى. وَسِرِّكَ الأَبْهَى. وَحَبِيبِكَ الأَعْلَى. وَصَفِيِّكَ الأَزْكَى.
وَاسِطَةِ أَهْلِ الْحُبِّ. وَقِبْلَةِ أَهْلِ الْقُرْبِ. رُوحُِ الْمُشَاهِدِ الْمَلَكُوتِيًةِ. وَلَوْحِ الأَسْرَارِ الْقَيُّومِيَّةِ.
تَرْجُمَانِ الأَزَلِ وَالأَبَدِ. لِسَانِ الْغَيْبِ الَّذِي لاَ يُحِيطُ بِهِ أَحَدٌ. صُورَةِ الْحَقِيقَةِ الْفَرْدَانِيَّةِ.
وَحَقِيقَةِ الصُّورَةِ الْمُزَيَّنَةِ بِالأَنْوَارِ الرَّحْمَانِيَّةِ. إِنْسَانِ الله الْمُخْتَصِّ بِالْعِبَارَةِ عَنْهُ.
سِرِّ قَابِلِيَّةِ التَّهَيُّىءِ الإِمْكَانِيِّ الْمُتَلَقِّيَةِ مِنْهُ. أحْمَدِ مَنْ حَمِدَ وَحُمِدَ عَنْدَ رَبِّهِ.
مُحَمَّدِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ بِتَفْعِيلِ التَّكْمِيلِ الذَّاتِي فِي مَرَاتِبِ قُرْبِهِ. غَايَةِ طَرَفَي الدَّوْرَةِ النَّبَوِيَّةِ
بِتَفْعِيلِ التَّكْمِيلِ الذَّاتِيِّ فِي مَرَاتِبِ قُرْبِهِ. غَايَةِ طَرَفَي الدَّوْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الْمُتَّصِلَةِ بِالأَوَّلِ نَظَراً وَإِمْدَاداً. بِدَايَةِ نُقْطَةِ الاِنْفِعَالِ الْوُجُودِيَّ إِرْشَاداً وَإِسْعَاداً.
أمِينِ الله عَلَى سِرِّ الأُلُوهِيَّةِ الْمُطَلْسَمِ. وَحَفِيظِهِ عَلَى غَيْبِ اللاَّهُوتِيَّةِ الْمُكَتَّمِ.
مَنْ لاَ تُدْرِكُ الْعُقُولُ الْكَامِلَةُ مِنْهُ إِلاَّ مِقْدَارَ مَا تَقُومُ عَلَيْهَا بِهِ حُجَّتُهُ الْبَاهِرَةُ.
وَلاَ تَعْرِفُ النُّفُوسُ الْعَرْشِيَّةُ مِنْ حَقِيقَتِهِ إِلاَّ مَا يَتَعَرَّفُ لَهَا بِهِ مِنْ لَوَامِعِ أنْوَارِهِ الزَّاهِرَةِ.
مُنْتَهَى هِمَمِ الْقُدْسِيِّينَ وَقَدْ بَدَوْا مِمَّا فَوْقَ عَالَمِ الطَّبَائِعِ. مَرْمَى أبْصَارِ الْمُوَحِّدِينَ
وَقَدْ طَمَحَتْ لِمُشَاهَدَةِ السِّرِّ الْجَامِع. مَنْ لاَ تُجْلَى أشِعَّةُ الله لِقَلْبٍ إِلاَّ مِنْ مِرْآةِ سِرِّهِ.
