من روائع مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني :
سئل سيدي فخر الدين عن الحلال والحرام فقال: ذات مرة كنت أقوم بواجب العزاء في قريتنا والتفَّ حولي الناس وقالوا لقد سألنا (فلان) عن الخمر فقال: إن ربنا قال {فاجتنبوه} ولكنه ليس بحرام فما رأيك هل الخمرة حرام؟ فقلت: لا. فقال الناس: إذا أنت توافقه الرأي؟ فقلت: لا فاحتار الناس، فقلت لهم: أوَّلُ النهي(المكروه) وهو الفعل الذي تثابُ على تركه ولا تعاقب على فعله وبعد ذلك(الحرام) وهو الذي حرَّمه المشرِّع نصا وإذا فعلته تدخل النار وأعلى منه (الرِّبا) وإذا أكلته فحرب من الله ورسوله وأعلى منه (السحت) وهو إخفاء قوت المسلمين لحدوث أزمة ترفع الأسعار ومن يأكل السحت إنما يأكل النار فهى أولى به لامحالة ثم يأتي على القمة (الرجس) وهو الإبطان بالكفر مثل الخمر والميسر إذا فالخمر ليس حراماً كمرتبة نهي بل هي رجسٌ وهو أدهى وأمر لأنها خروج من الملة ولذا سميت بأم الكبائر، والمصيبة أن الناس قد أكلوا الرِّبا وأكلوا السُّحتَ ودخلوا في الرجس ويسألون عن الحرام مثل الكلب إذا أكل جيفة فيملأ بطنه بالنجاسة وإذا أراد أن يتبول رفع رجله مخافة أن تلحقها نجاسة البول.