الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2015, 01:58 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

وقمت بعد بوارد حالي إلى حضرة السيد الشريف شرف الدين أبي بكر، وضجيعه السيد عبدالسميع رضي الله عنهما، فرأيت السيد الشريف شرف الدين أسمر اللون ربعة مائلاً إلى السمن حسن المحيا، والسيد عبد السميع طويل القامة أبيض اللون أصلع الرأس فيه شيب قليل، وعليه جلال، فنظر كلاهما إليّ نظر القبول، وعمتني من لدهما العناية، وقمت موقور الرحل من بركاتهما إلى حضرة السيد عبدالرحمن شمس الدين رضي الله عنه، فرأيته بين السمرة والبياض أسود شعر اللحية ضيّىء الجبهة كأنه من قدماء رجال الحجاز، فحنا حنو الأبوة عليّ، ووجّه نظر الكرم إليّ، وتكلم بإحدى وعشرين كلمة جفرية من بدايع كلمات الإمام الوصي أمير المؤمنين عليّ الوفيّ رضي الله عنه وعليه السلام، وتفضل بحلها، ففهمت القصد منها، والحمد لله رب العالمين.

ورأيت في حضرته من نور الوارد الرحموتي شأناً عجيباً، ومن غرائب الأسرار الإلهية ان السيد وولده الصدر من الأغواث، والسيد عبدالسميع، والسيد عبدالرحمن شمس الدين من المحاذين مرتبة، ومن أصحاب خلعة الغوثية وصفاً ومنزلة، ولذلك يرى العارف صاحب البصيرة في ذلك الرواق من الحال المحمدي والبركة الجامعة، والجلال الباهر ما يندهش له لبه.

رواق متكين به هيبة=تلمع في الحضرة والجامع

نرتع ما بين محاذٍ به=مُخّلَّعٍ أو قائم جامع

وفي فجر تلك الليلة، وهي الليلة الثالثة، وأنا في إيوان الحضرة، وإذا بأصحاب الدائرة ورجال الوقت والقطب الغوث صاحب الزمان ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ وقد حضروا وعقدوا بعد الزيارة بالأدب والخشوع والخضوع مجلسهم هناك داخل الحضرة الصيادية، وقال صاحبي الغوث الجامع ـ سلام الله عليه ـ وهو الذي رأيته بمصر في الأزهر وقد ذكرت الواقعة: قف يا بهاء الدين ـ يعني هذا العبد الضعيف ـ وراء هذا الباب، اسمع كلام أهل الديوان لتتمرن على عادتهم.

فوقفت، فبدأوا بقراءة الفاتحة، وذكروا الله تعالى، وصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام منهم قائم ذكر سلسلة الأغواث العظام من عهد النبي ـ عليه الصـلاة والسلام ـ، إلى صاحب الوقت، وقرأوا الفاتحة.

وألقى الخطاب عليهم الغوث من مقامه، فارتعدت فرائصهم هيبة له، ثم سكن حالهم، فخاطبهم من حاله فنشطوا، ثم خاطبهم من مقاماتهم فتمكنوا، ثم خاطبهم من أحوالهم فارتاحوا، ومروا على حوادث الأكوان كليها وجزئيها، وبارك الله بوقتهم، وذكروني هناك خمسة وعشرين مرة، وذكروا هناك أيضا من ينوب عني في مرتبتي من مقام الظهور في مشهد الحكمة من مطارقات الزمان فقالوا: هذا الأشعث الأغبر، الغريب الخفي الظاهر، الواقف وراء الباب: هو صـاحب نوبة التجديد في الشـرع المحمدي والطريق الأحمدي، ولكن نبعة حـاله تتـفجر من قلبه فتظـهر على يد ولسـان نائبه محمد بن حسن بن علي بن خزام، أحد أغصان هذا البيت في خان شيخون أصل وفرع.

فحمت الله تعالى، وبعد إتمام جلستهم الشريفة في مجلسهم الأنور قاموا للصلاة فصلوا، وصليت معهم، وخلعوا علي بعد الصلاة كل واحد منهم على قدر حاله، فأخذت الحصة الكبرى من مددهم .

وقلت للغوث ـ سلام الله عليه ـ: سيدي، هل لكم وقت معين تجيئون به إلى هذه البقعة السعيدة؟ فقال: لنا أربع ليال في السنة، نعقد بها ديوان الحضرة في هذه الحضيرة الجليلة، إعظاما لشأن ساكنها وأولاده المدفونين بهذا الرواق النير، فقبلت يده، وقاموا وانصرفوا .

فتوجهت بكلي للمرقد الزاهر..................

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97