وَهُوَ الْوِتْرُ الشَّفْعِيُّ الْمُحَقَّقُ. الْمَحْكُومُ بِالْجَهْلِ عَلَى كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعْرِفَةَ الله مُجَرَّدَةً فِي نَفْسِ الأَمْرِ عَنْ نَفَسِهِ الْمُحَمَّدِيِّ. الْفَرْعِ الْحِدْثَانِيِّ الْمُتَرَعْرِعِ فِي نَمَائِهِ بِمَا يُمِدُّ بِهِ كُلَّ أصْلٍ أبَدِيٍّ. جَنِيِّ شَجَرَةِ الْقِدَمِ. خُلاَصَةِ نُسْخَتَي الْوُجُودِ وَالْعَدَمِ. عَبْدِ الله وَنِعْمَ الْعَبْدُ الَّذِي بِهِ كَمَالُ الْكَمَالِ. وَعَابِدِ الله بِالله بِلاَ حُلُولٍ وَلاَ اتِّحَادٍ وَلا اتِّصَالٍ وَلا انْفِصَالٍ. الدَّاعِي إِلَى الله عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. نَبِيِّ الأَنْبِيَاءِ وَمُمِدِّ الرُّسُلِ عَلَيْهِ بِالذَّاتِ وَعَلَيْهِمْ مِنْهُ أفْضَلُ الصَّلاَةِ وَأشْرَفُ التَّسْلِيمِ. يَا الله يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ
{اللَّهُمَّ} صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى جَمَالِ التَّجَلِّيَاتِ الاِخْتِصَاصِيَّةِ. وَجَلاَلِ التَّدَلِّيَاتِ الإِصْطِفَائِيَّةِ. الْبَاطِنِ بِكَ فِي غَيَابَاتِ الْعِزِّ الأَكْبَرِ. الظَّاهِرِ بِنُورِكَ فِي مَشَارِقِ الْمَجْدِ الأَفْخَرِ. عَزِيزِ الْحَضْرَةِ الصَّمَدِيَّةِ. وَسُلْكَانِ الْمَمْلَكَةِ الأَحَدِيَّةِ. عَبْدِكَ مِنْ حَيْثُ أنْتَ كَمَا هُوَ عَبْدُكَ مِنْ حَيْثُ كَافَّةُ أسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ. مُسْتَوَى تَجَلِّي عَظَمَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَحُكْمِكَ فِي جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِكَ. مَنْ كَحَلْتَ بِنُورِ قُدْسِكَ مُقْلَتَهُ فَرَأى ذَاتَكَ الْعَلِيَّةَ جِهَاراً. وَسَتَرْتَ عَنْ كُلِّ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فِي بَاطِنِهِ لَكَ أسْرَاراً. وَفَلَقْتَ بِكَلِمَةِ خُصُوصِيَّتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ بِحَارَ الْجَمْعِ. وَمَتَّعْتَ مِنْهُ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَمَالِكَ وَخِطَابِكَ الْقَلْبَ وَالْبَصَرَ وَالسَّمْعَ. وَأخَّرْتَ عَنْ مَقَامِهِ تَأْخِيراً ذَاتِيًّا كُلَّ أَحَدٍ. وَجَعَلْتَهُ بِحُكْمِ أحَدِيَّتِكَ وِتْرَ الْعَدَدِ. لِوَاءِ عِزَّتِكَ الْخَافِقِ. لِسَانِ حِكْمَتِكَ النَّاطِقِ سَدِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ. وَشِيعَتِهِ وَوَارِثِيهِ وَحِزْبِهِ. يَا الله يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ
{اللَّهُمَّ} صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى دَائِرَةِ الإِحَاطَةِ الْعُظْمَى. وَمَرْكَزِ مُحِيطِ الْفَلَكِ الأَسْمَى. عَبْدِكَ الْمُخْتَصِّ مِنْ عُلُومِكَ بِمَا لَمْ تُهَيِّىءْ لَهُ أحَداً مِنْ عِبَادِكَ. سُلْطَانِ مَمَالِكِ الْعِزَّةِ بِكَ فِي كَافَّةِ بِلاَدِكَ. بَحْرِ أنْوَارِكَ الَّذِي تَلاَطَمَتْ بِرِيَاحِ التَّعَيُّنِ الصَّمَدَانِيِّ أمْوَاجُهُ. قَائِدِ جَيْشِ الندبُوَّةِ الَّذِي تَسَارَعَتْ بِكَ إِلَيْكَ أفْوَاجُهُ. خَلِيفَتِكَ عَلَى كَافَّةِ خَلِيقَتِكَ. أمِينِكَ عَلَى جَمِيعِ بَرِيَّتِكَ. مَنْ غَايَةُ الْمُجِدِّ الْمُجِيدِ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ الاعْتِرَافْ بِالْعَجْزِ عَنِ اكْتِنَاهِ صِفَاتِهِ. وَنِهَايَةُ الْبَلِيغِ الْمُبَالِغِ أنْ لاَ يَصِلَ إِلَى مَبَالِغِ الْحَمْدِ عَلَى مَكَارِمِهِ وَهِبَاتِهِ. سَيِّدِنَا وَسَيِّدِ كُلِّ مَنْ لَكَ عَلَيْهِ سِيَادَةٌ. مُحَمَّدِكَ الَّذِي اسْتَوْجَبَ مِنَ الْحَمْدِ بِكَ لَكَ إِصْدَارَهُ وَإِيرَادَهُ. وَعَلَى آلِهِ الْكِرَامِ. وَأصْحَابِهِ الْعِظَامِ. وَوُرَّاثِهِ الْفِخَامِ. الْحَمْدُ لله وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى سَبعاً أي يكرر هذه الآية تالي الصلوات سبع مرات ثم يقول: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ويقرأ الفاتحة ويهديها لمنشىء هذه الصلوات ويقول: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَصَلَّى الله وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى إِخْوَانِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ.


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
فوضت أمرى إلى خالقى وقلت لقلبى كفاك الجليل
مدبر أمرى ولاعلـم لى فهو حــسبى ونعم الوكــيل
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
منقول من منتدى خـــادم الإمام الرفاعى
ســـيـد أحـمـد العطار
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97