عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2018, 03:11 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

ثم قدم المركب السادس: وهو التأييد، فنودي من فوقه، ولم ير حافظك قدامك، ها أنت وربك، قال: فبقيت متحيرا، لا أعرف ما أقول، ولا أدري ما أفعل، إذ وقعت على شفتي قطرة أحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك، فصرت بذلك أعلم من جميع الأنبياء والرسل، فجرى على لساني: التحيات المباركات لله، الصلوات الطيبات لله، فأجبت: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فأشركت إخواني الأنبياء فيما اختصصت به، فقلت: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أراد بهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولهذا قيل لأبي بكر رضي الله عنه ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه رأى ربه، قال: صدق، وكنت معه متمسكا بأذياله، مشاركه في مقاله، قيل: كيف؟ قال: في قوله: السلام علينا، فأجابه الملائكة: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسوله، قال: ثم نوديت: ادْنُ يا محمدُ، فدنوت، ثم وقفت، وهو معنى عز وجل: " ثم دنا فتدلى "، وقيل: دنا محمد في السؤال، فتدلى، فتقدم للرب عز وجل، قيل: دنا بالشفاعة، وتقرب إلى الرب بالإجابة، وقيل: دنا بالخدمة، وتقرب للرب بالرحمة " ثم دنا فتدلى " معناه: دنا محمد من ربه فتدلى عليه الوحي من ربه، دنا لطافة، فتدلى عليه رأفة ورحمة، لا يوصف بقطع مفازة ولا مسافة، قد ذهب الأين من البين، وتلاشى الكيف واضمحل الأين، فكان قاب قوسين، فلو اقتصر على قاب قوسين لاحتمل أن يكون للرب مكان، وإنما قوله: " أو أدنى " لنفي المكان، وكان معه حيث لا مكان ولا زمان ولا أوان ولا أكوان.






آخر تعديل الرفاعي يوم 03-11-2018 في 03:13 PM.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97