بسم الله الرحمن الرحيم |
كتاب بوارق الحقائق |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-03-2018, 08:04 AM | رقم المشاركة : 1 | ||
شكراً: 16
تم شكره 32 مرة في 29 مشاركة
|
المنتدى :
رواق الاعشاب والطب البديل
تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١
بسم الله الرحمن الرحيم |
||
07-03-2018, 08:04 AM | رقم المشاركة : 2 | ||
شكراً: 16
تم شكره 32 مرة في 29 مشاركة
|
كاتب الموضوع :
البدوي
المنتدى :
رواق الاعشاب والطب البديل
المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول فصل: في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها العلوم من حيث هي كمال نفسي في القوة العاقلة يكون به محله عالما، وغايتها التمييز عن المشاركات في النوع والجنس بالسعادة الأبدية ولا شبهة أن بالعقلاء حاجة إلى طلب المراتب الموجبة للكمال وكل مطلوب له مادة وصورة وغاية وفاعل. فالأول بحسب المطلوبات. والثاني كذلك ولكنه متفاوت في الفائدة. والثالث نفس المطلوب. والرابع الطالب. وعار على من وهب النطق المميز للغايات أن يطلب رتبة دون الرتبة القصوى فما ظنك بالتارك أصلا وليس الطالب مكلفا بالحصول إذ ذاك مخصوصا بأمر فياض القوى بل بالاستحصال، ومما يحرك الهمم الصادقة رؤية ارتفاع بعض الحيوانات على بعض عندما يحسن صناعة واحدة كالجري في الخيل والصيد في الباز وليست محل الكمال لنقصها مثل النطق فكيف بمن أعطيه ويزيد الهمم الصادقة تحريكا إلى طلب المعالي معرفة شرف العلوم في أنفسها وتوقف النظام البدني في المعاش على بعضها كالطب والمآلي على بعض كالزهد وهما على آخر كالفقه واتصاف واجب الوجود به إنه هو السميع العليم، وإسناد الخشية بأداة الحصر إلى المتصفين به في قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وإسناد التعقل والتفكر فيما يقود النفس من القواهر والبواهر إلى إعطاء الطاعة باريها عند قيام الأدلة بقوله تعالى (وما يعقلها إلا العالمون) ونص صاحب الأدوار ومالك أزمة الوجود قبل إيجاد الآثار على شرفه بقوله عليه الصلاة والسلام (طلب العلم فريضة على كل مسلم) على أنه فرض على كل فرد من النوع وإنما ذكر المسلم بيانا لمزيد اهتمامه بتشريف من اتصف بهذا الدين الذي هو أقوم الأديان، وقول علي رضي الله عنه بأن العلم أشرف من المال لأنه يحرس صاحبه ويزكو بالانفاق وأنه حاكم وأهله أحياء ما دام الدهر وإن فقدت أعيانهم والمال بعكس ذلك كله. وقول أفلاطون: اطلب العلم تعظمك الخاصة والمال تعظمك العامة والزهد يعظمك الفريقان، كفى بالعلم شرفا أن كلا يدعيه وبالجهل ضعة أن كلا يتبرأ منه والانسان إنسان بالقوة إذا لم يعلم ولم يجهل جهلا مركبا فإذا علم كان إنسانا بالفعل أو جهل جهلا مركبا كان حيوانا بل أسوأ منه لفقدان آلة التخييل. وقال المعلم: الجهل والشهوة من صفات الأجسام والعلم والعفة من صفات الملائكة والحالة الوسطى من صفات الانسان وهو ذو جهتين إذا غلب عليه الأولان رد إلى سلك البهائم أو ضدهما التحق بالملائكة وهؤلاء أهل النفوس القدسية من الأصفياء الذين أغناهم الفيض عن