الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2019, 12:45 PM رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

( طوس )

سيّدنا الإمام الهمام، قِبلة أهل الباطن، وليّ الله، العظيم المنزلة والجاه، نائب جدّه رسول الله، السيّد المقدَّم، والبحر المُطَمطَم، عليّ الرضا ابن الإمام موسـى الكاظم، عليهما الرضوان والسلام.

وفي مشهده الكريم وانجلى النِّقاب، وأشرقت القباب، وتصدّر على مِنصّة البُروز من بُطونِ الغِياب سـيّدُنا الإمامُ الحجّةُ المهدي عليه الرضوان والسّـلام، فرجَفَتْ فرائصي لرؤيته، فقال: مرحباً بمنتظِرنا، فقلت طربا ـ وهو يسمع ـ:


قــد أطـلــع الله بـسـمــك الـعــلا = هـلال مـجـدي فـهـو فـوق الـقـمـر

تـرقـبـنـي عـيـن الـعـلا بـالـرضـا = لأنـنـي مـنـتـظــر الـمـنـتـظــر

الـحـمـد لـلــه عـلــى فـضـلــه = قـد حـقـق الـقـصـد وصـح الـخـبـر


فضحك سرورا وقال: اقرأ سورة (( سبح اسم ربك ))، ففيها طمأنينة لروحك، وقوة لحالك، وتثبيت في مقامك. ونفخ في فمي وقال((بسم الله الرحمن الرحيم * الـم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب))، ((سلام قولا من رب رحيم))، ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)). صلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، آمنا بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم قال من لسان الحال: يا مُلَّسْـلَيْن، يا بَلَّمْعَيْن، يا مَنْعَلْهَيْ، يا مانَقُول، يا تَعْلِيمَلْيَا، يا فَوْأَيَس. وأجفر كلمات فهمت منهن كل المقصود، وحمدت الله وشكرته وذكرته وصليت على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وانطوى المظهر النوعي بنسيج الغيبية.

فرجعت من مشهد حضرتي إلي، وخرجت، ففي حال خروجي رأيت في الركن الأيمن الخضر عليه السلام، فأشار إلي، فجئت إليه وفيّ نشطة سرور لا أقدر على الإفصاح بمضمونها، فلما وصلت إلى حضرته، ووقفت تجاهه قال بالفارسية: "اكرد ردانه مي خواهي فرودر قعردرياشو" فعرفت ما أراد، ولاطفته بكلام النسيمي ـ عليه السلام ـ فقلت جواباً عن قعر البحر: "من كنج لا مكانم" فقال:" بسيار خوبست".

ونظرني، فدهشني في تلك النظرة منه حال جليل، فقال لي بالعربية: ما قصدك من قولك: "من كنج لامكانم" ؟ فقلت: قول القائل:


العبد ليس لـه فـي ملـك سيـده = دار، وكيف ورب الدار مملوك؟!


فبش في وجهي وقال: وشاهدك بهذا من الحديث ما هو؟ قلت: "الدنيا دار من لا دار له، ويبنيها من لا عقل له". فقال: هو أنت موفق إن شاء الله! .

وجاء الليل، فنمتُ في زاوية بعيدة عن الحضرة الرضوية، وأنا بين النوم واليقظة، وإذا برجلٍ أسمرَ، حالِكِ اللون، جاء إليّ فهزّني فانتبهت، فقال : يريدونك!. قلت: مَن هم؟ قال: الأحباب.

فقمتُ، حتّى إذا انتهَينا إلى الحضرة، ففُتح الباب، ودخلنا إلى ساحة المشهد، فرأيت جمعيّة عظيمة، وفيها القطب الغوث، وأصحاب الدائرة، وسلطان الحضرة سيّدي وتاج رأسي ومولاي الإمام عليّ الرضا، رضي الله عنه وعليه الســّلام.

فأُحضِرتُ إلى مواجهته، فألبَسَني بيده المباركة خلعة الوَتَديّة من طريق الحال، وقال لي: طُفْ على بركة الله، تحت رايتنا أين ذهبت. وأفاض علَيّ كلّ من رجال الحضرة ممّا أفاض الله عليه.

