يقول سيدي محمد مهدي بهاء الدين الصيادي الرفاعي الشهير
(بالرواس) رضي الله عنه وارضاه:
وقلت مسترفا برفة الجلال،عند انجلاء الجمال:
 
طراز سر له في سَمْكِ قبته = من الشؤون شموس ما لها حجبُ
  
فيه النبيون ترجو فيض صاحبه = والبحر منسجر والموج مضطربُ
  
طاف الملائك في أعتابه زمراً = والعارفون رجال الله والقطبُ
  
تبارك الله نور لا انحجاب له = محجب عن عيون السوء محتجبُ
  
رقائق الغيب مضروب سرادقها = لديه حيث ثرى طاحت به الشهبُ 
 
وحضرة كتب الباري القديم على = سجلها كل ما جاءت به الكتبُ 
 
تدور في ملوان الكون صائلة = خيوله ويرى من دورها العجبُ 
 
تطوف دائرة الدنيا معسكرة = وفي السماوات منها عسكر لجبُ 
 
أقامه الله في عين البرية من = لألأة الوجه نورا حقه يجبُ 
 
له مظاهر آثار مطلسمة = تروح في العالم الأعلى وتنقلب 
 
طافت بكعبته الألباب فانبهرت = بمظهر هو في كون الورى السبب
  
دع عنك جلجلة الآثار ملتفتا = عنها إليه وهذا القصد والطلب
  
وقل أغثني رسول الله مرحمة = بنظرة دونها الأعراض والنشب 
 
تر الغياث من الأفق السني على = ناديك يندي بسح دونه السحب
  
كم أوصلتني يد من طول همته = لقعس بيض معالي قبلها الأرب
  
وكان فكري لايدري تخيلها = ولا إلى برها بالوهم يقترب 
 
ولي به أمل لازال متصلا = كما اتصلت به والموصل النسب
  
تعم اعتابه الفيحاء راحلة = من همتي ما بها وهن ولا تعب 
 
ذات الجناحين صاري مذ إليه سعت = نعم الجناحان هذا الدين والحسب 
 
وتوقر الرحل برهانا ومعرفة = ودولة دون أدنى تربها الذهب 
 
عليه أزكى الصلاة المستمرة ما = دامت مفاخره تملى وتكتتب 
 
والآل والصحب ما راحت مغردة = شوقها الى إلفها تبكي وتنتحب