الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2015, 01:40 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

( سانحة ) خرجت من خان شيخون خارج القرية وطرقت الطريق إلى قرية الشيخ رجب وأنا بظاهر خان شيخون، وإذا برأس الأبدال السيارة فسلم وأجبته، ثم قال: هذه قرية تشبّ فيها نار العداوة والبغضاء بين أهلها، وكبارها أهل محنة بدنياهم غافلون عن الله تعالى، ويسري داء المحنة لصغارها منهم تعالَ نقرأ الفاتحة على هجرة بني عمك منها قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، وتلونا الفاتحة .

ثم قلت: إلى أين هجرتهم؟

قال: إلى ( الشغور ) ثم إلى ( حلب ) وبها الظهور والرتب، فحمدت الله تعالى.

ثم قلت: اذكر لي من أخبار الظهور السماوي في الطراز القصدي ضمن السرّ المطوي.

فقال: سيلازم صاحبك أُمة. واحد يقول: هذا آية من آيات الله في أرضه يعطي الله به كل خير، ويمنع به كل ضير، فإذا ضُغِط صاحبك ثقل المقام قال الآخر من ملازمي رحابه، وآخذي بيعة يده: لو اتسع رحبي، وافيض لي من حضرة الكرم لخدمته، والآخر يقول: لو قام بي في القصد النوعي المخصوص لحللت له عقدته، ويقول الآخر: هو يقدر ولا يفعل، والآخر يقول: لا يقدر ولا يفعل، والآخر يقول: يقدر ويكتم، والآخر يكسب ويكتم، ويقول الآخر: أنا لا أرى هذا من رجال الغيب إلا إذا ظهرت به القوة، وحصل إنجاز الوعد، ويقول الآخر: على بركة الله، كيف صار لا ضرر ولا ضرار.

ويقوم من بطن الغيب من القوم فرسان الحضرة المنتخبون لها، وكانوا أحقّ بها وأهلها، ويتم الله أمره، ولرُبَّ إبرة هناك أفضل من طِلاق رماح. في ذلك الموطن، وصاحبك بعد هذا وبكل هذا على الإستقامة المطلوبة، وكل قومه على هدى، وكل له من الحضرة المحمدية بقدر صدقه نصيب، ثم قال: يُنَازَع، ويضارَب، ويقاتل , ويشاتم، ويُستغاب، ويُخشى، ويُهاب، ويُقصد بسوء، وتُضرب له أكباد الإبل، ويطلب للإرشاد، ويُرجى لكشف الملمات، ويُعتقد حتى لا يفوق الاعتقاد بأحد من رجال عصره على الاعتقاد به، وينتقد بمثل تلك المرتبة، ويكذب عليه، ويُنسب كل مالم يصر منه إليه، وتخاطبه الأحوال، ويبتلى بكل لئيم، وإذا رأيت مظهره عجبت كأني به، وهو لا درهم ولا دينار، وقوم يقسمون بالله لهو أغنى أهل الديار يُطلب منه فلا يُعذر ويستدين فلا يُنظر، وَيَقْعد ويقوم حليف الهموم باطنها وظاهرها. ترميه الأبصار بسهامها، والألسن بكلامها، والأفكار بأوهاومها، يُقاتِل لأجل السنة، ويُحارِب أهل البدعة، ويهجر لله، ويحب لله وينصر كتاب الله على حافة خطر الدنيا، وعلى متن النجاة في أمر الآخرة لا يمسّه سوء كأنه روضة، وهو على بساط شجن، يضج الزمان بإسمه، صوت من أصوات القدر، حركاته وسكناته كلها من العجائب، مؤيد بالله، منظور بعين الرأفة والرحمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينشر عَلَم طريقتكم بعد هذا الطي، وينهض بها كأن كل أهل حيّ في (الحيّ) وهو على سجادة حاله، وبساط كماله، لا أكله في وقته، ولا نومه في وقته، مشتت نظام عيشه، مجموع على الله قلبه، وحاله مبارك، مقامه غالب على مظهره، قهارة منزلته، منصورة مرتبته، عليك وعليه وعلينا وعلى عباد الله الصالحين السلام ورحمة الله وبركاته.

وانصرف، فقعدت مهموماً لصاحبي، وأسفت لِمَا يلمّ به من ثقل هذا المقام المنتخب له.

وقلت: لو كان مقامه الخفا لكان أولى فإنه رقيق الجسم، بدويّ الطباع، أخو العشيرة، لا خبرة له بخداع أهل الزمان، ماذا يصنع إذا التفّت عليه هذه المحافل؟ واشتبكت بمظهر حاله هذه السلاسل، وامتدت لمقامه هذه الوسائل، وبقيت أقوم واقعد في مطارحلت أفكاري، ومنازعات أسراري، وكدت أتمزق همّاً لما داخلني من خوفي عليه، وكدري لأجله، وطُرحت بأرضي أكثر من ساعتين، وأنا غائب بهمي عني، وإذا بسيد الرحموتين سلام الله عليهم قد وكزني بكتفي، فانتبهت من نوم همّي، وقمت له، وهؤلاء القوم عرفتهم باشخاص في رواق متكين كما سبق، فقال: يا حبيب - وهو ياماني - وهم يقولون للسيد إذا خاطبوه كذلك فقلت: قل بارك الله بك. قال : سر في أمان الله إذا أظهر أعان، وإذا أبرز علّم، وإذا أسعد دبَّر، وإذا أعطى أيَّد، صاحبك الظاهر المعان، البارز المُعَلَّم، السعيد المدبر، المعطى المؤيد لحضرة من حضرات مقامه بثقل ظهوره ساعةً أفضل عند الله وأحب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من سَنَة تمر في حضرة مقام الخفا ويقف تحت راية من منزلة هذا المقام يغبطه عليها الصدّيقون في هذا العصر، ويندرج رجال الحضرات كلهم بذيل مقامه أتباعاً، ولا تمر آونة إلا وَله نفحة عون، وتأييد، ومدد خاص يُحمل على أكف الحنان، والغوث من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لشمس من شموس الحق لا تأفل أبداً، فاشكر الله على ذلك.

فسري عني همي، وطارقني سرور كدت أطير به إلى الفلك الأطلس لما داخل قلبي من لمعة نور ذلك التعبير، وإلى الله المصير، فقمت بعدها نشط العزم، ومشيت فوصلت بساعتين.

((( كفر سجنا ))

يتبع إن شاء الله تعالى







رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97