فابتهجتُ سروراً، وامتلأتُ نوراً، وأردت الانصراف، فأخذني سيدي الإمام الرضا ـ عليه السلام إليه وقال بعد أن نفخ في فمي ـ: ارتبط كل الارتباط بروح ابن أخي السيد أحمد الرفاعي، فهي روح جرت مجراها في حياة قالبها، وهو المسمى في الدواوين: بصاحب الروح الفعالة، والله يهب ما يشاء لمن يشاء.

قلت: أراد بقوله: ابن أخي. أي ابن الإمام السيد إبراهيم المرتضى، أخي الإمام الرضا؛ فإن نسب سيدنا الإمام الرفاعي ينتهي إليه، سلام الله على تلك الأرواح الطيبة أجمعين!.

وانطوى بساط الاجتماع، فأحييت ليلتي بذكر الله تعالى وعبادته.

وفي الصـباح سـرت على البركة مـن الطريق الشرقي من ضواحي (شـادان)، وانتهيت إلى (جوركان)، ومن تلك المفـازات والجـبال لفاً ودوراً إلى (مروروز)، وإلى ( كابل )، و( قندهار)، مثل ما استقصيت (بخارى), و(سمرقند), و(تيموركان)، و(هراة)، واستشملت متطلعاً إلى سواحل بحر (الهند)، وانقلبت إلى (دهلي)، واسـتقبلت مسـتشرفاً أطـوف من واد إلى واد، ما بين (أوجة)، و(حيدرأباد)، و(كلكـتا)، و(بومبـاي)، وانحـدرت منها مرحلة مرحلة، وطـوفة طـوفة إلى ( البحرين )، ومنها إلى ( البصرة )، فقدر الله أن سيدي وشيخي السيد إبراهيم قد توفي، فطفت بمرقده، وانتشقت من عبيق روحه الطاهرة شميم الفتح.

وفي أسفاري التي مرّ ذكرها، ما فارقت شارقة روح السيد أحمد الرفاعي عيني؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرني وينهاني، والروح الأحمدية تحل لي مشكلات منازلاتي، ورجال الحضرات تحتفل بي، وعين العناية تنظر إليّ، وكل ولي لله تعالى يواليني، وأنا في مقام صدّيقيّتي أتسلق مراتب المعالي انجماعاً عني، واجتماعاً على الحكم والحكمة ((وكان الله على كل شيء مقتدرا)).

ثم إني من (البصرة) انطلقت الهوينا إلى (سوق الشيوخ)، فواصلت الديار، وكأني لم أكن منها ولا من أهلها! لا أنيس ولا جليس ولا من أعرفه ولا من يعرفني! فسبحان الله العظيم! الأمر كما قيل:


كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا = أنيس ولـم يكـن بمكـة سامـر


وإني طفت في البليدة أسأل أين كانت دار السيد علي بن السيد نور الدين الرفاعي، وهي دار والدي، فما رأيت من يعرف مكانها إلا رجلاً وحداً اسه بندر، جاء إلي فقال: هنا كانت وكان وكان، وذكرني وذكر خالي وأمي وأبي، فبكيت تذكراً للعهد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت مكة أغرورقت مقلتاه الشريفتان الكريمتان بالدموع.


إن في الأوطان معنىً سره = ظاهـر برهانـه للفطـنِ

يأخذ القلب إلى سفح عفـا = ويناجيـه بحـال القَطَـنِ

فمن الذوق التدلي للخفـا = ومن الإيمان حب الوطـن

واندفعت محزوناً إلى ظاهر البليدة، فانجلى لي نور رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ملأ الأكوان، فخشعت إعظاماً لشأنه الشريف عليه الصلاة والسلام، وغبت بمحضره الأنور عني وعن كوني، فخاطبني حبيبي وأنا أسمع وأرى بنص: صل عليَّ صـلاة تجمع مقاصد المصـلين عليَّ من أهل الحضرة فانبسـطت في حضرة شهودي، وقلت بلسان خشوعي منسلخاً عن وجودي:

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97