عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2025, 07:32 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 11
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ولذلك سميته: قِلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر، ولم أقصد فيما اندرج فيه من الأقوال الراجحة والمآثر الواضحة إعلاء منزلتهِ العلية وخفض مرتبة أحد إخوانه الأولياء أهل المراتب الرفيعة الجلية، وإنما القصد البحث عما من اللّٰه بهِ عليهِ وأفاضهُ من نعمهِ إليهِ خلافًا لبعض الجهلة من المتصوفة الذين لا يعرفون مناهج الشريعة الغراء والمحجة البيضاء، فيأخذون بلا علم ولا هدى ولا كتاب بتفضيل مشايخهم الأنجاب على غيرهم من إخوانهم الأئمة الأقطاب، ويرومون بذلك موافقة الخلق أجمعهن وكأنهم يريدون بذلك إحياء أصل في الدين يقودون إليه إجماع المسلمين، وما تلك إلا لإعلاء أنفسهم الخسيسة ولانقطاع ملاحظ عقولهم عن آداب الشرع وميزان الطريقة النفيسة وإن جميع ما بحثته في هذا الكتاب المبارك من السيرة المباركة الرفاعية زبدتهُ أنَّ سيدنا السيد أحمد قدَّس اللّٰه سرّه من أكمل المتمسكين بسُنَّة النبي ف وأخلاقه ومن الذين أتحفهم اللّٰه بالولاية العظمى وخصَّهم بالكرامة والمراتب العليا، وكل القوم أهل اللّٰه بمنزلة واحدة إلا من ثبتت رفعته على بعض إخوانه بالنص، والاعتقاد بهم بركة والتسليم لهم فيما يقبل التأويل سلامة. وإن السيد أحمد قدّس سرهُ من أصح القوم وصلة وأقربهم فيضًا لأن طريقهُ طريقي ومنهجهُ منهجي وأرى أن كلُّ رجل من أتباع الأولياء يجب عليه هذا في شأن شيخه كما يجب على مقلد مذهب العمل بقول صاحب مذهبهِ مع تعظيم باقي الأئمة رضي اللّٰه عنهم، خلافًا للممقوتين والجاهلين الذين يعملون بالهوى ويشترون الضلالة بالهدى ويقولون بأقوال جماعة من المجهولين ولو عارضت قول رب العالمين، فما هذا والله بطريق العارفين ولا بسلوك السلف الصالحين، نعم من الأدب أن يُعَظّم التابع متبوعهُ قلبًا ولسانًا ونطقًا وجَنانًا لكن بشرط تقييد ذلك بنفسيه لا غير، وفي هذا الأدب عند القوم حصول الفيض والخير، وقد أشرت إلى ذلك مع التنبيه على ما تجب مراعاتهُ للسالك من العقائد السنية في اللّٰه تعالى ورسلهِ والأولياء الذين هم صفوة البرية في هذه القصيدة اللطيفة الفريدة فقلت:

خذ مذهب العرفاء والأحباب - واترك أخيَّ طريق كل محابِ
واعمل بما قال الرسول وما أتى - للناس مشروعًا بخير كتابِ
فالله أوجب أن ننزه ذاتهُ - عن رأي كل مشبه كذابِ
إذ ليس عزّ كمثلهِ شيءٌ ولا - يعزى إلى جهة عظيم جنابِ
نور السما والأرض جلَّ جلالهُ - مجري الرياح مسبب الأسبابِ
وهو الغني بذاتهِ عن حاجب - في شأن قدرتِهِ وعن بوابِ
لا كيف لا تمثيل لا تجسيم لا - تشبيه يصلح فيه للألبابِ
بالعدل يمنع ثم يرزق مَن يشأ - فضلاً وإحسانًا بغير حسابِ
في الأرض قدرتهُ ودولة أمره - فوق السما نفذت على الأربابِ
وجميع ذرّات الوجود فقيرة - مقهورة لجنابهِ بالبابِ
ولهُ تعالى في حقيقة خلقهِ - سر به ذلوا مع الإعجاب
أمضى عليهم أمره حكم الفنا - فإلى التراب يعود كل تراب
فالعبد عبد والإلٰه منزه - عن سوء قول المشرك المرتاب
قد أرسل الرسل الكرام لخلقهِ - فتراهم للخير كالأبواب
نصحوا الخليقة للطريقة وفق أمـ - ـر القادر المتفرد الوهابِ
فهمُ براهين الهدى وأدلة الـ - أكوان للمولى بفصل خطاب
وهم عبيد اللّٰه إلاّ أنهم - أحبابه بل سادة الأحباب
وأجلهم قدرًا وأعظمهم هدى - خير الورى المرجو للآراب
ذو القدر والجاء العريض وموئل الـ - محتاج في يوم شديد حساب
صبح الهدى نور الرسالة روحها - والصاعد الراقي لكل حجاب
أعلى الإلٰه على الشرائع شرعه - وأعزه بصحابهِ الأنجاب
فأعزّهم مجدًا وافضلهم أبو - بكر إمام أئمة الأصحاب
بعد النبيين العظام أجل من - داس التراب وأم في المحراب
وأجل أصحاب ابن هاشم بعده - عمر المعالي هازم الأحزابِ
من شاد دين المسلمين بهمة - عرفت فلا تحتاج للإطنابٍ
وإمامهم من بعده عثمان فاذ - كرشأن ذاك الصابر الأوابِ
فهو الإمام مجهز الجيش الذي - شهد الرسول لهُ بحسن مآبٍ
وإمامهم زين الصحابة بعده - أعني عليًا طاهر الأنسابِ
صهر الرسول وزوج فاطمة البتو - ل وسيفها المسلول يوم حرابٍ
والستة الأعيان قدمهم وقف - عند النصوص بعترة وصحابٍ
واذكر شؤون التابعين مراعيًا - خير القرون فهم سباع الغابِ
والأوليا اذكرهم بخير أنهم - تبعوا الرسول بصحة الآدابِ
خدموا شريعته وما اتّبعوا الهوى - متمسكين بأشرف الأسبابِ
صحت ولايتهم بشأهد حالهم - فعلوا وصاروا وجهة الطلاب
لهم الكرامات التي ظهرت بنا - كالشمس ما حجبت ببرد سحاب
شهدت بها مذ شوهدت أهل الملا - وهي اختصاص الواهب السلابِ
ظهروا ببرهان الرسول تسلسلاً - حتى لعهد الأربع الأقطابِ
ابن الرفاعي ثم عبد القادرالـ - جيلي وابراهيم والعطاب
قال الرفاعيون احمد شيخنا سلك الطريق بدق الجمع باب
وراى الخضوع طريقة وحقيقة - تقضي بترك الزهو والاعجاب
وسرى على سنن الحبيب ملازماً - احواله في السلب والايجاب
فلذاك قدمناه تقديمًا به - قام الدليل لنا بلا اسهاب
والقادرية ثم فرقة احمد الـ - بدويّ كل قال ذاك جوابي
وكذاك اتباع الدسوقي ثم من - يمى لغير طريقة ورحاب
جزموا بصدق الاتباع لشيخهم - فرأوه اعلا الأوليا الأنجاب
فاذا توضحت الحقائق للذي - يدري بغير مسائل وجواب
ما كان من قول وفعل وارد - عن شيخ ارشاد رفيع جناب
زنه بميزان الشريعة واعتمد - في الأمر نص المصطفى الأواب
واعمل لحسن الظن بالتأوبل في - ما دق من شطح لسد الباب
واذا نأى التأويل فانكرنسبة الـ - منقول واحفظ حرمة الأحباب
واسلك طريق الهاشميّ محمد - فسواه مردود بكل كتاب
صلى عليه اللّٰه ما لمع الضحى - والآل والأزواج والأصحاب

وانظر ما قأله الشيخ ناصر البغدادي، نفعنا اللّٰه به في كتابه معراج السالكين، الذي استفاده من القطب العارف بالله السيد حسين برهان الدين الصيادي الرفاعي قد س سرّه، حين سأله عن أفضل الأولياء وعن أقرب الطرق إلى اللّٰه تعالى، فقال لهُ رضي اللّٰه عنه الأفضلية في الاولياء مجهولة، وليس لاحد من الأمة أن يحدث في الدين، فان النص خص، وما انقطعت عنه في هذا الباب النصوص،انقطعت عنه المباحث، الا ان القوم مع علمهم بان الافضلية علمها عند الله ورسوله، رجحوا مشايخهم ترجيح اعتقاد، فان القلب يجزم، والمحبة تلزم، وليس للرجل ان يقود رجلاً اخر، انتسب الى شيخ اخر، الى اعتقاده وجزمه، وما الزمته بهِ محبته، قوة برهان بأدلة وشواهد، كما عليه اكثر الناس اليوم، وما ذلك الا من الجهل بالشرع، وسوء الادب في الطريق، وما على المحب لو بين بطريق الحكاية اعتقاده او قاد اليه تلامذته واولاده . لأني اعتقد علوية سيدي احمد الرفاعي رضي اللّٰه عنة على غيره من اولياء اللّٰه المشهورين، بأدلة اقومها لدي، واخذ بها الي، ولا اقول للقادري او الأحمدي .او الابراهيي او الشاذلي او السهروردي، وغيره تعال نبحث معك، ودليلي على أفضلية شيخي على شيخك، الخصلة الفلانية، وكذا وكذا، فإن الدليل الذي يعارضه النص مردود والشاهد الذي يرده الشرع مجحود، وإذا قال لي كل واحدٍ من الطوائف المذكورة:

إن شيخي أفضلُ من شيخك بدليل كذا وكذا عندي وقيَّدها بنفسهِ فإني لا أردٌ عليه بل أقول لهُ ثَبَّتك اللّٰه على محبتك وصدقك لشيخك، وإن عممها ولم يقيدها بنفسهِ وطنب إلزام غيره صفعتهُ بعصا الشرع وعلمت جهله ورديت عليهِ، وأما لو جال في خاطُرك سبب اعتقادي بعلوية سيدي أحمد الرفاعي رضي اللّه عنهُ وأفضليتهِ على غيره. فأقول لك: إن ارفع اقدام الصالحين، القدم الثابت على سنة سيد المرسلين وأحسن الأخلاق الخلق المأخوذ عنه والموروث منهُ يةِ، وقد ثبت عند كلُّ من الفقراء وأصحاب هذه الخرقة أن السيد أحمد الرفاعي رضي اللّٰه عنه أكمل رجال عصره اتباعًا بالقدم والخلق للنبيّ .عليهِ الصلاة والسلام، وقد طابق اسمهُ اسمّهُ وحألَهُ حالَهُ وفقرُه فقزه وكمالُهُ كمالَهُ، وانطبعت حقيقته على سنته وطريقتِه وزهده وتواضعهِ وتعظيم ما كان عليهِ غَيم، وليعلم لديك أنَّ نسبة الفقر لهُ عليهِ الصلاة والسلام كمال وعلو شأن، فإنهُ تجرّد من الأغراض الفانية لعلو منزلتهِ وشرف مرتبتهِ ولم يشتغل بغير ربه، مع أن الجبال عُرِضت عليه أن تكون ذهبًا فأباها، وعلى هذا الأثر فقر شيخنا السيد أحمد قدّس اللّٰه سرّه، فإنهْ قال زوخ اللّٰه روحه : (بايعتُ اللّه على ترك الغَرَض والنفس والمال» وشهد له بذلك المنهج والحال، وإني أُجِلُ منزلة كلِّ من القوم شرَّف اللّٰه مراتبهم وأراهم بعين لتعظيم بالسوية إلا مَن قامِ لهْ دليل زيادة الأتباع للنبي مع أو أمرني بإجلال منزلته مَن هو فوقهُ وميّز لي بينهُ وبين غيره
ممن هو دونه .

وأما أقرب الطرق إلى اللّٰه فالطريق إليه الشرع وأما ما سمعته من أن الطرق إلى اللّه بعدد أنفاس الخلائق فتلك طُرْق القبول الداخلة في دائرة الشرع كقول القائل: «الله» وقبوله عند قولها، وكصلاةٍ في جوف الليل وقبوله عندها، أو كصدقةٍ وغير ذلك فإذا تشرَّعتْ فإنك دخلت حيطةً في دائرتها تجد الطرق إلى اللّٰه بعدد أنفاس الخلائق :

شريعة المختار للطرائقٍ - دائرة تجمع الحقائق
بعد أنفاس الخلائق انطوت - طرائق الوصف بها للخالق

انتهى. فهذا في الحقيقة خبَر الطريق وسرُّه وطيه ونشره وما زاد عليهِ فمن أهوية النفوس الأمارة والعاقلُ تكفيه الإشارة.
وقد طاب لي أن أفتح سيرتهُ الزكية ومناقبهُ المسكية يهذه القصيدة الفريدة المرصعة بذكر أوصافه العلية الحميدة وبعدها أتبرّك مفتخرًا ببسط شأنه من البداية إلى النهاية أعاد اللّٰه علينا من بركاته وبركات أهل الولاية آمين.

نشر شعري في مضمر التسطير - فاح منه أنواع نفح العبير

يتبع إن شاء الله تعالى

الفاتحة إلى روح حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أرواح آله وصحبه وجميع المسلمين والمسلمات اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .







رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97