الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2019, 10:53 AM رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

فالوسيلة الأولى: صحة الاعتقاد، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي؛ وهو أن يعتقد المرء أنَّ اللهَ واحدٌ لا شريك لهُ، فردٌ لا مثل لهُ، صمدٌ لا ضد لهُ، متفردٌ لا ند له، وأنَّهُ قديمٌ لا أول لهُ، أزليٌّ لا بداية لهُ، مستمرٌ الوجود لا آخر له، أبديٌّ لا نهاية له، قيومٌ لا انقطاع له، دائمٌ لا انصرام له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، لا يماثل موجوداً، ولا يماثله موجود، ((ليس كمثله شيء)) ولا هو مثل شيء، لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات.

العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، بائن بصفاته عن خلقه، ليس في ذاته سواه، ولا في سواه ذاته، مقدس عن التغير والانتقال، منزه عن الغيبة والزوال، حيٌّ، قادرٌ، جبارٌ , قاهرٌ، لا يعتريه قصور ولا عجز، و ((لا تأخذه سنة ولا نوم))، ولا يعارضه فناء ولا موت، ذو الملك والملكوت، والعزة والجبروت، وله السـلطان والقهر، والخلق والأمر، عالم بجميع المعلومات، مريد للكائنات، مدبر للحادثات، وهو المبديء المعيد، الفعال لما يريد، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه، ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمحبته وإرادته.

سميعٌ بصيرٌ، لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي؛ ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دقَّ.

متكلم، آمر، نـاهٍ ، واعد، متوعد بكلام أزلي قديم، قائم بذاته، لا يشـبه كلام الخلق، ليس بصوت يحدث من انسلال هواء واصطكاك أجرام، ولا بحرف يتقطع بأطباق شفة أو تحريك لسان؛ وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كتبه المنزلة على رسله، وأن القرآن مقروء بالألسنة، مكتوب في المصاحف، محفوظ في القلوب، قديم، قائم بذاته، لا يقبل الانفصال والفراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق.

وأن موسى ـ عليه السلام ـ سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف، كما يرى الأبرار ذات الله من غير جوهر ولا عرض.

وإذا كانت له هذه الصفات، كان ـ جل علاه ـ حيّاً، عالماً، قادراً، مريداً، سميعاً، بصـيراً، متكلماً بالحياة، والعلم، والقـدرة، والإرادة، والـسـمع، والبصر، والكلام لا بمجرد الذات.

ويجب أيضاً على المرء أن يعتقد أن الله حكيمٌ في أفعاله، عادلٌ في أقضيته، يثيب عباده على الطاعات بحكم الكرم والوعد، لا بحكم الاستحقاق واللزوم، إذ لا يجب عليه فعل، ولا يتصور منه ظلم، ولا يجب لأحد عليه حق.

بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة، فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده، وأوجب على الخلق تصديقهم فيما جاؤوا به، وبعث النبي الأمي القرشي محمداً صلى الله عليه وسلم برسالته إلى كافة العرب والعجم والجن والإنس، فنسخ بشرعه الشرائع إلا ما قرره، وفضله على سائر الأنبياء، وجعله ســيد البشر، ومنع كمال الإيمان بشهادة التوحيد وهي قول: لا إله إلا الله. ما لم تقترن بها شهادة الرسول، وهي قول: محمد رسول الله. وألزم الخلق بتصديقه في جميع ما أخبر عنه، من أمر الدنيا والآخرة.

ويجب على المرء أن يؤمن بما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الموت، وذلك سؤال منكر ونكير، وأن القبر والميزان، والصراط، والحساب، والقضاء العدل في أمر الخلق بعد حسابهم، وتفاوت الخلق في الحساب إلى مُناقَش فيه ومُسامَح، ومن يدخل الجنة بغير حساب.

وأن يؤمن بالحوض المورود، حوض سيد الوجود صلى الله عليه وسلم، يشـرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة وبعد جواز الصراط؛ من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.

وأن يؤمن بإخراج الموحدين من النار بعد الانتقام، حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى.

ويؤمن بشفاعة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء، ثم سائر المؤمنين، كل على حسب جاهه ومنزلته؛ ومن بقي من المؤمنين ولم يكن له شفيع أُخرج بفضل الله، ولا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان.

وأن يعتقد فضل الصحابة الكرام رضي الله عنهم وترتيبهم، وأن يحسن الظن بهم جميعا، ويثني عليهم كما أثنى الله ورسوله عليهم.

والوسيلة الثانية:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97