تعلم المبادئ وإذا اعتدلت فيه الحالات فهو الانسان المطلق الذي أعطى كل جزء حظه من الجسماني والروحاني فهذه بلالة من بحر وذبالة من أنوار في شأن العلم (ورتبته) من كلام أهل الاعتماد والنظام الذين لا يرتاب في أنهم أقطاب مداراته وشموس مطالع صفاته. ثم من كرامات العلم معرفة موضوعه ومبادئه ومسائله وغايته وصونه عن الآفات كعدم العلم برتبته وفائدته، فلا يعتقد أن علم الفقه فوق كل العلوم شرفا إذ علم التوحيد أشرف إلا أن علم الأخلاق هو المنفرد بحفظ النظام دائما بل إلى ورود شرعنا فقد كفى عنه وتضمنته مطاويه ولا أن علم الطب كفيل بسائر الأمراض لان فيها ما لا يمكن برؤه كاستحكام الجذام، فلا تمنعه مستحقا لما فيه من إضاعته ولا تمنحه جاهلا بقدره لما فيه من إهانته ولا تستنكف عن طلبه من وضيع في نفسه لقوله عليه الصلاة والسلام (الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو في أهل الشرك) ولا تخرجه عن قدره بأن تبذله لوضيع كما وقع في الطب فإنه كان من علوم الملوك يتوارث فيهم ولم يخرج عنهم خوفا على مرتبته فان موضوعه البنية الانسانية؟ التي هي أشرف الموجودات الممكنة وفيه ما يهدمها كالسم وما يفسد |
||
07-03-2018, 08:05 AM | رقم المشاركة : 3 | ||
شكراً: 16
تم شكره 32 مرة في 29 مشاركة
|
كاتب الموضوع :
البدوي
المنتدى :
رواق الاعشاب والطب البديل
بعض أجزائها كالمعميات والمصمات فإذا لم يكن العارف به أمينا متصفا بالنواميس الإلهية حاكما على عقله قاهرا لشهوات نفسه أنفذ أغراض هواه وبلغ من عدوه مناه، ومتى كان عاقلا دله ذلك على أن الانتصار للنفس من الشهوات البهيمية والصبر والتفويض للمبدع الأول من الأخلاق الحكمية النبوية حتى جاء أبقراط فبذله للأغراب فحين خرج عن آل اسقلميوس توسع فيه الناس حتى تعاطاه أراذل العالم كجهلة اليهود فرذل بهم ولم يشرفوا به، وهذا لعمري قول الحكيم الفاضل أفلاطون حيث قال: |
||
07-03-2018, 08:05 AM | رقم المشاركة : 4 | ||
شكراً: 16
تم شكره 32 مرة في 29 مشاركة
|
كاتب الموضوع :
البدوي
المنتدى :
رواق الاعشاب والطب البديل
الاعتقادية والعملية وهو غاية الأول أو كهو وهذا هو علم الحكمة ثم هذه إما أن يكون موضوعها ليس ذا مادة وهذا هو الإلهي أو ذا مادة وهو الطبيعي أو ما من شأنه أن يكون ذا مادة وإن لم يكن وهو الرياضي، والثلاثة علمية أو يكون البحث فيها عن تهذيب النفس من حيث الكمالات وهو تدبير الشخص، أو من حيث حصر الأوقات التي بها بقاء المهج وهو تدبير المنزل مع نحو الزوجة والولد أو من حيث حفظ المدينة الفاضلة التي بها قوام النظام وهو علم السياسية والأخلاق. والأول أعم مطلقا، والثاني أخص منه وأعم من الثالث لاختصاصه بالملوك إن تعلق بالظاهر، والقطب الجامع إن تعلق بالباطن، والأنبياء إن تعلق بهما وكلها عملية، أو مقصود لغيره إما موصلا إلى المعاني والألفاظ فيه عرضية دعت ضرورة الإفادة والاستفادة إليها وهو الميزان، أو بواسطة الألفاظ ذاتا وهى الأدبية، ثم الرياضي إن نظر في موضوع يمكن تلاقى أجزائه على حد مشترك فالهندسة والهيئة وكل إن كان قار الذات فالعدد إن كان منفصل الاجزاء، فان اتصل فالزمان وإلا بأن لم يتصف بالوصفين فالموسيقيرى (والحصر الثالث) أن يقال العلم إن كان موضوعه الألفاظ والخط ومنفعته إظهار ما في الناس الفاضلة وغايته حلية اللسان والبيان. فالأدب وأجناسه عشرة، لأنه إن نظر في اللفظ المفرد من حيث السماع فاللغة أو الحجة فالتصريف، أو في المركب، فإما مطلقا وهو المعاني إلا أن تتبع تراكيب البلغاء وإلا فالبيان، أو مختصا بوزن، فإن كان ذا مادة فقط فالبديع أو صورة، فإن تعلق بمجرد الوزن فالعروض وإلا فالقافية أو فيما يعم المفرد والمركب معا وهو النحو أو بالخط فإن كان موضوعه الوضع الخطى فالرسم أو النقل فقوانين القراءة وإن كان موضوعه الذهن ومنفعته جلية الحدس والفكر والقوة العاقلة وغايته عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر، فالميزان وهو المعيار الأعظم الموثق البراهين الذي لا ثقة بعلم من لم يحسنه، وقد ثبت أن سبب الطعن عليه فساد بعض من نظر فيه قبل أن تهذبه النواميس الشرعية فظن أنها برهانية كالحكمة، فلما تبين له خلاف ذلك استخف بها وتبعه أمثاله والفساد من الناظر لا من المنظور فيه بل المنطق يؤيد الشرائع وكذلك الحكميات لأنه قد ثبت فيها أن الكلى إذا حكم عليه بشئ تبعه جزئيه وأن النبوة كلي أجمع على صحتها فإذا لم يجد لبعض جزئيات جاءت بها كتخصيص رمضان بالصوم وتجرده عن الثياب عند الاحرام في الميقات حجة كان برهانها القطع بالحكم الكلى وهو صدق من جاء بها وأجزاؤه تسعة أو عشرة قدمنا الإشارة إليها سابقا إجمالا بحسب اللائق هنا، أو نظرا فيما جرد من المادة مطلقا كما مر وكانت منفعته صحة العقيدة وغايته حصول سعادة الدارين فالإلهي أو نظر فيما له مادة في الذهن والخارج، فإن كان موضوعه البدن ومنفعته حفظ الصحة وغايته صون الأبدان من العوارض المرضية فالطب، أو أجزاء البدن ومنفعته معرفة التركيب وغايته إيقاع التداوي على وجهه فالتشريح، أو نظر في النقطة وما يقوم عنها من مجسم ومخروط وكرة فالهندسة، أو في تركيب الأفلاك وتداخلها ومقادير أزمنتها فالهيئة ومنفعتها معرفة المواقيت وغايتها إيقاع العبادات في أوقات أرادها الشارع وجمعنا بينهما لان الأول مبادى الثاني، أو فيما يمكن تجرده فالرياضي وقد عرفت أقسامه، أو كان نظره فيما سوى الانسان، فإن كان موضوعه الجسم الحساس غير الطيور فالبيطرة أو هي فالبزدرة أو الجماد، فإن كان موضوعه الجسم النباتي فهو علم النبات ويترجم بالمفردات وعلم الزراعة وأحوال الأرض ويترجم بالفلاحة. أو المعدن، فان نظر في الطبيعي منه فعلم المعادن بقول مطلق وتقسيمها إلى سائل ونام وجامد ومنطرق وتقسيمها في أنواعها وأجناسها وأثمانها وخواصها ومكانها وزمانها أو في المصنوع فعلم الكيمياء (والحصر الرابع) أن يقال العلم إما علم بأمور ذهنية |
||
07-03-2018, 08:06 AM | رقم المشاركة : 5 | ||
شكراً: 16
تم شكره 32 مرة في 29 مشاركة
|
كاتب الموضوع :
البدوي
المنتدى :
رواق الاعشاب والطب البديل
تظهر من دال خارج أو بالعكس أو أمور خارجية المادة لا الصورة أو العكس، فالأول كالفراسة فإنها استدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن، والثاني علم التعبير فإنه الاستدلال بمشاهدات النفس عند خلوها وانقضاء الشواغل على ما يقع لها في الخارج، والثالث كالهيئة، والرابع كالمنطق (والخامس) أن يقال العلم إما استدلال بعلوي على علوي فقط وهو كغالب الطبيعي أو بعلوي على سافل كالاحكام النجومية أو بسفلى على مثله كالشعبذة والسيميا والسحر أو استعانة ببعض الأجسام على بعض بشرط مخصوص نحو زمان ومكان، كعلم الطلسمات أو النظر في المواد اللطيفة إما لاصلاح البصر كالمناظر أو للوصول إلى ارتسام شئ في شئ فالمرايا أو المواد الكثيفة إما لقيام الأمكنة فعلم المعاقد أو لتعديل الخطوط والمقادير فالمساحة أو لتعديل ما يعلم به المقادير فعلم الموازين كالقبان أو القدرة على حركة الجسم العظيم بلا كلفة فجر الأثقال ومقاييس الماء أو في تحريك جسم في قدر مضبوط من الزمان فعلم السواقي أو فيما يحتال به على بلوغ المآرب على طريق القهر فعلم آلات الحرب أو على طريق خفى فعلم الروحانيات (والسادس) أن يقال العلم إما أن يستخدم الذهن مادة ذهنية كالحساب أو خارجية إما علوية كالريح والتقاويم والمواقيت أو سفلية كالنير نجات أو مركبة منهما كعلم الرصد وتسطيح الكرة. والعلم الذهني إما أن ينظر في العدد وهو الحساب وينقسم إلى ناظر في المعاملات وهو المفتوح، أو المجهولات من مثلها وهو الجبر والخطائين أو من معلومات كالتخت والرقم أو إلى تركيب البسيط وهو علم التكعيب، وأما القصب والدراهم فمن المعاملات وكذا الصبرات. أو تعلق بأعضاء مخصوصة فحساب اليد وغير الذهني فالشرعي المسترعى بالقول المطلق والاصطلاح المخصوص وإلا فالعلوم كلها ذهنية من حيث افتقارها إليه. ولنا ضابط غير هذه وهو أن مدار العلوم إما الأذهان وأصول علومها خمسة عشر علما: المنطق والحساب والهيئة والهندسة والفلسفة الأولى والثانية والإلهيات والطبيعات والفلكيات والسماء والعالم والاحكام والمرايا والموسيقى والارتماطيقى والصناعات الخمس. وإما اللسان، وأصول علومه كذلك اللغة والمعانى والبيان والبديع والعروض والقافية والاشتقاق والنحو والصرف والقراءة والصوت والمخارج والحروف وتقسيم الحروف وتوزيع اصطلاحات الأدب (أو الأبدان) وأصول علومها، كذلك الطب والتشريح والصياغات والسباحة وتركيب الآلات والكحل والجراحة والجبر والفراسة والنبض والبحارين والأقاليم والتأثيرات الهوائية والملاعب والسياسة (أو الأديان) وأصولها كذلك التفسير للكتاب والسنة والرواية والدراية والفقه والجدل والمناظرة والافتراق واستنباط الحجج وأصول الفقه والعقائد وأحوال النفس بعد المفارقة والسمعيات والسحر للوقاية وضبط السياسات من حيث إقامة الحكم والعلم بالصناعات الجالبة للاقوات فهذه ستون علما هي أصول العلوم كلها وإن كان تحتها فروع كثيرة ويتداخل بعضها في بعض وإن بعد في الظاهر فقد قال بعض المحققين إن علم العروض ديني شرعي لان في القرآن آيات موزونة حتى على الضروب البعيدة فان قال قائل إنها شعر رده العروضي بأن شرط الشعر مع الوزن القصد فتزول شبهته وزوالها شرعي بلا نزاع، وعلى هذا فقس. |
||
|
|
|